رغم التقدم التكنولوجي الذي أصبح متواجدا في جميع أنحاء العالم إلا أن هناك أشخاصا لم يجدوا حتى الآن طريقهم للعلم.
"عيدة" التي سمحت لها مهارتها في التعلم وفطنتها في دخول برنامج "اليوسي ماس"، المصمم خصيصًا لتنمية مهارات العقل للأطفال، باعتماده على الجمع بين المفاهيم الصينية القديمة والأبحاث العلمية الحديثة التي تساعد على اجراء العمليات الحسابية بسرعة كبيرة.
عِيدَة محمود عواد، طفلة 13 عاما، والتي ولدت في قرية بجنوب محافظة الأقصر، والتي عملت في رعاية الغنم منذ نعومة أظافرها، إثر ضيق ذات اليد، ضاربين بالتعليم عرض الحائط.عيدة التي بدأت في رعاية الغنم، منذ خروجها للحياة، لتضيع عليها فرصة دخول المدارس، منذ الصباح الباكر تبدأ في رعاية الغنم في الحقول مع والدها، لتعود إلى منزلها قبل حلول الظلام، وتظل في المنزل حتى يأتي اليوم الذي يليه هكذا.فيما كان للقدر دورا آخر، حيث قامت مؤسسة خيرية بتنفيذ فصول في القرى الفقيرة للمتسربين من التعليم، فما كان على الطفلة إلا التقديم فيها، دون علم والدها، قبل أن يفوتها قطار التعليم.
ادعت المرض في يومها الأول حتى لا تذهب إلى عملها في رعاية الأغنام مع أبيها، وعقب خروج أبيها إلى رعاية أغنامه التحقت هي إلى فصل اليوم الواحد، وعادت للمنزل قبل عودته، متكتمين على الأمر بالاتفاق مع أمها وأشقائها.وكررت "عيدة" هذه الكذبة لليوم الثاني على التوالي، واستمرت في ادعائها المرض، لمدة 10 أيام، مما جعل الأب يستعين بشقيقها في رعاية الغنم مؤقتًا، لحين شفائها.وفي اليوم العاشر، ترك الوالد ابنه لرعاية الغنم في الحقل، وهم بالذهاب إلى إحدى الصيدليات لشراء دواء لابنته الصغيرة، وعاد إلى البيت، ليكتشف عدم وجودها به، مما جعله يتساءل عن اختفائها.وتقول "راعية الغنم"، اضطراري للكذب على والدي، والتهرب من العمل، جاء من منطلق رغبتي في التعليم، ورفضه لذلك، بحجة رعاية الغنم، من أجل لقمة العيش، ولا أعلم ما كانت ستسفر عنه الأيام المقبلة، حين اكتشافه هذه الكذبة، ولكنه حين سأل والدتها في المنزل لم تستطع الرد عليه، ليقوم أحد اشقائها بالرد عليه، واخباره بحقيقة الأمر.وأضافت عيدة أنها عادت إلى المنزل لتكتشف وجوده في انتظارها، وهم والدها بسؤالها، عن مدي رغبتها في التعليم، والتي أجابته إنها راغبة في التعلم والالتحاق بالمدرسة وكان رد أبيها إذا كانت حجتك المرض للتعلم فلكٍ ما رغبتي فيه.وأشارت إلى قيام والدها بعد ذلك، بإعادة الغنم إلى مالكها، لأنه لم يجد ما يعينه في رعايتها، رغم احتياجهم للمال الذي يتقاضوه من هذا العمل، لعدم حصول رب الأسرة على وظيفة أو عمل آخر.تدرجت في التعليم من الصف الأول الابتدائي، كانت ترغب في تعلم الأرقام، و في الصف الثاني بدأ تميزها في الحساب، والقراءة والكتابة، حتى أصبحت ضمن التلاميذ المتميزين، حتى وصلت الصف الخامس الابتدائي.فيما أوضح والدها أن الظروف الاقتصادية التي يعيشها الآن صعبة خاصة بعدما قام بإعادة الغنم لصاحبها، لم يجد عملًا له، سوى العمل كأجري رغم كبر سنه وعدم تحمله هذه المشقة، متمنيًا حصول زوجته على معاش من وزارة التضامن الاجتماعي، ليساهم مع مبلغ الـ400 جنيه الذي يتقاضاه كمعاش، حتى يتمكن من تربية أطفاله واستكمالهم التعليم.