لماذا هدد «الدكش» الضباط بكشف حساباتهم في البنوك؟.. «أهل مصر» تكشف القصة الكاملة لعصابات المخدرات في مصر

كتب :

لم يكتفوا بالإجرام أو بيع السموم البيضاء، بل اتخذوا من الأسلحة واقيا لهم، عبثوا بأمن البلاد والعباد، فسرقوا وقتلوا دون أن يدركوا أنهم واقعون لا محالة..

كوّنوا مثلثًا لترهيب الناس، يطلق عليه المثلث الذهبى، ثلاث عصابات اتخذت من مدينة الجعافرة مقرًا لها، لتشكل «مثلث الرعب» الذى يمتد من الجعافرة إلى كوم السمن والقشيش.

وتعتبر منطقة الجعافرة هي الأكثر شهرة في عالم الإجرام وتجارة المخدرات وخاصة «الحشيش والبودرة» القطاعي، وكذلك سرقة السيارات، أما كوم السمن والقشيش، فعرفت بتوزيع المخدرات بالجملة على عصابات الجعافرة لتوزيعها على المدمنين.

وحصلت “أهل مصر” على معلومات حول العصابات الأشهر فى الجعافرة، وهى:

عصابة الدكش

عصابة أولاد حافظ أمين، وشهرتها عصابة الدكش، وأفرادها هم: (أبو يوسف “أمين حافظ أمين” الابن الأكبر، الدكش “محمد حافظ أمين” الابن الأوسط، أبو لمار “فرج حافظ أمين” الابن الأصغر، كوريم محمد أمين بن عمهم، أحمد ناصر هاشم بن عمتهم، على السمرى زوج أختهم، أحمد ناصر عثمان، أحد رجال الدكش، أحمد المقدم وشهرته بوطشة “من رجال الدكش”).

وبعد حملات أمنية، تمكنت قوات الشرطة من إسقاط “الدكش” على الطريق الدائرى بكمين المرج، وأبو لمار فى دمياط، وأبو يوسف فى الإسكندرية، مع عشيقته والتى كانت متزوجة بالجعافرة وتطلقت من زوجها من أجل عشقها لابن حافظ الأكبر.

كما تم القبض على كوريم محمد أمين فى الزراعات بالجعافرة وكذلك ناصر هاشم، وقام على السمرى بتسليم نفسه عن طريق محامٍ.

واستطاعت قوات الأمن تصفية كل من “أحمد ناصر عثمان وأحمد بوطشة” لاتهامهما بقتل ضابط الخانكة إبراهيم جورجى ومعاونيه.

وكذا سيد شديد “خال الدكش” الذي اشتهر في سوق الحشيش، وكان زبائنه يتراصون عليه، حسب المصادر، تم تصفيته هو ومحمد محمود بن عم الدكش، لاتهامهما بالاشتراك فى قتل ضابط الخانكة ومعاونيه.

"عصابة الدكش" كانت تملك ترسانة من الأسلحة المختلفة والمتنوعة من فرد الخرطوش والآلى والدانة والأربجيه والمتعدد والجرونوف والقنابل اليدوية، هذا بالإضافة إلى عشرات الملايين من الجنيهات، فضلًا عن العقارات والأراضى..

“الدكش” وأفراد عصابته كانوا مسجونين وهربوا من أحداث يناير بعد فتح السجون واستطاعوا فى خمس سنوات أن يصنعوا إمبراطورية توازى إمبراطورية عزت الحنفى أو تفوق.

وعلمت "أهل مصر"، أنه في أثناء القبض على الدكش، قال أحد الضباط له “فين اخواتك يا عيل” فرد الدكش: “هقولك فين يا... “ وبصق على وجهه، قبل أن يضربه أحد أفراد الأمن بـ "كعب البندقية" في وجهه، ليقول "الدكش": "ماحدش يكلمنى حساباتكم كلها فى البنوك عندى".

عصابة كوريا

العصابة التي يتزعمها محمد وحيد الغريب "كوريا"، وشقيقه عزت، وزوج اختهما "محمد جودة"، اشتهرت بتجارة الهيروين وسرقة السيارات، إلا أن كوريا لم ينجح فى تكوين ثروة مالية مثل الدكش نظرا لأنه كان مدمنا لـ “الهيروين”.

