جهود مكثفة لحفظ الأمن داخل المدينة، تبذلها الأجهزة الأمنية في السويس، وفي الوقت الذي تكثف فيه حملاتها لتطهير القرى والمناطق المتاخمة للمجرى الملاحي، ومزارع شرق القناة لتأمينها من العناصر الإرهابية، تركز أيضا في الداخل حملاتها لضبط العناصر الاجرامية والخارجين عن القانون واللصوص، مع التركيز على المدن الجديدة التابعة لحي فيصل وعتاقة.
أبرز تلك المدن هي مدينة السلام، التي يقطعها طريق (السويس - القاهرة) ويقسمها إلى السلام 1 والسلام 2، الأولي تابعة لفيصل والثانية لعتاقة، وهما أول ما يراهما زائر المدينة يستقبلانه يمين ويسار الطريق بعمارات سكنية وفيلات فاخرة تتسم بالتنظيم.
ورغم ذلك التنظيم وتنسيق المساحات واتساع الشوارع، إلا أن اسم المدينة الذي يبعث بالطمأنينة، ارتبط ذهنيا لدى الأهالي بعمليات السرقة والقتل تارة، وتارة أخرى العناصر الإرهابية، التي اتخذت من المدينة الواقعة على أطراف السويس مستقرا لها للاختباء فيها، ولعل أبرزهم الانتحاري الذي فجر نفسه في الكنيسة المرقسية، وأيضا أحد منفذي العملية الإرهابية الأخرى بكنيسة ماري جرجس في طنطا، وهما يقيمان في المدينة بحسب ما أعلنت وزارة الداخلية في ابريل الماضي.للمدينة الجديدة، وجهان يطل الأول على الوافدين من القاهرة إلى السويس تستقبلهم قبل دخولهم المحافظة، فهي أول المدن الواقعة بطريق السويس – القاهرة، وينظر إليها المغترب مبهورا بالعمارات السكنية المتناسقة واللون الأزرق الموحد الذي يكسوها، والفيلات وبضع قصور فارهه تسر الناظرين فيحسبا يوتيوبيا السويس.لكن أهل السويس أدرى بالوجه الأخر للمدينة، الذي يسير كامنا متلثما خلال ساعات الليل، ويتحسس الشر في الشوارع المظلمة، حين يبسط الليل رداءه عليها، تنتشر قائمة طويلة للجرائم المتنوعة، تبدأ من السرقة بالإكراه وخطف الحقائب، ثم السطو على المنازل لسرقتها، وتجاوز الأمر في بعض الأحيان الى القتل المقترن بالسرقة، ثم يتبع الشر منحنى أخر باتخاذ العناصر الإرهابية من وحداتها البعيدة عن أعين الشرطة وكرا لهم، لتصنيع العبوات الناسفة والمتفجرات، لاستهداف الشرطة والجيش.
يقول منصور صالح مدرس ثانوي، إن المشكلة الرئيسية في مدينة السلام انها رغم مساحتها الشائعة لا يسكنها إلا عدد محدود، مقارنة بألاف العمارات تحت الانشاء، وأخرى لا تسكنها سوى أسرة أو أسرتين فقط، ويستغل اللصوص العمارات تحت الانشاء مخبأ لهم لمراقبة المنازل المسكونة، وسرقتها، وذلك في ظل ضعف التواجد الأمني، والذي ينحصر في الدوريات المتحركة، والتي لا تعجز عن مطاردة اللصوص بسبب الطرق غير الممهدة، ما يعرقل حركة السيارات بينما يفر اللص بدراجتة حتى يختفى عن الأنظار.وأشار صالح، أنه تعرض للسرقة من قبل، وتسلل اللصوص الى منزله عن طريق عقار مجاور له خاو من السكان، فضلا عن سرقة بضائع من محل تجاري خاص بجارة.
ويقول صبحي مشالي، عضو مجلس محلي سابق إنه قبل ثورة 25 يناير بدأت عناصر جماعة الاخوان في التوجه وشراء الأرضي داخل مدينة السلام، باعتبارها أحد المجتمعات العمرانية الجديدة، وكانوا يسعون للتواجد فيها بقوة لتعويض نقاط ضعفهم في مناطق اخري بالأحياء وداخل مدينة السويس.ويضيف انهم وجدوا العون في ذلك من القيادي الاخواني المحبوس أحمد مراد، والذي لقبوه بـ"خيرت السويس" عقب ثورة يناير فكان له مراد رجل أعمال ومقاول يتولى الانفاق على انشاء المنازل ومد اصحابهم بمواد البناء اللازمة لإقامة عقارات على الأرضي التي يشتريها أعضاء الجماعة، على ان يسددوا له الأجل وبدون فوائد، كما ساهم في تزويد عدد كبير من العرسان ووفر لهم الأثاث اللازم لعش الزوجية مقابل التسديد بنفس الأسلوب.عقب ثورة 30 يونيو، بدأ الجناح العسكري للجماعة، الاستيطان بالمدينة، واستئجار الوحدات السكنية بالعقارات الكائنة على أطراف المدينة، من ناحية طريقي السويس – القاهرة، القديم والجديد.ويوضح أحد القيادات الأمنية السابقة في السويس، أن أبرز الحوادث الإرهابية بالمدينة كانت قبل عامين حيث وقعت معركة بالأسلحة النارية لتصفية الإرهابي أحمد محروس، بمدينة السلام 2 عثرت قوات الشرطة بعد الاشتباك الذي اسفر عن مقلته واستشهاد المقدم وليد الصادق نائب مأمور قسم فيصل، على عدد من العبوات الناسفة والقنابل يدوية الصنع، وكميات كبيرة من الزخيرة، وزجاجات مملوءة بمادة فوق أكسيد الهيدروجين، وأكسيد نترات، والجاز والبنزين، واليوريا التي تستخدم في الأساس لصناعة الاسمدة، وهي مواد اذا وقعت بين يدي ارهابي خبير في استخدامها يمكنه الاعتماد عليها لصناعة قنابل شديدة الانفجار.قبل أقل من شهر وضع اللواء إبراهيم الشناوي مساعد وزير الداخلية لمدن القناة، واللواء محمد جاد حجر الأساس لثلاثة أقسام شرطة من بينها حجر أساس لقسم شرطة السلام، إلا أن الوضع الأمني في المدينة يحتاج التعجيل بانشاء ذلك القسم في اقرب وقت.ولحين انشاء القسم فأهالي المدينة يطالبون بزيادة الدوريات الأمنية، خاصة الدوريات السرية لحماية منازلهم من السرقة، وابنائهم من السرقة بالاكراه، وحفاظا على المدارس التي تتعرض للسرقة بين الحين الأخر والتي كان اخرها مدرسة زكي نجيب محمود الصناعية، والتي تبعد بضع امتار عن نقطة شرطة معطلة، فتجرأ اللصوص في ظل الغياب الأمني ودخلوا بسيارة ربع نقل للمدرسة حملوا عليها معدات وأدوات ورش الأقسام الصناعية.نقلا عن العدد الورقي.