هناك حالة من التأهب لتقليص عدد الأحزاب السياسية الـ104 إلى 4 أو 5 أحزاب قوية فقط، كي يكون لها دور على الساحة السياسية بشكل فعال، وحتى تستقطب الشباب وتكتسب ظهير شعبي قوي، كما أن الائتلافات والحملات لجأت هي الأخرى للانضمام إلى بعض الأحزاب القوية، لضمان الاستمرارية والحصول فيما بعد على مقاعد بالبرلمان، لذا لجأت حملة الرئيس السيسي "من أجل مصر"، للانضمام إلى حزب مستقبل وطن، وبالنظر إلى الأيام القليلة التي سبقت الإعلان عن الإندماج، نجد أن المهندس أشرف رشاد رئيس حزب مستقبل وطن، نفي الأنباء التي ترددت حول الإندماج، ويأتي ذلك في إطار تهدئة شباب الحزب في الأمانات المختلفة، الذين استنكروا بشدة هذا الدمج، معللين بذلك أنهم أخلصوا في تقديم كافة الخدمات للحزب كي يظهر بصورة قوية، متعجبين من استبدالهم بأعضاء حملة" من أجل مصر"، لكن بعد أن هدأت الأمور، عاد رئيس حزب مستقبل وطن ليؤكد الإندماج.
وها هو التاريخ يعيد نفسه، حيث نفى، اليوم، حامد الشناوي الأمين العام لحزب المؤتمر، عن اندماج حزب المؤتمر مع حزب التجمع، لتشكيل ائتلاف يساري جديد خلال أيام.
وأكد "الشناوى"، خلال البيان الصادر له، أن اندماج الحزبين لا أساس له من الصحة، مشيرًا إلى أن حزب المؤتمر برئاسة الربان عمر المختار صميدة، رئيس الحزب، لم يتطرق أبدًا من قريب أو بعيد للاندماج مع أي حزب سياسي بما فيهم حزب التجمع، لاسيما أن حزب المؤتمر معروف برنامجه وتوجهاته وهو حزب ليبرالي على يمين الوسط.
وبالرغم من نفي الحزب الاندماج إلا أن هناك مصادر داخل حزب مستقبل وطن تفيد بأنه جار إجراء عدة مباحثات مستمرة مع الربان عمر صميدة، رئيس حزب المؤتمر، لإقناعه بانضمام الحزب لمستقبل وطن، كما توجد محاولات لإقناع حزب الحركة الوطنية للاندماج، وأيضًا حزب التجمع.
أما عن حزب الغد، الذي شارك باجتماعات الوفد على مدار الأسبوعين الماضيين، لبحث سبل تنفيذ دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي بشأن ضرورة دمج الأحزاب السياسية وتقليص عددها، أدهش الجميع المهندس موسي مصطفي موسي، رئيس حزب الغد، والمرشح الرئاسي السابق، بعدما أعلن أن مشاركته في دعوة حزب الوفد للأحزاب ليس بهدف الاندماج وإنما من أجل التشاور حول القضايا الأساسية المطروحة على الساحة، لمتابعًا أنه غير وارد اندماج حزب الغد مع حزب الوفد.
لكن حالة التقلبات المتلاحقة التي تشهدها الأحزاب السياسية، خلال الفترة الأخيرة، تشير إلى أن الفترة القادمة ستشهد نوعا من الصراعات بين الأحزاب على صفيح ساخن، لفرض كلً منهم السيطرة على الحزب الآخر، لاسيما أن الجميع يتسابق للحصول على أكبر عدد ممكن من المقاعد في مجلس النواب، الذي اقترب من إنهاء مدته الدستورية.