استطاع بموهبته الفريدة وشخصيته المميزة وأدائه السهل الممتنع أن يسطع في سماء الفن ليضع بصمته المميزة في كل عمل يخوضه من خلال قدراته الفنية الهائلة وامكاناته في توصيل النص المكتوب من خلال نظراته وتعبيرات وجهه، وتألقه اللافت للانتباه، على الررغم من اقتحامه مجال الفن فى سن متأخرة، إلا أنه تمكن من إثبات كيانه الفريد فيه، الأمر الذي جعل الجمهور يراهن عليه ويلقبه بـ "غول الدراما المصرية".
سيد رجب .. تنوعت أدواره من أب حنون يحمل مسؤولية أسرة بسيطة بجميع مشاكلها إلى رجل شرير يسعى للثراء والقوة، ومن رجل «غلبان» لقوَّاد، ومن إرهابي لمدير أمن القاهرة، الأمر الذي أكد أنه ممثل من «الدرجة الأولى» واستطاع أن يفجر موهبته الفنية المختزنة من سنوات خلال الأعمال التي قدمها ليبرهن أن النجاح والطموح ليس له سن محدد.
ولم يتوقف رجب حتى هذه اللحظة عن مفاجأة جمهوره بأدواره الفنية المميزة، فقد تألق ووضع نفسه في خانة جديدة أبهرت الجمهور من خلال شخصية «هتلر» الشريرة في مسلسل «نسر الصعيد».
* ما المعايير الأساسية التي تختار على أساسها أدوارك؟
أعتمد دائمًا على التنوع في الأدوار وهذا أهم شئ بالنسبة إليّ، لهذا وافقت على «نسر الصعيد» وذلك لتجسيدي شخصية «هتلر»، أول دور صعيدى لى فى الدراما التليفزيونية، وهذا شىء مهم بالنسبة لى أن أقدم شخصية صعيدية، خاصة مع الفنان محمد رمضان وشركة العدل جروب. كما أن دور الشر الذي أقدمه واضح وصريح لا يحتوي على جوانب إنسانية أو ضعف.
* لكنك قدمت من قبل بتقديم أدوار «شر».. فهذه ليست المرة الأولى؟
أدواري السابقة لتجسيد "الشر" لم تكن بنفس سمات شخصية هتلر، فهذا الدور ليس به جانب إنساني أو كوميدي، كما أعتبر أن دوري في نسر الصعيد رهانًا وتحديًا لي، وذلك لتقديمي دور الشرير المباشر بشكل مقنع للجمهور دون شعور المشاهدين بالملل.
* هل واجهت صعوبات أثناء تقديمك لشخصية "هتلر"؟
بالعكس، الشخصية أمتعتني كثيرًا، لكن شخصية "هتلر" المركبة أخذت مني وقتا في التفكير وأدائها بشكل ينال إعجاب جمهوري وذلك لأنه لا يوجد شر أو خير من فراغ، لكن لابد من وجود أسباب وظروف قادت الشخصية إلى هذه الصفات، فسمات شخصية "هتلر" مبنية على رغبة فى تحقيق الذات والحصول على الثروة والأموال والقوة وذلك نتيجة ظلم أخوته له.
* قدمت العديد من البطولات المطلقة.. فلماذا تقبل بدور ثان في "نسر الصعيد"؟
لا بالطبع، فأنا لا أهتم بدور ثان أو ثالث، لكن ما يهمني أنه دور مختلف ومميز، وأنا أحب العمل مع محمد رمضان وخاصة أنني قدمت معه العديد من التجارب السابقة الناجحة مثل فيلم عبده موته، وجواب اعتقال.
* هل سافرت الصعيد لإتقان اللهجة الصعيدية أم أنك صعيدي الأصل؟
ساعدني في إتقان اللهجة هو تقديم أدوار الرجل الصعيدي في المسرح، خاصة صعيدى المنيا والأقصر، وذلك عند تقديمى السيرة الهلالية كـ«حكاء»، لكن اللهجة تختلف من بلد إلى بلد، فالمنيا وسوهاج والأقصر كل منهما لهجة، لكن فى مسلسل نسر الصعيد كان لا بد من اتقان اللهجة القناوي لذلك استعنا بمصحح لهجة قناوي، وكان موجودًا دائمًا وقت البروفات لتصحيح أي أخطاء، لكن أجدادي من الصعيد ووالدي من الاسكندرية، لكنني أعتبر نفسي قاهريًا وذلك لنشأتي وعملي بها.
* هل حدث خلافا بسبب ترتيب اسمك على تتر المسلسل؟
لا.. لم أواجه أي مشاكل أو خلافات، فأنا لم أتدخل مطلقًا في ترتيب التتر، حيث أن ذلك عملي فلا يهمني ترتيب اسمي في الأول أو في الأخر لكن ما يهمني هو أدائي للدور الذي أقدمه لجمهوري وردود فعل الناس عليه، فترتيب الأسماء وظيفة المنتج والمخرج.
* لماذا تم اختيار اسم «هتلر»لشخصيتك في المسلسل؟
«هتلر» يعد وصف للشخصية في المسلسل التي تتميز السادية والنازية والفاشستية والعنف، حيث نستيع القول أنه «اسم على مسمى».
* ما سر النجاح الهائل الذي حققه مسلسل أبو العروسة.. من وجهة نظرك؟
يرجع نجاح المسلسل بهذا الشكل لأنه معايشة حقيقية للواقع الاجتماعي، فقدمت دور رجل بسيط يحمل أعباء اسرته بجميع مشاكلها فضلا عن أنه يحمل تفاصيل حياة الأسرة المصرية البسيطة، وتم تنفيذه بشكل محترم دون ابتذال، كما أن للمخرج كمال منصور دور كبير في نجاح المسلسل وذلك لجمعه بين عناصر النجاح وربطها بشكل رائع، فضلا عن روح فريق العمل وترابطهم أثناء العمل والذي انعكس على الشاشة.
* ما الدور الذي ترغب في تقديمه ولم تقدمه حتى الآن؟
لا أرغب في دور بعينه لكنني أتمنى تقديم دور مختلف ومميز عما قدمته في السابق، ويكون مكتوب بشكل جيد ويحتوي على تفاصيل مع فريق عمل جيد.
* هل ترغب في العودة للمسرح ؟
أتمنى العودة للمسرح من جديد خلال الفترة المقبلة، لأن المسرح بمثابة ورشة تدريب والدينامو المولد لطاقات الفنان، لكن هذا متوقف على الدور والورق والمخرج.
* ما أعمالك الفنية القادمة؟
حاليًا لم أجد عملا فنيًا مناسبًا، لكنني أقرأ العديد من الأعمال المقدمة سواء درامية أو سينمائية فلم أستقر على عمل جديد بشكل نهائي حتى الآن.
نقلا عن العدد الورقي.