أعلنت وزارة الخارجية الأميركية، أن الولايات المتحدة مصممة على دفع إيران لتغيير سلوكها، من خلال وقف صادراتها النفطية بشكل تام، على الرغم من اعتراض الدول المستوردة. وقال مدير التخطيط السياسي في وزارة الخارجية الأميركية براين هوك، الذي يدير التفاوض مع حلفاء الولايات المتحدة حول استراتيجية جديدة حيال إيران، إن واشنطن واثقة بوجود ما يكفي من الاحتياطات النفطية في العالم للاستغناء عن الخام الإيراني. وأكد أن العقوبات الأميركية ضد الشركات التي تتعامل مع إيران ستُفرض مجدداً اعتباراً من 6 أغسطس2018، على شركات السيارات والمعادن، واعتباراً من 4 نوفمبر2018 على التعاملات النفطية والمصرفية.
وانتهجت الولايات المتحدة هذه السياسة منذ أن أعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، في 8 مايو2018، انسحاب بلاده من الاتفاق النووي الموقع مع إيران، لكن عدة عواصم أجنبية طالبت واشنطن بإعفاءات تستثني بعض القطاعات. وأسهمت المهلة النهائية التي حددتها الولايات المتحدة في زيادة الضغوط على أسعار النفط عالمياً، على الرغم من قول ترمب إنه أقنع السعودية بزيادة إنتاجها لتعويض ارتفاع الأسعار.
وقال هوك: «هدفنا هو زيادة الضغط على النظام الإيراني من خلال خفض إيراداته من بيع النفط الخام إلى الصفر». وتابع مدير التخطيط السياسي في وزارة الخارجية الأميركية: «نسعى حالياً للحد من الاضطرابات في الأسواق العالمية، لكننا واثقون بوجود ما يكفي من فائض القدرة على إنتاج النفط عالمياً».
وأوضح أن «العقوبات المصرفية ستُستأنف في 4 نوفمبر 2018، وسنطبق هذه الأحكام بقوة؛ لحجز الأصول الإيرانية في الخارج، ومنع النظام الإيراني من الوصول إلى عملاته الصعبة».
وعلى الرغم من سعي الدول الأوروبية الموقعة على الاتفاق النووي مع إيران، أي بريطانيا وفرنسا وألمانيا، لإقناع ترمب بعدم الانسحاب منه، فإن شركاتهم ستخضع -على الأرجح- للعقوبات.
من جهة أخرى، وصل الرئيس الإيراني، حسن روحاني،إلى سويسرا، في مستهل جولته الأوروبية التي وُصفت بأنها «مهمة للغاية»، بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي بين طهران والقوى الكبرى. وتأتي هذه الزيارة، التي ستشمل كذلك توقُّفاً في النمسا، في إطار جهود ضمان استمرار دعم أوروبا للاتفاق التاريخي، الذي يهدف إلى منع إيران من حيازة قنبلة ذرية. وقال روحاني في مطار مهر آباد بالعاصمة الإيرانية، بحسب صور نقلها التلفزيون الرسمي، إن الجولة ستكون «مناسَبةً للبحث في مستقبل الاتفاق».
وكان في استقبال روحاني والوفد الكبير المرافق، الرئيسُ السويسريُّ آلان بيرسيه وحرس الشرف، بعد وصولهم إلى زيورخ. ومن المقرر أن يجري وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف، محادثات مع مسؤولين سويسريين في العاصمة برن. وتأتي الزيارة بعد نحو شهرين من انسحاب الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، بشكل أحادي، من الاتفاق، في خطوة أثارت حفيظة باقي الدول الموقِّعة -الصين وفرنسا وألمانيا وبريطانيا وروسيا- والتي واصلت دعم الاتفاق، إلى جانب الاتحاد الأوروبي.