العديد من صفحات مواقع التواصل الاجتماعي استطاعت أن تخترق وزارة التربية والتعليم، وهو ما دفع دول العالم الي محاربة تلك الظاهرة بطرق مختلفة ففي اليابان تم انشاء هيئة مستقلة لوضع الامتحانات باسم "الوكالة الإدارية المستقلة"؛ وذلك للقضاء على الغش في الامتحانات خاصة بعد أن ابتكر الطلبة طرقًا جديدة تمكنهم من الحصول على الإجابات، وهذا ما نجحت فيه بالفعل، كما اختصرت فترة الامتحانات في المرحلة الثانوية ليومين فقط من التاسعة صباحًا حتى السادسة مساءً.
إلا أن واقعة غش طالبة بالمرحلة الإعدادية عبر البريد الإلكتروني من هاتفها دفع فريقًا من الباحثين لاختراع جهاز لتحديد أماكن الطلاب الذين يستخدمون الهواتف المحمولة داخل قاعات الامتحانات.
وفي الهند اتخذت الحكومة الهندية عدد من الإجراءات لمنع تسرب الامتحانات والغش، كان من أبرزها قطع خدمات الهواتف والإنترنت خلال وقت الامتحانات، وكان الإجراء الأغرب يتمثل في قيام الجيش الهندي بإجبار مؤدّي امتحانات القبول على خلع ملابسهم والبقاء في اللجان بالملابس الداخلية لتفادي الغش.
وجاءت تلك الإجراءات بعد أن تم إلغاء عدد من الامتحانات بسبب تسربها على مواقع الإنترنت على نطاق واسع عدة مرات.
أما العراق وضعت عدد من الإجراءات لوضع حد لمشكلة تسريب الامتحانات على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث قامت بقطع الإنترنت عن الدولة بأكملها بالتزامن مع مواعيد امتحانات طلاب الصف السادس الابتدائي، وبدأت الحكومة في تنفيذ ذلك القرار منذ 2015، وذلك وفقًا لما ذكرته وسائل إعلام غربية.
والسبب وراء ذلك الإجراء الحاسم مع طلاب الصف السادس الابتدائي، يرجع إلى أن تلك المرحلة التعليمية هي الأهم في العراق، فالقانون العراقي ينص على أن التعليم إلزامي على جميع الأطفال حتى الصف السادس الابتدائي، ومن لا يتمكن من النجاح في تلك المرحلة يتم إخراجه من المدرسة؛ لذا فهي مرحلة مصيرية.
ومن جانبها تحتل الإمارات المركز الأول عربيًا والـ45 عالميًا في قائمة جودة النظام التعليمي، بعض وقائع تسريب الامتحانات، إلا أن نظام SIS "إدارة معلومات الطلبة" استطاع أن يحدّ من تلك الوقائع، حيث تنقل عبره الامتحانات من الوزارة إلى المدارس وسط نظام أمني مُحكم.
كما تخطط الإمارات لإجراء الاختبارات المدرسية إلكترونيًا بشكل تدريجي بدءًا من العام الدراسي القادم، بحيث يشمل التحديث الجديد رفع سرعة الإنترنت، وزيادة سعة خوادم التخزين ومعالجات البيانات، فضلًا عن تعزيز أنظمة الحماية الرقمية وذلك وفقًا لموقع "الاقتصادي" الإماراتي.
وفي إسرائيل هذا العام 4 حالات تسريب للامتحانات ونشرها على الإنترنت، ولمنع تكرار ذلك الأمر تم اتخاذ العديد من التدابير الأمنية، كان أبرزها ضرورة دخول الطلاب إلى قاعات الامتحان قبل بدء الامتحان بـ45 دقيقة، وإرسال نموذج الامتحان عبر الإنترنت إلى المدارس قبل 45 دقيقة من موعد بدء الامتحان، على أن يقوم مسؤولو المدارس بطباعتها وتسليمها للطلبة.
وفي كوريا الجنوبية يعتقد الكثيرون أن فساد النظام التعليمي واعتماده على الحفظ دون الفهم "الحشو" السبب الرئيسي وراء الغش وتسريب الامتحانات، ورغم أن ذلك صحيح نسبيًا، صاحبة أفضل نظام تعليمي في العالم، أمر مثير للجدل، حيث تم تسريب امتحان التأهيل للجامعة قبل أسبوع من موعده على مدار عامين متتاليين (2013، 2014)، وتم إلغاء الامتحانات نتيجة لذلك.
واتخذت الجهات المسؤولة العديد من الإجراءات، أبرزها تشديد الرقابة الأمنية قبل وخلال أداء الامتحانات، بجانب منح المراقبين على الامتحانات دورات تدريبية لتمكنهم من رصد أي محاولة للغش.