أسرار اختراق "معالج روحاني" لعضوية نقابة الصحفيين (تفاصيل كاملة)

حرب ضروس تدور رحاها على أرض نقابة الصحفيين، بين معالج روحاني تمكن من التسلل إلى بلاط صاحبة الجلالة، ومجموعة من الصحفيين الذين لم يسلموا من مكره وأذاه، غير أن كفة الأول قد تكون الأرجح، بعدما استقوى ببعض البرلمانيين الحاليين.

المعركة لم تكن وليدة اللحظة، بل بدأت قبل عامين أو أكثر، حين تمكن المعالج الروحاني المعروف باسم "ف"، من الإلتحاق بصحيفة تتبع أحد التيارات الإسلامية، لكنه حين التحق بها لم يكن لكونه صحفيا، وإنما لشغل منصب المدير التنفيذي بالمؤسسة، بعدما تقدم الصحفيون بمستندات وأوراق تؤكد طبيعة عملهم لنقابة الصحفيين.

ومع مرور الأيام، وقدرة هذا المعالج الروحاني البارعة على تلوين الأمور وتمييع الحقائق، نصّب نفسه مساعدا لمدير التحرير ثم نائبا لرئيس التحرير الذي لم يكن يحضر إلى الجريدة سوى يوما واحدا كل أسبوع أو اثنين، فجمع بذلك بين السلطات الإدارية والتحريرية-على حد مذكرة مقدمة لمجلس الصحفيين.

كما استغل نفوذه ومنصبه، في التجسس على الصحفيين ومراسلاتهم الخاصة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وعلى الرغم من مراقبة المكان بالكاميرات والمايكات أيضا، إلا أنه زرع جواسيس له، يرصدون كل صغيرة وكبيرة عن الصحفيين، وينقلون كل أحاديث الصحفيين حتى لو كانت على سبيل المزاح، فضلا عن تلصصه على الأجهزة المخصصة للصحفيين، ومطالعة حساباتهم الشخصية والحصول على كلمات المرور الخاصة بها، ومن ثم التجسس على الصحفيين وأحاديثهم الخاصة، حتى مع زوجاتهم وأقاربهم- بناء على صحفيين بالمؤسسة.

"ف" الذي كان يقدم نفسه عبر القنوات الفضائية الإسلامية، كمعالج روحاني تارة، وكناشط في حقوق الأقليات المسلمة تارة أخرى، لم يكن يقبل أراء الصحفيين حول المواد والموضوعات الصحفية، كما كان لا يروق له رفض الصحفيين القاطع لتدخله في عملهم، فقرر فصلهم تباعا، لدرجة أن عدد المفصولين تعسفيا اقترب من 20 صحفيا من إجمالي 40 صحفيا أعضاء جمعية عمومية، بينهم وبينه مشاكل عدة.

وفي خضم هذه الصراعات، لجأ "ف" الذي التحق بلجنة تحت التمرين إبان عهد نقيب الصحفيين السابق – إلى الاستقواء بنواب الحزب الإسلامي الذي تتبعه الجريدة، وذهب للقاء النقيب وتعمد التقاط الصور معه بهدف تخويف الصحفيين بها، إذ أنه حين عودته للجريدة نشر الصور عبر الجروبات الخاصة بالعمل، وقال إن اللقاء كان مثمرا، وأن النقيب تربطه علاقة جيدة بالقائمين على الجريدة، ونشرت إحدى الصحف الشهيرة صورا من هذا اللقاء وقالت إنها صفقة بين النقيب وبين هذا التيار الإسلامي.

ومع تغيير مجلس النقابة، ورحيل النقيب السابق، تقدم الصحفيون المفصولون بسيل من الطعون والشكاوى من أجل إيقاف المهزلة، ومنع انضمام المعالج الروحاني - الذي يعمل سمسارا أيضا لدى شركات الحج والعمرة – إلى بلاط صاحبة الجلالة، على حد تعبير الصحفيين بالمؤسسة.

استجابت لجنة القيد بنقابة الصحفيين للشكاوى والطعون المقدمة إليها بصيغة رسمية، ورفضت على مدار لجنتين متتاليتين، انتقاله إلى جداول المشتغلين والانضمام للجمعية العمومية للنقابة، وجاءت اللجنة الثالثة والتي قد حانت، حيث تعقد يومي 11 و12 من أغسطس المقبل.

ويحاول العضو الروحاني التواصل مجددا مع نواب الحزب التابع له، من أجل ممارسة الضغط وإدراجه في جداول المشتغلين هذه المرة، خاصة وأن فشله في الالتحاق بالجمعية العمومية هذه المرة تعني الإطاحة بهذا المعالج الروحاني والسمسار خارج بلاط صاحبة الجلالة تماما، إلا أن أعضاء لجنة القيد استنكروا ذلك، متعهدين بالتحقيق في عدد من الشكاوى المقدمة ضده من قبل أعضاء بالجمعية العمومية بنفس الجريدة.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
استعملت الرأفه معه.. ماذا يعني حبس «فتوح» سنة مع إيقاف التنفيذ؟