"شباره" شاب من محافظة الإسماعيلية، لم تمنعه ظروفه الإقتصادية البسيطة من أن يحلم ويسعى لتحقيق حلمه الذي طالما حلم به، فأصر أن يكافح ويواجه الصعاب مستعينا بالله راضيا بما قدر له، وبأقل الموارد وفي أضيق الحدود بدأ مشروعه الخاص في مساحة لا تتجاوز الأربعه أمتار.
بدأ في مهنته منذ 17 سنة تقريبا، ولكنه لم يمل من تلك المهنة، فقد دفعته إلى أن يكون له منها مشروعه الخاص، وأتخذ من الأمتار القليلة على إحدي الأرصفة مقرا له في ظل أرتفاع أسعار إيجارات المحال في الاسماعيلية، يعد أطباقه الشهيه ويجهزها من فول وطعميه وباذنجان مخلل وفلل ومخللات على طاولة صغيرة بسيطة.
مع دقات الثالثة صباحا، يستيقظ شباره وزوجته، ليصليان الفجر، ثم يستعدان لمعركة الحياة، والتى تبدأ بقلي "الباذنجان والبطاطس" وتجهيز قدرة الفول الساخنة ، والتي يحملها على دراجته يوميا، مع شروق سمش يوم جديد. يتوجه شباره، إلى مكان عمله، والذى يبعد عند مسكنه بثمانية كيلوا مترات على الأقل، ويبدأ في تجهيز الأطباق وإعدادها، بعد أن يقوم بشراء الخبز الطازج، كما تعوده منه زبائنه كل صباح.
زبائن شباره أغلبهم من العاملين في هيئة قناه السويس ونادي التمساح والبريد والعاملين بمحال شارع سعد زغلول وكذا تلاميذ المدارس المجاورة له كمدرسة "صان فان صا " الخاصة وطه حسين الإعدادية وكذا فتيات مدرسة فاطمة الزهراء الإعداديه والشهيد محمد السماك بالإضافه إلي الماريين بالصدفة والذن يتهافتون عليه من رائحة الطعمية الشهية التي يعدها فيقفون لتناول السندويتشات علي الرصيف.ويقول محمد شباره: "بدأت أشتغل في المجال من وأنا في سنة أولي دبلوم تجارة يعني ييجي من 11 سنه كنت بشتغل في محل في الشارع اللي ورايا ، وبدأت الشغل بتاعي بحاجات بدائية وقدرة فول صغيرة وكميات أقل بكتير من اللي بعملها دلوقتي مكنتش عارف أصول الشغل ولا عندي خبرة إني اشتري الحاجات بنفسي وأكتسبتها مع الوقت، وببدء يومي الفجر وباجي هنا أجهز العدهة وارجع البيت تاني أجيب قدرة الفول وباقي الحاجة، وتابع، بدأت الناس تعرفني وأغلب زبايني موظفين في هيئة قناه السويس وفي البريد وطلاب المدارس بيحبوا ييجوا يفطروا عندي أو يشتروا ساندويتشات ، وكل الي بتمناه إن ربنا يكرمني وأفتح محل خاص بيا في الفترة اللي جايه إن شاء الله.