خلال الساعات الماضية ترددت شائعات حول اللواء عادل لبيب، وزير التنمية المحلية الأسبق، بالقبض عليه في قضية رشوة، حتى أن خرج ليؤكد للرأي العام عدم صحة ما تم تداوله عبر وسائل التواصل الاجتماعي وبعض المواقع، تولى عادل لبيب رئاسة عدد من المحافظات، وبدأ عمله في مسقط رأسه محافظة كفر الشيخ، حتي حصل عادل لبيب على لقب شخصية عام 2001، من المركز الدولي للسير الذاتية بكامبردج في انجلترا، ما دفعه لتولي محافظة البحيرة ثم الإسكندرية، ولجأ عادل لبيب إلى تقديم استقالته من محافظة الإسكندرية لشعوره بمرورها بالعديد من الأزمات منها مقتل خالد سعيد وانهيار المباني العقارية واتهامه بإنشاء حسابات خاصة لمكتبة الإسكندرية لصالح ''مبارك وزوجته''، أما فى أحداث ثورة 25 يناير، استعان رئيس الوزراءعصام شرف، أغسطس عام 2011، بعادل لبيب ليتولى منصب محافظ قنا، الأمر الذي لم يتقبله أهالي المحافظة، باعتبار أنه أحد رجال نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك، وتم تدشين العشرات من الصفحات علي موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك، للمطالبة بتقديم استقالته منها ''الحملة الشعبية لإقالة عادل لبيب محافظ قنا'' و''معاً ضد استمرار عادل لبيب''.
حتي جاء الرئيس المعزول محمد مرسي، ليشكل الحكومة الجديدة برئاسة هشام قنديل، ويستكمل عادل لبيب في المنصب، حتي أُطيح به في حركة المحافظين الأخيرة، إلى أن وصل عادل لبيب الآن لمنصب وزير التنمية المحلية في الحكومة الجديدة برئاسة حازم الببلاوي، موافقاً على ضرورة مشاركة المواطن في الإدارة المجتمعية.
رغم تركه للجهاز وانخراطه فى العمل داخل الجهاز الإدارى للدولة كمحافظ ثم وزير طوال الخمسة عشر عاماً الماضية، فإن عادل لبيب لم يتخل عن تلك السمات التي لازمت عمله فى جهاز أمن الدولة بخطوات واثقة ثابتة يتحرك اللواء عادل لبيب وزير الدولة للتنمية المحلية، تلك الثقة التى يستمدها الوزير من خلفيته العسكرية، والتى شكلها طوال سنوات عديدة عمل خلالها ضابطاً فى الذراع المعلوماتية لوزارة الداخلية، والمعروف بـ"جهاز أمن الدولة"، وهو الجهاز الذى تدرج فيه حتى وصل لرتبة اللواء، مفتاحه العمل داخل غرف مغلقة، مستعيناً بتقارير معلوماتية علمية، تعرض الوضع الحالى، وتتوقع حدوث ما لم يحدث بعد وفقاً للإمكانيات المتاحة، ورغم تركه للجهاز وانخراطه فى العمل داخل الجهاز الإدارى للدولة كمحافظ ثم وزير طوال الخمسة عشر عاماً الماضية.
لم يتخل عادل لبيب، عن تلك السمات التى لازمت عمله فى جهاز أمن الدولة، وزير التنمية المحلية الحالى يبدأ عامه الجديد مع دخوله فى سن السبعين، فهو من مواليد 1 يناير 1945، يواصل الوزير عمله فى الحكومة من داخل المكتب، إذ يحاول أن يحد من جولاته الميدانية، ويعتمد أكثر على التنسيق الداخلى والتقارير التى ترد إليه، وهى الطريقة التى اعتاد أن يدير أعماله بها وفقاً للمبدأ العلمى الذى عمل به طوال سنوات عمله.
يسعى عادل لبيب للعمل فى صمت، إلا أن مرافقته للمهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، فى جولاته العديدة تكشف عن عدم كفاية التقارير المرفوعة إليه لمتابعة الواقع، فى الوقت الذى يأمر فيه رئيس الوزراء أعضاء حكومته بالتحرك للشارع للوقوف على مشكلات الشعب بأعينهم والتوجيه لحلها. ورغم ذلك فإن هناك اتهامات يوجهها البعض للوزير بالرسوب فى اختبار "محافظى ثورة الثلاثين من يونيو".
اختبار آخر صعب وقف أمامه عادل لبيب بعدما قرر الرئيس إعادة ترسيم حدود المحافظات، ليواجه اعتراضات أهالى بعض القرى، ليقرر الاجتماع معهم سريعاً لمحاولة الحل، إلا أنهم يظلون رافضين للقرار، وهو ما يسعى لإيجاد حلول له مستقبلاً، لكن الحمل الثقيل المتمثل فى مشروعات للشباب، ورصف للطرق، والانتهاء من الخطط الاستثمارية بالمحافظات، والمشاريع التى لم تنته، تجعل من الوزير هدافاً دائماً للانتقاد، ينجح فى بعضها بالتنسيق مع الجهات الرسمية المختلفة، مع التحرك لإنهاء الترتيبات اللازمة للمشروعات القومية التى تعلن عنها الدولة.
حصلت محافظة قنا فى عهد عادل لبيب على جائزة محمد بن راشد آل مكتوم للإدارة العربية من دبى لتحقيق نهضة بيئية وتنموية شاملة بها، كما حصلت المحافظة ذاتها فى عهده فى بداية 2004 على شهادة الأيزو فى نظم الإدارة البيئية المتكاملة.