تحتفل مصر اليوم بالذكرى 66 لثورة 23 يوليو، التي شكلت علامة مضيئة فى التاريخ المصري والتى قادها تنظيم الضباط الأحرار عام 1952، ونجحت فى الإطاحة بحكم الملك فاروق، وفى هذه المناسبة أهل مصر داخل بيت الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، الذى طال الإهمال جدرانة وتهدمت أسقفه وأصبح مأوى للحيوانات والكلاب الضالة ومقلبا للقمامة.
فعندما تستوقف ساعتك للوصول إلى منزل الزعيم جمال عبد الناصر، بقرية بنى مر بمركز الفتح تستغرق 35 دقيقة، وعلى بعد 10 كيلو مترات بسيارة أجرة تستقلها من موقف الأزهر بمدينة أسيوط وترى نفسك داخل القرية في اتجاه منزل الزعيم، لترى الطرق غير ممهدة، والشوارع ضيقة، والبيوت قديمة حتى تصل إلى المنزل الذى شهد نشأة وتربية طه حسين عبد الناصر والد الزعيم الراحل جمال عبد الناصر كما شهد مولد الزعيم واجتماعاته السرية مع الضباط الأحرار قبل الثورة.
يتكون المنزل من طابقين بهما عدة حجرات قديمة بالطوب اللبن وسقف أيل للسقوط يفصل بين الطابقين بعروق الخشب والطين، و شبابيك وأبواب تكسرت والقمامة تغمر الطابق الأول لتحوله لمسكن للحيوانات الضالة والنافقة أحيانا، والطابق الثاني تحول بسبب الظلمة الحالكة إلى بيت للأشباح.
يقول أحد جيران، إن الزعيم جمال عبد الناصر ولد بهذا المنزل وسافر والده إلى الإسكندرية، ثم أصبح المنزل خاليا بعد أن توفى جده، إلا أن اجتماعات الضباط الأحرار كانت يتم بعضها فى هذا المنزل، والرئيس محمد نجيب كان يلتقى الرئيس عبد الناصر بداخله، وعلى الرغم من أن المنزل شهدت جدرانه حضور ثلاثة من الرؤساء هم الرئيس جمال عبد الناصر والرئيس محمد نجيب أثناء اجتماعاتهما السرية، بالإضافة إلى الرئيس محمد أنور السادات، والرئيس السادات زار المنزل للعزاء فى وفاه والد الزعيم جمال عبد الناصر، ونشرف بأنتماء الزعيم لقرية بنى مر، والمسئولين بالمحافظة أهملوا المنزل ليتحول إلى خرابة بدلا من أن يصبح مزارا أثريا.
وصرح مصدر مسؤول بمجلس مدينة الفتح المنزل غير تابع للأثار فهو ملكيه خاصه لأسره الزعيم ولا يحق للمجلس اتخاذ أي قرار بشأن المنزل فالمنزل حوله لغط كثير فهو لا يرقى إلى أن يكون أثريا، كما أنه يصعب ضمه للمباني "ذات قيمة" لأنه غير خاضع لتلك الشروط فبناءه عادي فلاحي من طابقين، ومتهدم وقديم وليس هناك ما ينطبق عليه من شروط المبانى الأثرية.