أثار اعتقال الداعية سفر الحوالي، أمس الخميس، جدل كبير بين السعوديين، وذلك لاعتبارهم أن هذا الأمر نوع من أنواع انتهاك لحرية الفكر والإبداع، حيث تم اعتقال سفر الحوالي على إثر تأليف كتاب "المسلمون والحضارة الغربية"، الذي انتقد من خلاله سياسة الحكم في السعودية، والدول العربية، ولم يقتصر الأمر على سفر الحوالي وحده، بل قامت السلطات باعتقال 3 من أبناءه معه وذلك لأن الكتاب يحتوي على بعض الأفكار التي تتخذ طابع التطرف.
اقرأ أيضًا.. لم تستطع إنقاذهم.. أم تحتضن بناتها وسط النيران حتى لا تتركهن يمتن وحدهن (صور)
لم يكن الجميع مؤيد للداعية سفر الحوالي، بل فرح عدد كبير من السعوديين بنبأ اعتقاله حيث وصفوه بأنه مرتزقة وداعشي متطرف الفكر، حيث وجه خلال كتابه "المسلمون والحضارة الغربية"، انتقادات لاذعة للسلطات الخليجية بصفة عامة والسعودية بصفة خاصة.
"تيجي تصيده يصطادك".. هكذا فعل رواد هاشتاج "الخطيب وعصابته وشاي الياسمين"(صور)http://tempuri.org/tempuri.htmlواستطاع البعض تسريب نسخة من كتاب سفر الحوالي الجديد "المسلمون والحضارة الغربية"، ونشر بعض الأجزاء منه عبر عدد من وسائل التواصل الإجتماعي وفيما يلي أهم ما جاء فيه.
افتتح سفر الحوالي كتابه بتوجيه نصيحة للعائلة الحاكمة، قائلًا "السياسة الحكيمة تقتضي الوقوف مع القوة الصاعدة، التي لها مستقبل، وليس القوة الآخذة في الأفول، وكل ناظر في أحوال العالم يقول إن المستقبل للإسلام، وإن أمريكا آخذة في الأفول والتراجع"، وأضاف "السياسة الحكيمة تستلزم الدخول في حرب مضمونة النتائج، وليس المغامرة في حرب خاسرة".
القبض داعية تركي بعد ضبطه بوضع مخل للآداب (صور)
http://tempuri.org/tempuri.html
وتحدث سفر الحوالي، في الكتاب عن قضايا ومواضيع عديدة، أبرزها تجديد الحضارة الإسلامية على يد محمد بن عبد الوهاب، ومحاولة تصحيحها على يد ناصر الدين الألباني، مهاجمًا سياسة الحكومة السعودية، التي تنفق المليارات على الغرب، الذين بدورهم يحاربون المسلمين، قائلًا "انظر مثلاً كيف لو أن المليارات التي قبضها المخلوع صالح أنفقوها على الشعب اليمني مباشرة، وكيف لو أن المليارات التي أعطوها السيسي وبن علي وبن جديد وحفتر أنفقوها مباشرة على الشعوب، ودعوها إلى الله لا إلى القومية، ولا إلى التعري والدياثة والسياحة".
اليونان تعثر على أقدم جزء من أسطورة البطل أوديسيوسhttp://tempuri.org/tempuri.html
وتابع: "ولو أن المليارات الفلكية التي أُعطيت لترامب وشركاته غير ما أعطي من الهدايا أنفقت لقضايا المسلمين وفكاك أسراهم، لكان خيراً حتى في السياسة الدنيوية".
كما وصف سفر الحوالي دولة الإمارات بأن كفيلها هو الولايات المتحدة، وأنها مستعدة لتحقيق مطالب اليهود، وقائلًا "ولا أظن أحدًا من المراقبين السياسيين، أو من أهل النظرة الثاقبة، يشك في أن الإمارات ومحمود عباس خاضعون بشكل ما لأمريكا، وكذا أكثر الحكام".
يذكر أن سفر اسمه الكامل هو سفر بن عبد الرحمن بن أحمد بن صالح بن غانم آل غانم الحوالي، وهو أحد علماء أهل السنة والجماعة، في السعودية و له حضور إعلامي كبير.
وأشار إليه بعض المفكرين الغربيين مثل الباحث الأمريكي كوردسمان، والذي خصص جزء من الدراسات التي يجريها عن السعودية وأشار فيها إلى سفر الحوالي وسلمان العودة، باعتبارهم من السياسيين والمفكرين البارزين في بلادهم.
وبدأت شهرة سفر الحوالي مع حرب الخليج، حيث رفض الاستعانة بالقوات الأميركية ليكون بذلك مخالفًا للسلطة السياسية في الرأي، كما قدم رؤية سياسية وجديدة على الخطاب الإسلامي تتبع من خلاله تطور المخططات الأجنبية لاحتلال الخليج.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
