"خيرا تعمل شرا تلقى"، من الأمثال الأكثر تداولا بين المصريين، خاصة عندما يقابل الخير بالشر، وهو ما حدث في حكاية عجوز بولاق المسحول على يد 3 عاطلين طمعًا في "توك توك"، حيث تجرد 3 عاطلين من معاني الإنسانية والرحمة، بعدما قاموا بسحل خادم مسجد، الشهير بـ "عجوز بولاق المسحول"، بعد استغلال طيبته وكبر سنه، وطلبوا منه توصيلهم إلى مستشفى بولاق لمرض أحدهم، استجاب العجوز لهما واستقلا التوك التوك، وفى الطريق قاموا بالتعدي عليه بالضرب وسحله، ما أسفر عن إصابته بجروح قطعية بالجسد، حتى لقي حتفه.
وكان اللواء عصام سعد، مساعد وزير الداخلية لأمن الجيزة، تلقي إخطارا من مستشفي بولاق الدكرور بوصول عجوز مصابا بعدة إصابات تنوعت بين جروح وكدمات نتيجة تعرضه للسحل، وأنه فارق الحياة قبل إسعافه، وشكل اللواء إبراهيم الديب، مدير الإدارة العامة للمباحث، فريق بحث لكشف ملابسات حادث سحل وقتل عجوز بولاق.
"أهل مصر " التقى بأبناء العجوز المسحول وأهل المجني عليه وقت العزاء، وتوافد الكثير على سرادق العزاء وبسؤال أهله عن المجني عليه تبين أنه يتمتع بسمعه طيبة وحب الناس والأطفال له، وإذا طلبه أحد في نصف الليل لن يتأخر.
"عبد العزيز" المجني عليه كل يوم وكعادته يخرج لصلاة الفجر ويعود إلى منزله متوكلا على الله لأخذ مفاتيح التوك التوك ويسعى لطلب الرزق وأكل عيشه ومساعدة أسرته على المعيشة، لم يقل يوما بأن العمر جرا به ويحتاج للراحة بل يسعى ويسابق الزمن من أجل لقمة عيشه.
وعلى باب المنزل جلست محررة " أهل مصر" والتف حولها أبناء المجني عليه ويبلغ عددهم 5 أبناء من بينهم طالب بالصف الثاني الثانوي وقالت ""لبنى" "فى الساعة السادسة صباحا من يوم الواقعة تلقيت إتصالا هاتفيا من شخص غريب قائلا " انتى ليكى واحد كبير بالسن معاه توك توك وشهرته سعيد حنفى" أجابت نجلته نعم قال لها "هو عامل حادث تعالى خديه وهو بمستشفى بولاق العام" خرجت مسرعه ودموعها تسيل على وجهها متمنيه أن يكون بخير".
الصدمة
الصدمة عندما دخلت "لبنى" وجدت والدها على سرير بمفرده غارقا فى دمائه لايوجد طبيب ولا ممرض، ظلت تنادى وتصرخ حتى حضر الطبيب، وبحضور الطبيب قال لها "أبوكى بخير" اذهبى لغرفة الأشعة وقبلها اقطعى تذكرة، ذهبت لقطع التذكرة ولكن دون جدوى لم تجد الموظفين، كتب الطبيب التقرير الطبى المبدئى وقال لها وكذلك أمين شرطة "خدى أبوكى فى توك توك وروحى اعملى محضر فى الشرطة"، رفضت الفتاة لخطورة حالة والدها وعندما حضر أشقائها وضعوا والدهم فى التوك التوك وذهبوا لقسم شرطة بولاق لعمل المحضر.
جلس المصاب وتناول كوب من الماء وروى عجوز بولاق ماحدث معه من سحل قائلا "أثناء استقلاله التوك التوك أسفل كوبرى صفط اللبن استوقفه 3 أشخاص وطلبوا منه توصيلهم إلى مستشفى بولاق لمرض أحدهم، وفى الطريق تعدوا عليه بالضرب وتمسك العجوز بالتوك التوك وأمسك به وقاموا بسحله فى الأرض مما تسبب فى جروح قطعية بالجسد، وأثناء سحله قامت سيارة ملاكي بمحاصرة المتهمين وتمكنوا من ضبط اثنين وهروب الثالث، وبعدها فارق الحياة متأثرا بإصابته.
زوجة المجنى عليه مالناش حد غيره
فيما قال " عمرو " نجل المجنى عليه بأنه يحمل المستشفى المسئولية ويتهمها بالإهمال نظرا لخروج والدهم مصاب بتهتك فى الجسم وبه جروح قطعيه وكدمات بكافة أنحاء جسده.
وأضافت زوجة المجنى عليه " مالناش حد غيره" اشترى التوك ب 50 ألف جنيه سدد 10 ألاف والباقى 40 ألف جنيه، ومحتاجة كل شهر 1500 جنيه قسط التوك التوك.
أبنائى ماتوا مقتولين
وأشار " أحمد" نجل المجنى عليه 18 سنه طالب بالصف الثانى الثانوى، إلى أنه كان يساعد والده وكان يستلم منه التوك التوك فى وقت الظهر ليستريح والده وفى وقت المدارس عقب عودته من المدرسة ينهى مذاكرته ويستقل التوك التوك.
وأضافت والدة الزوج "ج .ن " " 85 عاما، بأن نجلها العجوز ثاني أبنائها المقتولين، وأن نجلها الكبير قتل في مشاجرة، مؤكدة بأن المجني عليه يعولها من أكل وشرب وأدوية وليس لديها أبناء غيره، فيما استعوضتهم عند الله.