رشة من الملح فوق السمك الساخن فور خروجه من الشواية ويوضع في "علبه" من الكرتون.. هكذا اعتاد عم محسن شواء الأسماك والمأكولات البحرية بخلطة سريه لاتجد مثيل لها في الإسماعيلية.
شواية عم محسن أقدم "طاقة" لشواء الأسماك في الإسماعيلية وأجمل مذاق للسمك المشوي بطعم لا يمكنك أن تقاومة أو تغيره عندما ترغب في تناول أسماك القنال "على حق" كما يقول الإسمعلاوية.
في تقاطع شارع سعد زغلول والإسكندرية تجده محل قديم يبدو عليه علامات التهالك ومرور السنوات.. لازال يحاول الاحتفاظ بشكله وملامح الزمن القديمة التي لا ترغب في مفارقته رغم ما شهدته أغلب محال المنطقة من تغييرات مواكبه للعصر.
عم محسن الرجل الستيني وصاحب أقدم أفران الشواء في المحافظة، ورث المهنه عن والده صاحب هذه "الشوايه" والتي تم إنشاؤها والعمل فيها في فترة الستينات وكانت آنذاك الأشهر دون منافس في تقديم أشهى وأفضل مذاق للسمك المشوي على الإطلاق.
بطريقته المميزة التي ورثها عن والده وكأنه يضع خلطة سرية لاستقطاب زبائنة، ويجعلهم يعتادون طعم شوائة يقف عم محسن أمام النيران يغسل الأسماك جيدا ويقوم باصطفافها بشكل مميز في "صيجان" تكاد تكون متهالكة.. يدخل السمك في الطاقة "الصاج" تلو الآخر في ملحمة نارية مميزة ليخرج بعد عدة دقائق ويتم تقليبه على الجانب الآخر ثم يدخله الطاقة مرة أخرى لتكتمل عملية الشواء فتفوح منه أجمل روائح الأسماك وتملأ الشارع والحارات المجاورة.
بمجرد شرائك للسمك تأخذك قدميك إليه دون أن تفكير لتعطيه السمك ليقوم بشوائة بطريقته المميزة بخبرة أعوام فتحصل عليه في علبه كرتون مع قليل من الملح الخشن، قد تفكر أن تجرب غيره إما لضيق الوقت أو من باب التغيير ولكنك سرعان ماتندم مع تذوقك أول قطعه من السمك المشوي خارج شواية عم حسن، قد يعود السبب في ذلك إلى أن "الجريلات" المستحدثة في شواء الأسماك لا تعطي نفس جوده وشكل ومذاق طاقة الشواء القديمة.
يمكنك أن تستمتع بأجمل مذاق لأسماك القنال المختلفة من سهليه ودنيس وبوري وبطيط وشبار وغيرها بطريقته المميزة المحترفة التي يفضلها أغلب سكان الإسماعيلية وخاصة سكان منطقة الأفرنج مقارنة بالعديد من الشوايات الحديثة في كافه أنحاء المحافظة، على الرغم من أنه لا يضيف للسمك سوى "رشة" من الملح.
ويقول عم محسن "ورثت المهنه عن والدي كان بيشتغل في الفرن من الستينات ويعتبر أقدم فرن في الإسماعيلية بيشوي السمك، والخدمة هنا ممتازة والناس بتفضل تشوي سمكها هنا علشان الخدمة والخبرة إللي عليها عامل كبير في ثقة الناس فينا"، وأضاف: "الفرن هنا شواية تختلف عن الجريلات اللي ليها عيوبها زي تنشيف السمك وتختلف الجريلات اللي بتشتغل بوقود خشبي عن الطاقة اللي بتشتغل حاليا بالغاز، وأن نوعية ومصدر الأسماك لاتؤثر على الشوي على الاطلاق إلا أن أسماك القنال يختلف طعمها وجودتها عن أسماك المزارع من حيث الطعم والشكل والحجم حيث تتعدد أسماك القنال لتجد البوري والشبار والسهليه والبطيط والدنيس وغيرها ولكن المزارع يوجد بها نوعين من الأسماك وهي الطوبار والشبار وتجدها بحجم ومقاس واحد بخلاف أسماك القنال".