على الرغم من سنوات الحب التي عاشاها خلال وجودهما في نفس المنطقة، وتكليل هذا الحب بالزواج، إلا أن الزواج لم يستمر لأكثر من بضع شهور، بسبب خيانة الزوج ونزواته المتعددة، وباكتشاف الزوجة "سميرة"، غادرت المنزل واتجهت إلى منزل أسرتها، لتنتهى قصه الحب التي استمرت لأكثر من أربع سنوات بدعوى طلاق بالمحكمة، وقتل حارس عقار بـ8 طلقات في أنحاء جسده ما أدى لوفاته في الحال.
«أهل مصر» انتقلت إلى مسرح الواقعة التي ذاع صيتها بـ مساكن الأزهر-بمنطقة السلام- في محافظة القاهرة، للوقوف على دوافع الزوج التي أدت إلى قتل حارس عقار رميًا بالرصاص وإصابة 5 من أفراد الشرطة و3 من المارة.
أمام منزل سكني مكون من 7 طوابق، يقف رجال الأمن لحراسة المكان الذي وقع به الحادث، لا أصوات تدبُ سوى الحيوانات الضالة، يقطعه صوت إذاعة القران الكريم، من المسجد المقابل للعقار لاداء الصلاة.
مفاجآت كثيرة اكتشفها الأهالي عن جارهم بعد الحادثة، التي خيمت بظلالها على المنطقة كلها، أبرزها أنه اعتاد مرافقة الساقطات إلى شقته، ومرضه النفسي بعد انفصال زوجته عنه، وتعاطيه للمخدرات بعد رفع دعوى طلاق ضده.
«كان لابس حزام ومليان زخيرة وكأنه داخل حرب».. قالها أحد أهالي المنطقة قبل أن يكمل «ده كله علشان مراته سابته ورفعت قضية طلاق ضده مفكر إن الجيران بيبلغوها إنه بيرافق ستات في بيته وقتل الحارس علشان كان بيصلح بينهم».
وأشار الجار إلى أن المتهم كان على خلاف مع زوجته التي تركت المنزل له منذ أسبوعين، مؤكدًا أنه اتهم حارس العقار بنقل أخباره الخاصة لها بعد خلاف بينهما على نقل "عفش الزوجية"، موضحًا أن الزوج اعتاد تناول العقاقير المخدرة خاصة في الفترة الأخيرة بعد الخلافات التي دارت بينه وبين زوجته.
«آثار بقعة دم على إحدى السيارات المهشمة من الحادث، والمتواجدة أسفل العقار»، هي كل ما تبقى شاهدًا على الجريمة التي وقعت في الثانية عشرة مساء الأربعاء الماضي، فيما تحولت المنطقة المحيطة بشارع جمال عبد الناصر بمنطقة السلام إلى مكان أشبه بثكنة شرطية، فقد انتشرت قوات الأمن لعمل التحريات اللازمة الخاصة بالواقعة.
في لهجة ممزوجة بخوف ذكر "عبد الرؤوف" أحد سكان المنطقة ما حدث في الواقعة قائلا: «أول مرة أشوف موقف زي ده واحد ماسك سلاح ومدور الضرب على الفاضي والمليان، الكل كان بيجري في الشارع وماحدش كان عارف في أيه ولا بيضرب على مين».
وأكمل الرجل الخمسيني قائلا: «أثناء وجود الحارس في وقت الراحة دق الباب بطريقة غير المعتاد سماعها، في لهفة فتح الحاج صالح الشهير بـ "أبو عزة" حارس العقار باب غرفته، إذ بـ "محمد" أحد السكان عنده قائلا له: "تعالى عايزك"، وفور وصول الرجل الأربعيني شقة المتهم وجده حاملا سلاحا ناريا وقبل أن يتحدث عن أي شيئ سدد له 8 رصاصات في أنحاء جسده.
«كلكم خاينين ولازم تموتوا».. كلمات أطلقها «محمد»، وهو يطلق النار بسلاح خرطوش متعدد الذخيرة على المارة حتى جاءت قوات الأمن وبعد محاولات معه أصيب 5 من أفراد الشرطة و3 من المارة.
نقلت قوات الأمن مصابيها إلى المستشفى لتلقى العلاج فى حالة خطرة، كما تم نقل الزوج إلى مستشفى تابع لوزارة الداخلية لتلقى العلاج تحت حراسة مشددة.
وأصيب كل من معاوني وأمناء الشرطة، "محمد بغدادي، ومحمد العراقي، ومحمد فاروق"، وآخرين، تم نقلهم إلى المستشفى لتلقى العلاج، كما أصيب عدد من الأهالى بينهم شاب تلقى طلقة طائشة في عينيه.
وكانت نيابة السلام قد أمرت، بتفريغ كاميرات المراقبة، واستعجال تحريات المباحث في الواقعة، للوقوف على أسبابها، كما استمعت النيابة لشهود الاثبات والمجني عليهم من الأهالي والشرطة، وأمرت بحبس المتهم أربعة أيام على ذمة التحقيقات التي تجرى معه.
نقلا عن العدد الورقي.