اعلان

"الكانون".. سلاح المرأة الصعيدية لمواجهة نار الأسعار.. 70 جنيهًا لـ "أنبوبة البوتجاز".. وحيل مبتكرة للقضاء على الغلاء

اعتادت الزوجة المصرية مع كل أزمة إثبات جدارتها فيإدارة شؤون منزلها بأقل التكاليف، وخير مثال على ذلك المقيمات في القرى بالمحافظات واستخدامهن "الكانون" كبديل لإسطوانة البوتاجاز، بعدما أقرت الحكومة الجديدة برئاسة مصطفى مدبولي زيادة أسعار الوقود، حيث ارتفعت قيمة إسطوانة البوتاجاز لتزيد من أعباء عائل الأسرة في مواجهة التحديات الاقتصادية، لتصل قميتها 50 جنيهًا في المستودعات، وفي السوق السوادء ما بين 65 إلى 80 جنيهًا.

"الكانون" وسيله الفلاحين في القرى منذ العصور القديمة لطهي الطعام قبل ظهور البوتاجاز ، وحول تصميمة فهو عبارة عن قوالب طوب يصمم بشكل دائري أو مربع بحيث يترك فتحه تسمح بوضع الأحطاب ووسائل الاشتعال بداخله ومن فوقه يوضع الإناء المرغب في تسخينه، ولا يتجاوز ارتفاع "الكانون" عن 50سم.

ومع ارتفاع سعر إسطوانة البوتاجاز عادت ربات المنازل إلى استخدامه مره أخرى نظرًا لعدم تكلفته المادية، فهو لا يحتاج سوى بعض الأحطاب والبوص والخشب، ما يعصب على السيدات في المدن استخدامة لعدم توافر مقومات تشغيله، كما يعد "الكانون" وسيلة إشعال متنقلة فيمكن تصميمة في الحقول لتحضر الشاي للفلاحين والعمال كما يمكن نقله في المنزل من مكان إلى مكان. 

"أهل مصر" ألتقت بعدة سيدات في قرى المحافظات واللاتي تحدثن بحرص شديد خوفًا من الظهور في الوسائل الإعلامية، وقالت إنهم لجئن إلى "الكانون" بعد ارتفاع سعر إسطوانة البوتاجاز لتوفير بعض من الأموال لعائل الأسرة الذي أصبح يتحمل العديد من الأعباء مع ارتفاع سعر الأطعمة والمصروفات في المدارس والكهرباء وغيرها من المتطلبات الحياتية. 

"الكانون الحل الأمثل للهرب من نار الأسعار" .. بهذه الكلمات استهلت فوزية، ربة منزل، في إحدى قرى محافظة أسيوط، حديثها، وقالت بعد ارتفاع أسعار إسطوانة البوتاجاز إلى 70 جنيهًا في الشوارع أصبحت الأعباء على عائل الأسرة كبيرة، وعلى ربة المنزل تدبير أمورها بأقل التكاليف ومساندة زوجها على متطلبات الحياة، ولهذا استخدمت مره أخرى الكانون. 

وقالت صاحبة الأربعين عاما إن "الكانون" لايمكن استخدامه إلا في القرى وليس المدن لضرورة توافر البيئة الملائمة للكانون وتوافر الأحطاب والأخشاب المتهالكة الغير مرغب في استخدامها، مشيرة إلى أن عدد كبير من السيدات احتفظن بـ"الكانون" داخل منازلهن برغم شرائهن أحدث البوتاجازات تحسبًا لهذه الظروف. 

وأشارت "فوزية" إلى أن الكانون يمكن تكوينه من الطوب اللبن أو الأحمر أو من الأحجار، ليس متوقف على شيء بعينه، وحذرت من استخدام الأقمشة في إشعال النيران لطهي الطعام حتى لاتخرج روائح كريهة تؤثر على طعم الطعام، كما حذرت من اقتراب الأطفال تحت سن الـ 6 سنوات من "الكانون" وقالت إن الأدخنة التي تتصاعد تؤثر سلبًا على صحته وتصيب الرئتين بأمراض مزمنة. 

كما قالت فاطمة، ربة منزل، إن الفلاحين يفضلون تناول الأطعمة من على الأدوات البدائية عن البوتاجاز، فعلى سبيل المثال يعشق الفلاح تناول الشاي في الحقول من على "الكانون" عن استخدام "ترمس الشاي". 

