وكيل "أوقاف الإسكندرية": لا ترتقي الأمم بكثرة القوانين وإنما بالضمائر

صورة أرشيفية

نظمت مديرية الأوقاف بالإسكندرية، اليوم الجمعة، قافلة دعوية كبيرة لأداء خطبة الجمعة بمساجد إدارة أوقاف العامرية أول، تحت عنوان "رمضان شهر المراقبة الذاتية وصناعة الضمير الحى"، وذلك تنفيذا لتوجيهات الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، بتوضيح كيفية استثمار أيام رمضان فى إحداث تغيرات ملموسة فى سلوكيات الناس إلى الأفضل والعمل على مواصلة ذلك بعد رمضان.

وقال الشيخ محمد العجمى، وكيل وزارة الأوقاف بالإسكندرية، إن رمضان هو شهر المراقبة الذاتية وفى وقتنا المعاصر ومع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، والإعلام بأنواعه المختلفة، المقروء، والمسموع، والمرئي، أصبح المؤمن يتعرض للفتن ليلًاً ونهاراً، صباحاً ومساءً، ولذلك لا بد للمؤمن أن يجعل مراقبة الله سبحانه وتعالى دائمًا بين عينيه، والمقصود بالمراقبة كما قال تعالى: "وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ"، وكما أخبر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم أنه يعلم جميع أحواله وأحوال أمته، وجميع الخلائق في كل ساعة وآن ولحظة، وأنه لا يعزب عن علمه وبصره مثقال ذرة في حقارتها وصغرها في السماوات ولا في الأرض، ولا أصغر منها ولا أكبر إلا في كتاب مبين، لقوله تعالى: "وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ"، فإذا كان هذا علمه بحركات الجمادات، فكيف بعلمه بحركات المكلفين المأمورين بالعبادة.

وأوضح "العجمى"، أن الأسباب المعينة على مراقبة اللَّه تعالى في الخلوة وصناعة الضمير الحى لدى الإنسان، قائلا: "أن يستحضر العبد اطلاع الله عليه وإحاطته به لكي يخاف ويستحي منه، وأن يتذكر العبد شهادة الجوارح عليه يوم القيامة، أن يتذكر العبد الأجر العظيم لمن راقب الله في خلوته، أن يتذكر العبد أنه إذا ترك هذا الحرام في خلوته لله فإن الله يعوضه بالحلال خيرًا منه، مضيفا أنه على الأب أن يزرع في قلوب أبنائه مخافة الله، وتعظيم أوامره ونواهيه، خاصة وأن أجهزة الإعلام وشبكات التواصل قد انتشرت في بيوت المسلمين، وأصبحت في متناول الصغير والكبير، والذكر والأنثى.

وأكد وكيل وزارة الأوقاف، على أن الضمير الحي هو ركنُ الرقابة في داخل كل إنسان، والضمير الحي هو القاضي والشُّرطي ورجل الأمن والموظَّف العام، الضمير الحي هو ميزان الحق والباطل، والصواب والخطأ، فالأمم لا تتقدم وترتقي بكثرة القوانين واللوائح والقرارات، إنما ترتقي برقيِّ الضمائر.

واختتم حديثه، قائلا: "ما أحوجنا إلى إيقاظ الضمير؟ ما أحوجنا إلى إحياء الضمير؟ ما أحوجنا إلى تنبيه الضمير؟ ليعود الإنسان إلى حياته عاملاً فاعلاً متواصلاً مثمِرًا مجتهدًا، الضمير الحي هو ما تحتاجه الأمة من أبنائها، فهلمُّوا إلى حملة إحياء الضمير؛ لنعيد للأمة حاضرها، ونمتلك زمام المستقبل".

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً