عنبرة سلام الخالدي، روائية، وناشطة وقيادية فأعمالها تعد من أعمال النساء العظماء ولابد أن تخلد، ليحتفل بها الأجيال مع مرور الوقت، محرك البحث "جوجل"، كان مؤيدًا لهذه النظرية في الفترة الأخيرة، فما بين هذا وذاك، يضع محرك البحث الشهير، صورة عالم أو سيدة، على صفحته الرئيسية، احتفالًا بذكرى الميلاد أو الوفاة، ومع صباح اليوم كان السيناريو السابق متواجد في صورة جديدة، احتفالًا بذكرى ميلاد عنبرة سلام الخالدي، لتبدأ عمليات البحث في التعرف على الشخصية المحتفل بها.
من هي عنبرة سلام الخالدي؟
كاتبة، مترجمة، روائية، وناشطة وقيادية؛ ألقاب عدة، استطاعت سيدة "ذو الجنس الناعم" أن تحصد جميعها، بعد أن كان لها أثر كبير في التعبير عن المرأة العربية في عصرها. في بيروت عام 1897، كان السيد سليم علي، وأسرته في حالة ترقب تجسدها عقارب ساعة الحائط، عقرب الثواني يسير ببطئ والأسرة بجميع أعمارها تنتظر قدوم المولدة الجديد، حتى خرجت صرخات الطفلة "عنبرة"، ترج غرفة العمليات، ونظرات والدتها كلثوم البربير، المحمولة بألام "الولادة" تستقبل الجنين الجديد.
الوقت يمر ومعه العمر يكبر، بنيان الفتاة يشتد، والوقت يحن لإلتحاقها بركب التعليم، الأب يقرر سريعًا إلحاق إبنته بالمدرسة أهلية ، ثم نقلها إلى أخرى أجنبية منها مدرسة مار يوسف، وعلى الرغم من ذلك كانت الأسرة تحفظ الفتاة القرآن الكريم كاملًا في حين أنها لم تتجاوز العاشرة من عمرها، حتى اندلاع الحرب العالمية الأولى، ليتوقف ركب مسار التعليم مؤقتًا.
رعاية الفقراء والمدنيين واجب انساني، لا يتخلف عنه أى شخص رغم انتمائته الدينية والفكرية، فمع بداية الحرب العالمية الأولي، شاركت عنبرة سلام، في خدمة الملاجئ والمصانع التي أقامتها الدولة العثمانية لرعاية الفقراء، وفي الوقت نفسه أسست الفتاه مع رفيقاتها جمعية "يقظة الفتاة العربية"، وهي كانت بمثابة أول جمعية للفتيات المسلمات في العالم العربي، تقوم بالأعمال الخيرية بجانب إنشاء مدارس جديدة وإقامة حفلات شعرية وندوات ثقافية، بالإضافة إلى ترؤسها للنادي الاجتماعي للفتيات المسلمات.
ربما هذا التوقيت بالتحديد، كانت مشاركة الفتاه في المصنوعات الوطنية بسيطة، وقد تكون معدومة، لذلك سارعت الفتاه، في تأسيس جمعية النهضة النسائية، لتشجيع المصنوعات الوطنية، بجانب رفيقاتها مدام فيليب ثابت، سلمى صائغ، نجلاء الكفوري، ابتهاج قدورة، إفلين بسترس وغيرهن، حتى حلول عام 1925 ومن ثم اتخاذ قرار الرحيل، مواصلة رحلة التعليم في انجلترا، حيث دراسة اللغة الإنجليزية والآداب.
رحلة العمر لا بد لها من "شريك حياة"، قرار لا يمكن الإختلاف عليه، ففي عام 1929، وافقت "عنبرة" على الزواج من السيد أحمد سامح الخالدي، مدير الكلية العربية، وبعد زواجهما سافرت معه إلى القدس، وكانت أول سيدة تلقي حديثًا نسائيًا من إذاعة القدس، وفي عام 1948، هاجرت مع زوجها من فلسطين إلى لبنان، وظلت تساند زوجها في نشاطاته التربوية والثقافية حتى توفي عام 1951، وبعد رحيل زوجها بـ 35 عامًا فارقت "عنبرة" الحياة، لترحل جسدها ويبقى أسمها مخلدًا في صفحات التاريخ.