يا كاتب التاريخ لا تُغلق الصفحات.. النحاتون يُزيفون حضارة 7000 سنة في شوارع المحروسة (صور)

كتب : محمد سعد

من الله على مصر بالآثار الفرعونية، فجعلها قُبلة العالم في التراث الحضاري، حيث الإستمتاع بعظمة المصريون القدماء، الذين شيدوا أهرامات الجيزة وتمثال أبو الهول، وغيرهم من المعابد العريقة في الأقصر وأسوان والمحافظات مصر الأخرى، ولا يزال التاريخ بكُتابه، يتسائلون عن مدى العقليات التى خططت، وصممت، وأخيرًا شيدت مثل هذه الانجازات.

وأمام هذا الإبداع الذي عجز العالم عن "تقليده"، كانت مصر شاهدته أيضًا على ميلاد عباقرة جدد في النحت والتشيد، فمنهم من شيد تمثال نجيب محفوظ، عبد المنعم رياض، عمر مكرم، و"الست" أم كلثوم، الإ أن البعض وعلى رأسهم وزارة الآثار، أهملت في حق التحف والتماثيل الموضوعة في الشوارع الرئيسية، لنرى بعد 7000 سنة من الحضارة تماثيل تسيئ إلى رموزنا، في الوقت نفسه كانت كليات الفنون الجميلة تحوى داخل أروقتها المُبدعون الشباب، الذين ظهرت أعمالهم على مواقع السوشيال ميديا بدرجة نالت تساؤلات الملايين، لماذا لا يسند إليهم بعض الأعمال التى عجز الأكبر سنًا ومنصبًا منهم إنجازها بإقتدار.

مؤخرًا تداول نشطاء موقع التواصل الإجتماعي "فيس بوك"، تمثالًا لمشروع تخرج طالبة تدعى مي عبد الله، إحدى طالبات كلية الفنون الجميلة جماعة المنيا، رافعين مطالب عدة تنحصر جميعها في الإهتمام بالفتاة وأعمالها لخلق جيلٍ جديد يُحسن ما أفسده النحاتين القائمين على تشيد تماثيل شوارع القاهرة مؤخرًا لعل أشهرها تمثال الموسيقار الراحل، محمد عبد الوهاب، الذي تم وضعه في ميدان باب الشعرية، ونال عاصفة الانتقادات، ما دفع جلال السعيد، محافظ القاهرة آن ذاك، إلى تكليف نقابة الفنانين التشكيليين، بإعادة التمثال لصورته المثلى بمعرفة الفنان طارق الكومي، الذي نحت أصل التمثال.

الغريب أن الواقعة السابقة لم تكن الأولى، بعد أن حظى تمثال الأديب الكبير عباس محمود العقاد، المشيد في أسوان، (بعد إعادة ترميمه) على نفس السخط من الشارع المصري، بعد أن ظهر التمثال مهنيًا لشخصية كبيرة بحجم "العقاد".

"يا كاتب التاريخ لا تغلق الصفحات"، هكذا يغني المثقفون للتاريخ بكل انجازاته، الإ أن المقولة لم تكن مناسبة أمام تمثال الملكة نفرتيتي هي الأخرى، بعد أن أمر مسئولي وزارة الآثار بوضع تمثال الملكة الجديد في مدخل مدينة سمالوط بمحافظة المنيا، ليخرج التمثال الجديد على غرار سابقية، ورفع نحاتوه شعار "خالف تعرف".

تعليقًا على ذلك، يقول الدكتور معتمد عبد الله، الخبير الأثري، أن اختيار منفذي هذه التماثيل يتم بطريقة خاطئة، فمن المُفترض أن يتم اختيار النحات حسب قدرات ومواصفات معينة، لكن ما نراه في الشوارع يعكس ضعف قدرات منفذيها.

وأضاف "معتمد" في تصريح خاص لـ "أهل مصر": المسئولون دائمًا يحاولون تبرير هذه الأخطار، لكننا نفاجأ بتكرارها مرة أخرى على مرأى ومسمع من الجميع دون عقاب رادع، متسائلًا: لماذا لا يتم اسناد هذه الأعمال لشباب كليات الفنون الجميلة المتفوقون دراسيًا، فاذا تم اسناد هذه الأعمال إليهم سند اختلاف ملحوظ وبراعة في التنفيذ.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
محمد صلاح: أشعر بخيبة أمل كبيرة ورحيلي عن ليفربول أقرب من بقائي