قال الأكاديمي المصري والباحث المتخصص في الشأن الإيراني أبو زيد جابر، إن مطالبة إيران للمنظمات الدولية بالتدخل في اليمن، مؤشر على أن الأوضاع أصبحت في أسوأ مساراتها، وأن إيران لا تقدم الدعم الذي يتحدث التحالف عنه.
وأضاف جابر، في تصريحات خاصة لـ"سبوتنيك"، اليوم الثلاثاء 26 يونيو 2018، أن "عمليات التحالف بقيادة السعودية بدأت تتخذ منحى خطر جدا، حيث زاد عنفها عشرات المرات، وإيران ترى أن هذه القوة المفرطة يذهب ضحاياها من الرجال والنساء والأطفال، دون وضع الأزمات الإنسانية في الاعتبار".
وتابع: "المهم بالنسبة للتحالف، الذي تقوده المملكة العربية السعودية، هو السيطرة على مناطق نفوذ جماعة أنصار الله في اليمن، وهو ما جعل الأمور تأخذ هذا الطابع الذي ترفضه إيران، خاصة أن السعودية توجه دائما لإيران اتهامات بتقديم وتهريب أسلحة إلى أنصار الله، وهو ما اعتادت إيران نفيه، ثم توقفت عن التعليق عليه".
ولفت الخبير في الشأن الإيراني إلى أن مطالبة إيران للمنظمات الدولية بالتدخل في اليمن، يشير إلى أمرين مهمين، الأول هو أن هناك رغبة في أن تتوقف هذه الأعمال العنيفة، التي أكدت طهران أنها تخلق أزمة إنسانية كبرى، وهو أمر طبيعي في الحروب طويلة الأمد من هذا النوع.
والأمر الثاني — حسب الدكتور أبو زيد جابر- هو أن "طهران تريد من دول العالم أن تكون شاهدا على ما يحدث من انتهاكات في اليمن، وبالتالي تبحث عن حل أممي أكثر سرعة مما يحدث الآن، يضمن انتهاء الأزمة قبل أن تؤدي إلى دمار كامل لليمن".
وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، قال إن طهران تطالب بتدخل المنظمات الدولية في الوضع في اليمن، بسبب عمليات التحالف العربي بقيادة السعودية.
ونقلت قناة "IRIB" قول قاسمي إن "سياسة إيران تجاه اليمن كانت وما تزال ثابتة. إننا ندين ونستنكر عدوان التحالف بقيادة السعودية، ونعلم الظروف، التي يرثى لها في تلك البلاد. ونطالب بتدخل جدي من المنظمات الدولية والدول الأخرى في هذه القضية".
وتفاقمت الأوضاع في الآونة الأخيرة بسبب أزمة ميناء الحديدة. وبدأ التحالف العربي، بقيادة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، في وقت سابق، عملية "النصر الذهبي" لطرد جماعة أنصار الله وحلفائهم من هذا الميناء الاستراتيجي على البحر الأحمر.