ونجحت قوات الشرطة فى تصفية "عزت" منذ أكثر من عام، قبل تصفية كوريا ومحمد جودة لقتلهما مصطفى لطفى رئيس مباحث قسم ثانٍ شبرا الخيمة، وتم القبض على والده وحيد الغريب في أثناء تبادل لإطلاق النيران مع رجال الداخلية وأصيب وتم بتر ذراعه، وهو الآن مسجون بمركز شبين القناطر.

عصابة سيد ودنه

"عصابة سيد ودنه وشامة المُلا" تتكون من أبناء عائلة عمر: (سيد محمود سيد عمر “سيد ودنه”، وحازم عمر “حازم شامة” ومحمود صلاح عمر “محمود الملا”).

بدأت إجرامها بسبب العصبية القبلية بالقرى والغيرة بين العائلات، فأرادت أن تكون ندًا لأولاد حافظ أمين، فبدأوا فى تكوين عصابات وفتح دولاب لبيع البودرة وسرقة السيارات إلا أنه تم القبض عليهم منذ سنة تقريبًا.

عصابة أمين موسى

تعد قصة "أمين موسى" أحد أغرب قصص العصابات في مصر، فرجب سيد موسى الغريب، كان مواطنًا بسيطًا يملك محل جزارة، إلا أن الطمع وحب كسب المال السريع جعله أحد رجال أحمد أدهم بن أدهم سعيد إمبراطور المخدرات سابقًا بكوم السمن.

وبعد تصفية أحمد من قبل رجال الشرطة، اتخذ أمين موسى قراراه بأن يكون الإمبراطور البديل، فكون عصابات عديدة لتجارة البودرة والحشيش وسرقة السيارات، وتم القبض عليه فى 2010 وكان محكومًا عليه بالإعدام، إلا أنه هرب في أثناء فتح السجون، بعد أحداث 25 يناير، وزاد نشاطه الإجرامى إلى أن تم تصفيته فجر السبت 28 يناير 2016، وبقتله انتهت أسطورة مثلث الرعب بالقليوبية.

وبعد استعراض أخطر عصابات الإجرام فى الجعافرة، تطرح "أهل مصر" بعض التساؤلات، التي تحتاج إجابات، يتوجب على الداخلية إيضاحها:

- لماذا تم التخلص من أمين موسى وكوريا ولم يتم تصفية الدكش وأخوته؟

- ما حقيقة قصة الضابط المدمن "م. أ" الذى كان يعمل وسيطا بين العصابة ومسئول كبير في الداخلية، وقيل أنه كان يتقاضى 250 ألف جنيه شهريا؟

- لماذا تمت تصفية ”أحمد بطشة” و"أحمد ناجى" بتهمة قتل ضابط الخانكة، رغم أنهما “عيال” فى عصابة الدكش وليس لهم أى ثقل؟

- كيف اقتحمت الداخلية "مثلث الرعب" بعد استشهاد مصطفى لطفى رئيس المباجث بـ 20 يوما فقط، رغم فشلهم فى عمل أي شيء منذ انطلاق الحملة فى 1 يونيو 2014؟

- هل تثبت تحقيقات النيابة مع العقيد جمال الدغيدى –محتجز قيد التحقيق- تلقى رشاوى من العصابات؟

- ما زالت التحقيقات لم تكشف بشكل قاطع كيف تم خيانة مصطفى لطفى، حيث أكد أحد الشهود الملاصقة للشهيد أنهما كانا فى حملة بالجعافرة فوجدوا جمال الدغيدى وعرفة حمزة فى الساعة الثانية والنصف صباحًا، يواجها بعضهما للقبض على كوريا، ولكن بمجرد أن صعد لطفى إلى شقة المتهم كوريا وبمجرد أن قرع الباب فوجئ بوابل من النيران الكثيفة أردته قتيلًا، وأصيب معاونه أحمد موسى والمخبر السرى.

وهنا يأتى تساؤل هل أبلغ أحد الضباط كوريا بالعملية؟ وإلا فكيف كان ينتظره ليفتح عليه النيران من خلف الباب دون رؤيته؟

في الختام، نؤكد أنه ما زالت هناك أسماء كبيرة فى عالم المخدرات لم تذهب إليها يد العدالة، ومنها “القشيش”، فهل ننتظر صداما آخر وسقوط شهداء جدد لنضطر لفتح ملفات هؤلاء؟

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
البنك المركزي يقرر تثبيت أسعار الفائدة على الإيداع والإقراض.. للمرة الخامسة على التوالي