تمثل بريطانيا واحدة من أقوى دول القارة الأوروبية، وتعد المسيحية هي الديانة الرسمية المتبعة في بريطانيا، وتتبع الكنيسة الطائفة البروتستانتية ويشكلون ما يقارب 71 % من إجمالي السكان.
ونستطيع الجزم بأن المجتمع البريطاني مجتمع متعدد الأديان، حيث يعيش فيه "المسيحيون، المسلمون، الهندوس، السيخ، البوذيون، اليهود، الملحدون" وغيرهم، إلا أن المجتمع البريطاني يسعى دائما لتطبيق مبدأ التسامح الديني.
وعلى الرغم من أن المسلمين يشكلون أقلية في المجتمع البريطاني إلا أن طقوس شهر رمضان ومظاهره تحل عليها وتكون جلية وواضحة في معالم مدنها المختلفة.
وعن الفرق بين مظاهر شهر رمضان قديما وحديثا في بريطانيا يقول الأستاذ مصطفى رجب رئيس "بيت العائلة المصرية" في بريطانيا: "كنا فين وبقينا فين".
وأكد رجب أن الوضع حاليا اختلف كثيرا عن الوضع في الماضي، فعندما جاء إلى لندن 1973 لم يكن هناك وسائل اتصالات كالمتاحة حاليا من الموبايل والستالايت، وكان المسلمون يستعلمون عن بدء شهر رمضان عن طريق السفارة فقط، ولم يكن هناك جوامع تؤذن وقت الإفطار لذلك كانوا يفطرون عندما يحل الظلام.
واسترجع رجب ذكريات المسلمين في بريطانيا عندما جاء المطرب الراحل عبد المطلب وأراد أن يستمع إلى أغنية "رمضان جانا" في الراديو وبحثوا في كل مكان عن راديو ينقل لهم هذه الأغنية إلى أن وجدوا محطة خاصة بالمراكب البحرية بها موجات قصيرة متعددة تستطيع التقاط كافة الإذاعات وبذلك تمكنوا من الاستمتاع بأغنية "رمضان جانا" رغم أن المحطة كانت تقطع إلا أنه كان إنجاز كبيرا.
ساعات الصيام في بريطانيا
يبلغ عدد المسلمين في بريطانيا حوالي 2.8 مليون، ويوافق رمضان فصل الصيف الذي يتسم بالحرارة الشديدة وطول فترة النهار، فتصل ساعات الصيام إلى 19 ساعة متواصلة.
فوانيس رمضان في محلات بريطانيا
يشهد شهر رمضان إقبالا كبيرا من أبناء الجالية العربية المهاجرة، الذين يستعدون لهذا الشهر بشراء مستلزمات الشهر الكريم، وتنتشر هذه المظاهر في بعض أحياء لندن وأحياء مدن مانشستر وبرمنغهام وشفيلد وغيرها.
وهناك بعض الشوارع في لندن التي تشعر فيها وكأنك في بلد عربي نظرا لكثرة العرب به وتظهر في المحلات العادات الرمضانية مثل شارع "ايدجوارد رود".
وتتزين هذه الأحياء والشوارع بالمحلات التي تتزين بفوانيس رمضان، كما تمتلىء بالتمور والقطايف وقمر الدين، وغيرها من مستلزمات ياميش رمضان.
وأضاف رجب "بذلك أصبحت مصر وسوريا والأردن والعراق وليبيا وتونس والجزائر والمغرب واليمن وكل البلاد العربية موجودة على أرض الواقع في بريطانيا بأهلها وأكلها وعاداتها وتقاليدها، فكل شيء يحمل رائحة مظاهر رمضان موجود ولعل أجملها سماع تلاوة القرأن الكريم بصوت الشيخ رفعت والنقشبندي على الإفطار".
إقبال كبير من المصلين على المساجد في رمضان
وفيما يتعلق بالمساجد يؤكد رئيس "بيت العائلة المصرية" أن لندن امتلأت بالجوامع التي تفتح أبوابها على مصراعيها في مدن بريطانيا المختلفة، وتشهد إقبالا كبيرا من المصلين في أوقات أذان المغرب والعشاء والتراويح، كما تقيم المساجد إفطارا جماعيا للصائمين.
الكنيسة المصرية في لندن تحتفل برمضان
وتابع رئيس "بيت العائلة المصرية" في لندن أن الجالية المصرية تحتفل بشهر رمضان بتنظيم حفلات الإفطار الجماعي، كما تحتفل أيضا الكنيسة المصرية في لندن بالشهر الكريم وتقيم حفل إفطار جماعي، ويشارك الحضور في هذه الحفلات أعضاء البرلمان البريطاني والبلدية وشخصيات عامة.
التليفزيون البريطاني يذيع أذان الفجر طوال شهر رمضان
اعتادت القناة الرابعة البريطانية على قطع عرض أفلامها لتذكير المشاهدين بموعد أذان الفجر خلال شهر رمضان.
وبدأت إحدى القنوات التليفزيونية البريطانية برفع صوت أذان الفجر طوال الشهر الكريم.
ومن مظاهر الاحتفال بشهر رمضان ظاهرة جديدة في بريطانيا تعرف بـ"راديو رمضان الإسلامي"، والتي تبث من قبل بعض الشباب باللغات الإنجليزية والعربية والأوردية والبنجابية، وبرامج هذا الراديو تكون موجهة للمسلمين خاصة، وللمجتمع البريطاني بصفة عامة.
وأضاف رئيس "بيت العائلة المصرية في لندن" أن محطات التلفزيون البريطاني وخاصة هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" تقدم برامج خاصة عن شهر رمضان وعن الإسلام، كما تنقل شعائر صلاة التراويح من الحرم المكي مباشرة قبل ميعاد الإفطار في لندن.
"بيت العائلة المصرية " في لندن يحتفل برمضان
وأكد الأستاذ مصطفى رجب أن "بيت العائلة المصرية" في لندن يقدم برنامجا متكاملا لشهر رمضان، يبدأ بـ"البوفيه المفتوح" ثم صلاة التراويح مع الشيخ على حسن من الأزهر، تليها سهرة تضم أصنافا من المشروبات المصرية ثم السحور وصلاة الفجر طوال الشهر، ويبدأ التخطيط للإعداد للعيد وصلاته التي تقام على ثلات أو خمس مرات نظرا للزيادة الكبيرة في أعداد المصلين.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
