التدريب أساس التقدم والاحترافية في كل المجالات خاصة القطاع الأمنيمنه، وتمتلك مصرمنظومة تدريب هي الأحدث والأضخم في مجال الأمن على مستوى دول الشرق الأوسط وافريقيا، وتضاهي كبريات منظومات التدريب في الدول المتقدمة، ما انعكس على الأداء الأمني زنجاح أجهزة الأمن المصري بالعبور بالبلاد من موجات التطرف والغلو والأرهاب والتخريب.
*وزير الداخليةالسابق: تحديث برامج التدريب وإنشاء بيئات تفاعلية تحاكى الواقع
قضت «أهل مصر»يوماً كاملا داخل أكبر معهد تدريب أمنى فى الشرق الأوسط وهو «المعهد القومى لتدريب القوات الخاصة»، وذلك بعدما إفتتحه وزير الداخلية السابق اللواء مجدى عبدالغفار منتصف شهر مايو الماضى، تابعنا العديد من العروض القتالية، أبرزها عرض الاستخدام التكتيكى للسلاح الذى قدمه طلبة كلية الشرطة، وعرضاً من برج الكوماندوز نفذته وحدة مكافحة الإرهاب، وعروض أخرى تبرز مهارات وفنون القتال التى وصل إليها رجال الشرطة بعد حصولهم على جرعات تدريبية عالية، إلتقينا عدداً من قيادات قطاع التدريب والمعهد لمعرفة معلومات وتفاصيل أهداف إنشاء المعهد كل ذلك في السطور التالية.
البداية كانت بتفقد منشآت المعهد التى تتضمن ( مبانى الإعاشة – مبانى الخدمات - العيادات الطبية - قاعات التدريب - قاعات المحاضرات النظرية – مجمع ميادين التدريب المتكاملة والتى تشمل ميادين "الإقتحام – الرماية - المحاكاة - الإشتباك - الفنون القتالية – الموانع – الرماية بالصبغة")، إلى جانب صالات الألعاب الرياضية والملاعب الرياضية متعددة الأغراض، والاستماع إلى شرح حول المناهج وأساليب التدريب التى تعتمد على أحدث النظم والأساليب التدريبية فى المجال الأمنى.وأكد مسئولو التدريب بالمعهد أن أبرز معايير إختيار مدربي المعهد الكفاءة النفسية والبدنية والرماية وإجتياز إختبارات للقدرات التدريبية، وأنه خلال العام والنصف الماضي كانت هناك دورات تدريبية تخللتها بعض الزيارات من دول أفريقيا مع عمل تدريبات مشتركة مع القوات المسلحة.في السياق ذاته كشف مصدر أمنى رفيع المستوى بوزارة الداخلية لـ«أهل مصر»قائلاً: وزير الداخلية قالوقت افتتاح المركز إن هذا الصرح التدريبى يعكس مدى إيمان الوزارة بأهمية المنظومة التدريبية وضرورة الإستمرار فى تطويرها وتحديثها من خلال إعتماد برامج تدريب متخصصة وفقاً للإحتياجات الفعلية لمختلف جهات الوزارة، وبما يسهم فى الإرتقاء بتأهيل العنصر البشرى تدريبياً وثقافياً ونفسياً من خلال خطط مدروسة وآليات مستحدثة لما لها من مردود إيجابى على معدلات الأداء الأمنى والإرتقاء به».وشدد الوزير حينها على أهمية أن تعتمد سيناريوهات التدريب على تكوين بيئات تفاعلية تحاكى الواقع الفعلى وتتماشى مع كافة المواقف المحتملة أثناء تنفيذ المهام الأمنية لخلق بيئة التدريب الأقرب إلى الواقع قدرالإمكان وتشابه بيئة العمل الفعلية المستهدف التدريب من أجلها ، وبما يساهم فى إضطلاع رجال الشرطة بأداء واجبهم بشتى المواقع على صعيد مواجهة الجريمة والإرهاب، مؤكداًعلى ضرورة مراعاة تحديث برامج التدريب الملائمة لمواجهة الإرهاب لاسيما بشمال سيناء بما يتوافق مع طبيعة البيئة التى تتم فيها المواجهات ، كما وجه بإعتماد كود تدريبى لمختلف جهات الوزارة بما يتوافق مع بيئة العمل ، الأمر الذى يستلزم تحديد الإحتياجات التدريبية لرجال الشرطة فى كافة المواقع ومختلف الجهات بهدف تعزيز قدراتهم وثقل معرفتهم ومهاراتهم بما يساهم فى إثراء خبراتهم الأمنية ويجعلهم عنصراً مؤثراً ومساهماً فاعلاً فى تحقيق رؤى المؤسسة الأمنية وأهدافها».وأشار وزير الداخلية السابق إلى أهمية إختيار العناصر القائمة على العملية التدريبية وإثقالهم بالمهارات اللازمة ، مؤكداً على أهمية إعتماد مؤشرات دقيقة تقيس كفاءة المدرب وقدرته على توصيل المعلومة وإلمامه بجميع عناصر البرنامج وقدرته على إستخدام تقنيات التدريب الحديثة بشكل مناسب، مؤكداً على أن وزارة الداخلية تؤمن إيماناً راسخاً بمحورية مواردها البشرية فى تعزيز قدراتها ، لتحقيق الأمن والإستقرار وردع كل من تسول له نفسه المساس بأمن الوطن ، ومن هذا المنطلق تولى الوزارة إهتماماً فائقاً لعملية التدريب ، إيماناً منها بالدور المهم والحيوى الذى يؤديه التدريب من رفع كفاءة رجال الشرطة لتحقيق المهام المسندة إليهم على الوجه الأكمل.