لم يدر "محمد فريد" مهندس اتصالات ومقيم بمدينة نصر أن يأتي يوم ويتعرض ابنه لإصابة قد تؤدي إلى إعاقته، فهذا الطفل هو أصغر أبنائه حيث يبلغ من العمر سنتين ونصف، ولديه ثلاثة أشقاء "حازم وسما وسهيله".
"أهل مصر" علمت بالواقعة وتواصلت مع والد حمزة "الطفل الذي قطعت يده داخل سلم مسجد المشير طنطاوي المتحرك أثناء مرافقته مع والدته لقضاء الصلاة.
في البداية رصد لنا ما حدث قائلا: "ذهب ابني حمزه مع والدته لقضاء فرض الصلاة في مسجد المشير طنطاوي عشان زي عادتنا كل سنة بنرتاح لقراءة الشيخ مصطفى عاطف".
ويضيف الوالد: "مصلى السيدات تحت المسجد بتنزل ليه بسلم كهربائي وأثناء نزول زوجتي وابني حمزه على السلم وفي آخر درجتين من السلم طويت قدم حمزه في الارض بجانب الجدار الالومنيوم للسلم ونتج عن ذلك دخول إيده بالكامل لحد الكوع ومكنتش معاهم في هذا اليوم ده للاسف "بصراحة الناس كلها أسرعت وحاولت انقاذ ابني وقاموا بوقف السلم لانقاذ ما تبقي من ذراع ابني".
وتابع الأب: "زوجتي حصلها حالة من الهلع فضلت تجري في الساحة مش عارفه تتصرف إزاي ولا تعمل أيه وفي ناس جريوا بالولد وأمه إلى المستشفى الجوي في التجمع لقربها من المسجد ومحاولة إيقاف النزيف وإنقاذ الولد وتلقيت اتصال هاتفي من إدارة المستشفى وكانت الصدمة عندما سمعت الخبر وعلى الفور تحركت مسرعا ووصلت في غضون ربع ساعة وعندما نظرت ليد ابني العظم كله ظاهر".
وأوضح أنه قام بالتواصل مع دكتور جراحة وتجميل وعلم منه "أني لو جبت أيد الولد هايكون في أمل أنهم يرجعوها.. واتقابلت في المستشفى بالعميد ماهر مدير المسجد وسالته على ذراع الولد قالي دوروا عليها ومش لاقينها فغالبا اتفرمت في التروس أنا مش عارف دخلت ازاي اصلا.. فقولتله معلش أنا عايز أروح بنفسي.. وبالفعل رحنا المسجد وفتحنا صندوق المسجد بتاع السلم ونزلت أنا وعسكري مجند برفقتي وكان بليل والرؤية كانت صعبة بس الحمد لله ربنا هداني وشفت أيده".
وأضاف: "قابلتنا صعوبة إننا نخرج طرف الولد من التروس لأن مهندس الصيانة مكنش لسه وصل وفهمت من حديثهم مع المهندس إنه حتى لو جه عشان نخرج إيد الطفل هياخد أكتر من يوم ولكن بفضل ربنا عرفنا نخرج يد حمزه ورجعت المستشفى بسرعه ومعايا طرف الولد كل ده ولوم يمر سوى 3 ساعات".
واستطرد قائلا: "دكتور الجراحه والتجميل بالمستشفى، كان صغير في السن، بعد ما فضل يقلب في أيده بالنظر من غير ما يغسل ايد ابني من الشحم اللي كان مليها، وفي الآخر قالي مش هينفع مش لاقي ولا أعصاب ولا شرايين هانضطر نبتر اليد وعندما سالته منين هايكون البتر قاللي من فوق الكوع"، وعقب ذلك قامت بالتواصل معي دكتورة سلمى قائلة له: "اطلع بيه على الدمرداش هما أشطر هناك وربنا كريم ويقدرو يتصرفوا.. بالفعل ذهبت إلى مستشفى الدمرداش أعمل أيه لازم اتعلق باي قشاية عشان انقذ ابني.. وفعلا قاموا بعمل كونسلتو ما بين عظام وجراحة تجميل وقاموا بتشخيص الحالة وتصوير الحالة وإرسالها لنائب الجراحة وردوا بعد مضي 3 ساعات أن أنسجة الطرف ماتت وهيبتروا الطرف بس ممكن يبتروا الطرف قبل الكوع".
هذه إحدى الحكايات التي قد تتكرر يوميًا في العديد من الأماكن بمصر، لها شقان من الإهمال الأول من المسؤولين الذين لم يهتموا بصيانة السلم الكهربائي، والثانى من الأهل الذين لم يهتموا بإبنهم وتركوه وحده على السلم وجميعنا نرى ذلك في مترو الأنفاق وفي المولات وفي العديد من الأماكن ليظل الإهمال والاستهتار عنوانًا عريضاً للمصريين.