أعلنت وزارة الآثار، وصول القطع الآثرية المصرية التي ضبطتها السلطات الإيطالية بميناء مدينة ساليرنو الايطالية، في ساعة متاخرة من مساء أمس الجمعة، إلى أرض الوطن، بعد أن تسلمها الدكتور مصطفي وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، والمستشار محمد عزت رئيس النيابة، بمكتب النائب العام للإشراف على إجراءات، بعد موافقة النيابة العامة الإيطالية على تسليم مصر، هذه القطع بناء على طلب الإنابة القضائية المرسل من النائب العام المصري.
صرح بذلك الدكتور مصطفى وزيري، مشيدًا بالتعاون المثمر والجهود التي بذلتها كل من وزارة الخارجية المصرية، و السفارة المصرية بروما، والنيابة العامة المصرية، والأيطالية، والقيادة العامة للتراث الثقافي الايطالي من أجل مساعدة مصر في الحفاظ على تراثها الأثري، والحضاري وعودة القطع الآثرية المضبوطة إلى أرض الوطن.
كما أشار أن عملية استلام هذه الآثار وعودتها إلى مصر تمت في فترة زمنية وجيزة من تاريخ إخطار السلطات الإيطالية لنظيرتها المصرية، وهو أمر غير مسبوق حيث أن فى مثل هذه الحالات تستمر المشاورات لعدة سنوات قبل استرداد الآثار.
وأوضح أن فور العلم بضبط السلطات الإيطالية للقطع الأثرية شكل الدكتور خالد العناني وزير الآثار، لجنة متخصصة لفحص صور القطع المضبوطة، كما دعا للانعقاد في اجتماع طارئ اللجنة القومية للآثار المستردة، برئاسته، وعضوية كل من عالم الآثار المصري، و الدكتور زاهي حواس والدكتورنبيل العربي الأمين العام السابق للجامعة العربية، والسفيرة هبة المراسي مساعد وزير الخارجية للعلاقات الثقافية، و ممثلي النيابة العامة، والهيئات الرقابية، والجهات الأمنية المصرية، لاتخاذ الاجراءات اللازمة بالتعاون مع السلطات الإيطالية، وجميع الجهات المعنية المصرية للعمل على استرداد القطع، وعودتها مرة أخري إلى مصر في أسرع وقت.
وفي منتصف هذا الشهر، وبناء على القرار الصادر من النيابة العامة المصرية، كلّف وزير الآثار، الدكتور مصطفى وزيري، بالسفر إلى ساليرنو لمعاينة القطع الأثرية، والذي أكد على أثريتها من خلال تقرير تم تقديمه للنائب العام. وتسلمت مصر القطع الأربعاء الماضي، ووصلت أرض الوطن مساء أمس الجمعة، ومازالت التحقيقات مستمرة بمكتب النائب العام لمعرفة ملابسات واقعة تهريب تلك الآثار والمتورطين فيها.و أشار "وزيري"، أن القطع المستردة تتكون من 21,660 عملة معدنية بالاضافة إلى 195 قطعة آثرية منها 151 تمثال اوشابتي صغير الحجم من الفاينس، و 11 آنية فخارية و 5 أقنعة مومياوات بعضهم مطلي بالذهب، وتابوت خشبي، ومركبين صغيرتين من الخشب، و٢ رأس كانوبي، و3 بلاطات خزفية ملونة تنتمي للعصر الإسلامي، وتخضع القطع الآن لأعمال الترميم؛ بحيث يتم عرضها قريبًا في معرض مؤقت بالمتحف المصري بالتحرير.كما أكد أن هذه القطع ليست من مفقودات مخازن أو متاحف وزارة الآثار.جدير بالذكر أن "العناني"، كان قد عرض جهود الحكومة لاسترداد الآثار المستردة خلال الجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء، حيث أشار أن الوزارة استطاعت خلال العامين الماضيين استرداد ٩٧٥ قطعة من أكثر من ١٠ دول مختلفة من خلال تنسيق، وتعاون قوي مع وزارة الخارجية المصرية، وسفاراتنا بالخارج والنيابة العامة والجهات الأمنية المصرية، وأشاد بدور كل الدول، ومنها إيطاليا، التي ساعدت الحكومة المصرية في استرداد اي قطعة آثرية مصرية خرجت بطريقة غير مشروعة.