أصدر مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية تقريرا توثيقيا حول تهديدات داعش باستهداف مونديال 2018 والذي تقام فعالياته في الوقت الراهن بالمدن الروسية، محذرا من خطورة قيام التنظيم الإرهابي بتنفيذ عمليات إرهابية عبر "ذئابه المنفردة"، أو الطائرات بدون طيار.
اقرأ أيضا.. الإفتاء: داعش تراجع دراماتيكيا ويبحث عن طوق للنجاة
وكان تنظيم داعش قد شن حملة تهديد إعلامية ضد روسيا والمونديال مع نهاية عام 2017 وتكاثفت مع اقتراب حدوثه في منتصف الشهر الجاري. فيما شهدت روسيا قبيل انطلاق فعاليات المونديال بأسابيع وقوع عدد من الهجمات خاصة في العاصمة الشيشانية غروزني مما زاد من جدية تلك التهديدات.
يرصد التقرير عددا من الدوافع التي تقبع خلف تلك التهديدات أبرزها الموقف الروسي من مكافحة الإرهاب وتدخلها بالدعم للنظام السوري في مواجهة الجماعات التكفيرية والمسلحة، يسعى التنظيم أيضا عبر التهديد باستهداف التجمعات الكبرى ونجوم كرة القدم العالميين مما يساعده على شغل مساحة أكبر من اهتمام الرأي العام العالمي والبقاء ضمن دائرة الضوء والتأثير وإيصال رسالة بأن التنظيم باق خاصة بعد الضربات الموجعة التي تلقاها في مناطق نفوذه في سوريا والعراق وليبيا ومصر.
التهديدات التي أطلقها التنظيم والتي جاءت في شكل بوسترات ومقاطع فيديو برسائل تهديد حسبما يفيد التقرير تحمل دلائل محددة لأهداف التنظيم داخل الأراضي الروسية وهما هدفين رئيسيين أولهما ملاعب كرة القدم والتجمعات الجماهيرية وثانيهما مشاهير كرة القدم وعلى رأسها كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي ونيمار.
حددت تلك المنشورات أيضا تكتيكات واسلحة الاستهداف التي يمكن لعناصر التنظيم استخدامها في تنفيذ عملياتهم داخل الأراضي الروسية وتعتمد على أسلوبين أساسيين هما الأول: الذئاب المنفردة وهو أسلوب لجا إليه التنظيم في الآونة الأخيرة بعد تراجع قوته وتفكيك قدراته التمويلية وبغرض الإفلات من الحذر الأمني خاصة وأنه يعتمد على عشوائية التنفيذ بالطعن او الدهس. الأسلوب الثاني وهو الهجمات التقليدية التي تعتمد على العمليات الانتحارية والتفجيرات، فيما عبرت تلك التهديدات أيضا عن إمكانية تنفيذ عمليات إرهابية باستخدام طائرة بدون طائرة.
أشار التقرير على أن التنظيم الإرهابي يعتمد في تهديداته داخل الأراضي الروسية على ثلاث عناصر رئيسية هي:
أولا: المقاتلين الروس الأجانب في صفوف التنظيم بالشرق الأوسط والعائدين من سوريا والعراق، إذا تفيد بعض التقارير بأن أكثر من 8500 شخص من روسيا ودول آسيا الوسطى قد انضموا إلى صفوف التنظيم في سوريا والعراق، كما احتلت اللغة الروسية المرتبة الثالثة بعد العربية والانجليزية بين عناصر التنظيم.
ثانيا: الأفراد المنتمين للتنظيم من خارج روسيا والذين يمكن إرسالهم إلى الداخل الروسي باعتبارهم مشجعي كرة القدم بالرغم من صعوبة تنفيذه نظرا للإجراءات الأمنية المشددة على الدخول للأراضي الروسية.
ثالثا: عناصر فرع التنظيم بشمال القوقاز الذي أعلن مبايعته للتنظيم الام في 20 يونيو 2015 وتتزايد احتمالية دور تلك العناصر خاصة بقرب أحد الملاعب التي تقام عليها المباريات من أراضي القوقاز.
جدير بالذكر أن تنظيم داعش الإرهابي تحت وطأة الضربات الموجعة له من قبل التحالفات الدولية والجيوش الوطنية لجأ إلى استهداف ما يمكن تسميته بالمناطق الرخوة من (ملاعب كرة القدم، شواطئ، فنادق سياحية، تجمعات استهلاكية) لسهولة تنفيذ العمليات بها وإلحاق أكبر ضرر بالمدنيين ومن ثم تحقيق تسويق إعلامي أكبر لنشاطاته الإرهابية.
السنوات الماضية شهدت العديد من تلك العمليات وخاصة التي استهدفت عددا من الملاعب داخل الأراضي الأوربية كما حدث في 2015 بمحيط ملعب فرنسا بباريس، وتوالت تلك العمليات فيما بعد تحت ذريعة تكفير وتحريم لعبة كرة القدم كما جاء في أحد كتيبات التنظيم تحت مسمى " مداد القلم في حكم لاعبي كرة القدم".
يبقى الحذر ما بقيت التهديدات على الرغم من تواضع تهديدات التنظيم خلال الفترة الماضية واعتمادها بشكل أساسي على الأسلوب الدعائي فقط خاصة بعد الخسائر المادية والبشرية التي مني بها التنظيم، في مقابل تشديد الإجراءات الأمنية من قبل السلطات الأمنية في العديد من بلدان العالم في محاولة استباق حدوث مثل تلك العمليات.