تقدمت الولايات المتحدة، أحد أبرز منتجي النفط في العالم، بطلب مفاجئ للسعودية لزيادة إنتاج منظمة "أوبك" من النفط بهدف الضغط على الأسعار للهبوط، رغم أن الأسعار المرتفعة تخدم منتجيها.
وذكرت وكالة "بلومبرج" اليوم الثلاثاء نقلا عن مصادر مطلعة أن واشنطن طلبت في وقت سابق من السعودية ودول أخرى أعضاء في منظمة "أوبك" زيادة إنتاجها من النفط الخام بنحو مليون برميل في اليوم.
وجاء ذلك بعد أن قفزت أسعار الوقود في الولايات المتحدة مسجلة أعلى مستوى في 3 أعوام ما أثار حفيظة الرئيس دونالد ترامب، ودفعه لانتقاد أداء منظمة "أوبك" وارتفاع أسعار النفط في الأسواق.
ونقلت الوكالة عن أحد المصادر أنه "بالرغم من أن أعضاء الكونجرس الأمريكي ينتقدون أوبك بشكل روتيني عند ارتفاع أسعار النفط، إلى جانب أن الحكومة تشجع أحيانا المنظمة على زيادة إنتاجها، فإن طلب واشنطن زيادة الإنتاج أمر غير عادي".
ولا يعرف ما إذا كانت الدول المنتجة للنفط قد لبت الطلب الأمريكي، أو قد تمت مناقشته خلال اجتماع وزراء النفط العرب، والذي عقد نهاية الأسبوع الماضي في العاصمة الكويتية.
واللافت أن الدول المشاركة "تعهدت بتوفير إمدادات من النفط إلى الأسواق إذا اقتضت الحاجة وفي الوقت المناسب وذلك لتلبية الطلب المتزايد على الخام في الأسواق ولتعويض انخفاض الإنتاج في بعض المناطق من العالم".
من جهة أخرى ذكرت "بلومبرج" أن وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوشين كشف الشهر الماضي عن "محادثات تجريها واشنطن مع الدول التي قد ترغب في زيادة إمدادات النفط للتعويض عن تأثير العقوبات الأمريكية على إنتاج النفط الإيراني".
ورغم أن الوزير رفض الكشف عن التفاصيل، إلا أن دول من منظمة "أوبك" وخارجها وهي روسيا والسعودية والإمارات والكويت لديها القدرات على زيادة إنتاجها النفطي ما سيقلل من تأثير انقطاع الإمدادات الإيرانية إلى الأسواق.
وكان أعضاء منظمة "أوبك" ومجموعة من غير الأعضاء بما في ذلك روسيا والمكسيك وكازاخستان اتفقوا في أواخر 2016 على خفض الإنتاج بواقع 1.8 مليون برميل يوميا بهدف دعم الأسعار المتهاوية في الأسواق.
وستعقد منظمة "أوبك" اجتماعا يومي 22 و23 يونيو الجاري لمراجعة الاتفاقية، التي ينتهي سريانها بنهاية العام الجاري، وسط توقعات تفيد بأن المنتجين متجهون نحو زيادة إنتاج النفط.