في مدينة القاهرة الصاخبة تجد كل المتناقضات، أناس يقبلون على الكافيهات لتعاطي المخدرات بأعلى سعر، بصحبة فتيات الليل، مئات الجنيهات فاتورة قضاء ليلة حمراء واحدة، بينما هناك من يُقبل إلى الكافيهات ليتعاطى المخدرات بأقل الامكانيات دون قضاء ليلة حمراء مع عشيقته، وهؤلاء من يطلقون على أنفسهم لقب "الشمامين القرديحي".
اخترق "أهل مصر" العالم السري لـ"الشباب القرديحي" وكيفية قضائهم ليلتهم أسفل الكباري في جولة ميدانية على عدد من مقاهي المناطق الشعبية في بولاق الدكرور وإمبابة وأرض اللواء التابعين لمحافظة الجيزة، والتقت بعدد من الشباب المتعاطين بحيلة صحفية، وهى الرغبة في شراء المواد المخدرة، وقال أحدهم: "يابية مكانا معروف إما في بيت واحد من الشلة أو في قهوة صغيرة أشبه بالغرزة، أو تحت الكباري وعند المواقف".وعن أنواع المواد المخدرة والكحوليات التي يتعاطونها، فقال:"أكتر حاجة بنشتريها البانجو والبيرة علشان أرخص حاجة في السوق، فالبانجو بعد تجهيزه في سيجارة، وضعه بين الأكواب ونستنشق الدخان المتصاعد منه". "أشوفك 10 بالليل تيجي ومعاك 100 جنيه علشان تقضي معانا الليلة".. بهذه الكلمات أعطى "ص.م"، ميعاد لمحرر "أهل مصر" لقضاء "الليلة الحمراء" في إحدى مناطق إمبابة، وبحذر شديد يلتفت الشاب يمنيًا ويسارًا خشية أن يكون أحد مترقب تحركاته، وعاد لحديثه بصوت منخفض، وقال: "لو تعرف تجيب بنت معاك ونديها فلوس يبقى كويس، ولو ماعرفتش تجيب واحدة بمعرفتك إحنا نجيبلك واحدة لساعتين بالكتير بس المهم يكون معاك مكان، والفلوس مش أقل من 100 جنيه للساعة". وبسؤاله عن مصدر هذه الفتيات اللاتي تقضي معهم هذه الليلة فقال: "ياعم ده مافيش أكتر منهم سواء في المناطق الشعبية بيبقوا معروفين بالاسم، أو ممكن نتصل على قوادة تجيبلنا كام واحدة رخيصة لينا نقضي ليلتنا وخلاص سواء في مكان إحنا نجمعه، لكن مش بنروح الشقق المفروشة علشان بتبقى غاليه علينا، والبنات اللي بتبعتها لينا تبقى واقعة ومالهاش زبون". وتابع: "كل سنة بنعمل كده، ولاد الأغنية بيروحوا كازينوهات، وفنادق كبيرة بيتفرج على المشاهير، وبيشرب أجود أنواع الخمور، وبرفقة فتيات من الطبقات الرفيعة، أما أحنا بنحاول نقضيها بأي حاجة، بالنسبة للخمرة، همه بيشربوا الوسكي، والشامبانيا، وإحنا بنشرب البيرة، هم معاهم بنات ولاد ناس، وإحنا معانا بنات من شقق مفروشة علشان رخيصة شوية علينا، وكمان مش أي شاب يقدر يجيبهم علشان أقل ليلة للشرب والسكر مع بنت مش أقل من 700 جنيه حد أدني".
وعن سبل الهرب من الشرطة فقال: "طبعا القعدة مش بنجيب فيها أي حد وخلاص، دول لازم يكون حبايبنا والغريب بيجي عن طريق واحد مننا مش من نفسه، الغريب مالهوش مكان بينا، وكمان الغريب واللي بيجي من طرف حد لازم يكون معاه كلمة السر اللي بنبقى متفقين عليها مع اللي باعته علشان مايكونش مباحث وخلافه من الجهات الأمنية".وأردف: "كلمة السر بتتغير طبعًا كل يوم ومع كل لقاء بنجيب اسم مختلف للقاء، والبنت اللي بتجي مش بنعرفها أسمائنا الحقيقية تحسبًا لتكون مرشدة عند الشرطة، يشير الشاب إلى أن هناك عدد من فتيات الليل تكون بمثابة مرشدة لجهاز الشرطة للإيقاع بشباب الليل، ولتجنب هذه الأزمة يتخذ الشباب عدة احتياطات فيما بينهم وكان منها، أولاً عدم اللجوء لقوادة إلا من خلال فرد معروف وموثوق به لكى لا تكون بمثابة فخ لهم لتسليمهم للشرطة. واستطرد: "مش بس القواده اللي لازم تكون أمينة، لا الشباب اللي بيجوا بنعمل ليهم احنا فيش وتشبيه على طريقتنا ومنها السؤال عنه في منطقته اللي بيسكن فيها إذا كان فعلا بتعاطى فيها ولا لا"، يشير الشاب إلى أن من دوعي احتياطاتهم أيضًا تغير مكان تجمعهم بشكل يومي حتى يصعب على الشرطة التوصل إليهم.