*لواء وهدان :لأول مرة تشارك الشرطة النسائية فى العمليات القتاليةفى البداية أكد مساعد وزير الداخلية لقطاع التدريب اللواء هشام وهدان فى تصريحات ل"أهل مصر" أنه تم تنفيذ المعهد على مساحة 72 فدان، وهو يعد من أكبر المعاهد التدريبية الأمنية فى الشرق الأوسط ، موضحاً أن مشروع إنشاء المعهد يستهدف الإرتقاء بمستوى التدريب التخصصى لرجل الشرطة من خلال تنفيذ برامج تدريبية متخصصة فى شتى مجالات العمل الأمنى ، بما ينعكس بالإيجاب على الأداء التنفيذى، حيث روعى فى تصميم منشآت المعهد تحقيق أعلى نسب إستفادة تدريبية وفقاً للمعايير الدولية، وتم تجهيزه بأحدث المعدات التدريبية وتزويده ببرامج متطورة لتقييم المتدرب خلال فترة تلقيه البرنامج التدريبى وقياس مدى الإستفادة منه وفقاً للمعدل الزمنى المحدد، وكذا اخضاع المتدرب لفحص بدنى شامل لتحديد البرنامج التدريبى الملائم، كاشفاً عن سابقة هى الأولى من نوعها فى تاريخ وزارة الداخلية وهى مشاركة العناصر النسائية من معاونى الأمن فى العمليات القتالية، وقدمن بالفعل عروضاً على التسلق للمبانى المرتفعة وإقتحامها وملاحقة الخلايا الإرهابية وأثبتن جدارتهن وذلك بحضور وزير الداخلية.*لواء وفيق :نستهدف رفع الكفاءة القتالية والمهارية لرجال الشرطةبدوره قال مدير المعهد القومي لتدريب القوات الخاصة اللوا حسام وفيق إن وزارة الداخلية تولي العملية التدريبية أهمية قصوى للارتقاء بالأداء الأمني، والمعهد تم إنشاءه وفق أحدث المنشآت التدريبية وبه أحدث وسائل التدريب لرفع الكفاءة القتالية والمهارية لرجل الشرطة، وإنفرد بالعديد من المنشآت المجهزة بأحدث الأجهزة، كما أولت الوزارة أهمية كبيرة بالعنصر البشري لتطوير عملية تدريبه، كما إن الطاقة الاستيعابية للمعهد 1200 متدرب، ويتم توفير أقصى درجات الرعاية للمتدربين حيث توجد أماكن إعاشة وإقامة كاملة التجهيز.فى السياق ذاته أوضح مسئول التدريب بمعهد القوات الخاصة المقدم محمد صفوت لـ «أهل مصر» أن المعهد به العديد من ميادين التدريب منها ميادين قتالية وأخرى للإعداد البدني ومدرسة المفرقعات ، حيث يمكن فى هذه الميادين عمل بيانات الاقتحام بالذخيرة الحية بحيث يتم إطلاق الرصاص الحي في مكان يضاهي الوضع الواقعي، ويوجد 100 غرفة عبارة عن مسارح عمليات مختلفة حسب كل بيئة للتدريب على كل البيئات الجغرافية.*مسئول التدريب:بيانات إقتحام بالذخيرة الحية ومسارح عمليات واقعيةوأشار المقدم صفوت إلى وجود ميادين فتح الثغرة المكونة من أشكال مختلفة للأبواب والشبابيك وكيفية فتحها وهو ما تواجهه القوات عند إقتحام منازل العناصر الإرهابية، ويوجد أيضاً ميدان الرماية للمركبات، وميدان الموانع الأرضية للتدريب على عبور العوائق التي تقابل القوات في الصحراء ، وأيضاً ميدان المفرقعات للتدريب على التعامل مع العبوات المتفجرة، كما توجد منظومة محاكاة بها 700 سيناريو مختلف خاصة بالواقع المصري، كما توجد بالمعهد صالات للألعاب الرياضية وملاعب لكرة القدم وتنس.. الخ.وتابع :«كما يوجد ميدان لتدريب أفراد العمليات على القتال في المناطق المفتوحة والصحراوية والقنص القتالي والتخطيط وإدارة العمليات ونشر فكرة مدرب القوات الخاصة بهدف توحيد الفكر وإعداد مدربي الرماية القتالية، ويتم أيضاً تدريب قيادات العمليات بحصولهم على دبلومة مدتها 8 أشهر للتدريب على التخطيط الاستراتيجي وإدارة العمليات، وهناك ميدان التسلق لمحاكاة تسلق الصخور والجبال ويوجد نظام محاكاة تنافسي وميدان قناصة، كما تم إنشاء بحيرة صناعية داخل المعهد وجارى تركيب ميدان رماية تكتيكي مغلق، كما يوجد مركز قياسات لقياس كفاءة العمود الفقري والقوة العضلية والتكوين الجسدي لحمل السلاح».