لم يمنعه مرضه الذي عجز الأطباء عن تفسيره أو وضع مسمى له أن يكون طفلا سويا ناجحا طموحا في غد ومستقبل أفضل.
كريم الطفل ذو الاثنى عشر عاما، طالب بالصف الثاني الإعدادي بمدرسة الفاروق عمر الإعدادية، ولد بإعاقه بيديه وقدميه وعظام زجاجيه سهلة الكسر، غير أنه تغلب على اعاقته وأحب لعبة تنس الطاولة وتفوق فيها.
تسير حياته اليومية كما لو كان طفلا سويا، لا يكاد يختلف عن شقيقتيه فى جدهم ومرحهم.
لم تستسلم والده كريم لظروف ولدها، بل ألحقته وهو في عمر 10 سنوات بنادى العزيمة لذوي الاحتياجات الخاصة، واحد من تلك الأندية التى تعني برعاية ذوى الإعاقة رياضيا ليمارس رياضته المفضلة، ومن خلاله انتقل إلى اللعب بنادي السكة الحديد مؤخرا.
كريم واحد من بين أكثر من خمسمائة عضو بالنادي الذى تأسس قبل خمسة وثلاثين عاما، وجد ضالته فى مدربه الذى يراهن عليه فى أن يكون بطلا فى تنس الطاولة لذوي الإعاقة.
وحصل كريم على عدة بطولات كبطولة الجمهورية أول ناشئين وثالث رجال في تنس الطاولة، و بطولة الجمهورية لأحسن ناشئ في عام 2016، كما حصل على بطولة نادي مركز شباب نادي الجزيرة كأول مجموعة، و بطوله بنها نادي السلام حيث حصل على كأس أفضل لاعب في البطولة.
وتقول والدة كريم "عندما رزقت بكريم لم أكن أتوقع أنه سيصل إلى ما هو عليه الآن، فقد كنت حزينه على مرضه الذي ولد به، إلا أنه أصبح مصدر السعاده في أسرتي، وتابعت تعرض كريم لإجراء 14 عملية جراحية، فهو يعاني من عيوب خلقية بمفاصل جسده كما أن الاطباء شخصوا مرضه بأنه حالة نادرة وعجزوا عن تفسيرها، وعلى الرغم من ظروف كريم الصحية إلا إنني دعمته بشتي الطرق ليصبح بطلا يشرف مصر وأفخر به بين الجميع".
ويقول كريم " دعم والدتي ومدربي كابتن محمد فوده لي كان العامل الرئيسي في نجاحي وتحقيقي للبطولات، وسعدت جدا عندما وافق المسؤلين بنادي السكة الحديد على إلحاقي بالنادي للعب به، وأشار كريم أتمني أن اصبح طبيب عظام عندما أكبر حتي أتمكن من علاج المرضي ذو الحالات الصعبة واستطيع أن أخفف الآلام والمعاناة عنهم".
وقد نص دستور 2014 في مادته 81 على "أن تلتزم الدولة بضمان حقوق الأشخاص ذوى الإعاقة والأقزام، صحيًا واقتصاديًا واجتماعيًا وثقافيًا وترفيهيًا ورياضيًا وتعليميًا".
كريم ربما يكون قد استفاد من إحدى مواد الدستورر ياضيا، إلا أن والدته تأمل في أن يستفيد بباقي ما نصت عليه تلك المادة وأن تهتم الدولة بتهيئة المرافق العامة والشوارع والبيئة المحيطه به تيسيرا عليه وعلى غيره من ذوي الإعاقة.
لم يدع هذا الطفل فرصة لإعاقته لأن تكون حاجزا بينه وبين تحقيق طموحاته ليثبت أن قوة الإرادة تفوق عجز الجسد.