وتابعت: المقمين في الجبال والنجوع بقرى المحافظات مازالو حتى الآن يستخدمون الكانون لقضاء حاجتهم من الطعام، فزيادة أسعار إسطوانة البوتاجاز لاتؤثر عليهم بشيء. 

"جوزي بيعشق شاي الكانون في الغيط عن شاي البيت".. بلهجة صعيدية لاتخلو من الدال، استهلت عنايات، ربة منزل، حديثها، وقالت إن الفلاحين يفضلون تناول الشاي على كانون الحقول عن شاي المنازل. 

وتابعت: كنت بستخدم البوتاجاز ولكن منذ ارتفاع سعره ليصل إلى 70جنيهًا فضلت العودة إلى الكانون مرة أخرى نظرًا لضغوط الحياه على زوجي، مشيرة إلى أن تناول الطعام بواسطة الكانون يكون أطعم بكثير من تناولة من على البوتاجاز. 

عيوب عديدة أشارت لها "عنايات" حول استخدام الكانون، جعل الفلاحين يفضلون علية البوتاجاز في الاستخدام بداية ظهوره، وكان منها بطء تسخين الطعام وتلويث منظر الأواني باللون الأسود الناجم عن الدخان، إصابة الأطفال بأمراض الربو وضيق التنفس وهكذا للسيدات من كبار السن والرجال. 

بينما قالت "هويدة" ربة منزل، إن الكانون وسيلة ليس فقط جيدة في تحضير الطعام بأقل التكاليف بل يمكنها التخلص من كافة بواقي القمامة في المنزل من أقمشة وأخشاب وغيرها من البوص والحطب بوضعهم داخل الكانون لإشعال النيران. 

وأشارت "هويدة" إلى الكانون بكونه سببًا في إشتعال الحرائق داخل المنازل، وقالت يجب على السيدات أن تنتبه جيدًا للكانون أثناء الطهي ووضع البوص بداخلة حتى لا تعتلي ألسنة النيران وتلتهم أشياء من المنزل. 

الأمر نفسه قاله عبد العال مرسي، مزارع، إن في السنوات الماضية حينما كان يستخدم الفلاحين الكانون قبل ظهور البوتاجاز تعرض الكثير من الأهالي لحوادث الحريق، فلم يمر يومًا وإلا أن نجد النيران تلتهم المنازل سواء بسبب ارتفاع نيران الكانون وحرقها بعض من مقتنيات المنزل، أو اقتراب الكانون من أسلاك كهربائية، أو لهو الأطفال أثناء وضعهم المخلفات. 

الصحة العالمية: القرى الفقيرة الأكثر تعرضًا لأمراض الربو وضيق التنفس 

وحول ما أشارت إليه السيدات خلال السطور السابقة، فإن الكانون يخرج منه دخان شديد الخطورة على صحة الأطفال وكبار السن، وفي السنوات الماضية أصيب عدد من الفلاحين بأمراض الصدر وضيق التنفس والربو. 

وطبقًا لآخر الاحصائيات أكدت منظمة الصحة العالمية أن 235 مليون سخص حول العالم مصابين بأمراض الربو، فيما أصيب 200 مليونشخص بمرضالانسدادالرئوى، وسرطان الرئةأكثرمن 1.8 مليون شخص سنويابنسبة 12.9% . 

كما أشارت منظمة الصحة العالمية إلى أن القرى الأكثر فقرًا هم الأكثر تعرضا لأمراض الصدر والتلوث البيئي، فضلاً عن تزايد أعداد المرضى المصابين بأمراض مزمنة في الرئتين على مدار السنين، حيث بلغت نسية الوفيات بسبب التلوث البيئي 12 مليون حالة كل عام. 

وقال الدكتورمحمد عوض تاج الدين، أستاذ الأمراض الصدرية رئيس الجمعية المصرية لأمراض الصدروالتدرن ووزيرالصحة الأسبق، إن هناك عدة أسباب لإصابة المريض بضيق التنفس وأمراض الصدر سواء من خلال الدخان الملوث، أو إنتشار الحشرات داخل المنزل، أو الأتربة المنزلية. 

نصائح عديدة وجهها أستاذ الأمراض الصدرية للزوجات منها ضرورة النظافة أول بأول داخل المنزل للقضاء على الحشرات الزاحفة، وتهوية المفروشات، والإبتعاد عن أي مصدر يصدر منه دخان سام، مشيرا إلى أن هناك أنواع كثيرة من المنظفات الصناعية ومعطرات الجو تسبب الأمراض الصدرية.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً