تفاجأ أهالى محافظة دمياط، الثلاثاء الماضي، بوقوع ثلاث جرائم قتل بأوقات وأماكن مختلفة، بينما سعى رجال الأمن للحاق بمرتكبي تلك الجرائم فى أسرع وقت لعودة الاستقرار الأمنى للشارع الدمياطى مرة أخرى.
تفاصيل مثيرة يحملها "ثلاثاء الدم" كما أطلق عليه الأهالي، حيث أقدم أحدهم على قتل والدة زوجته لمروره بضائقة مالية، وآخر يتخلص من زوجته وأبنائه بسبب إشاعات، بينما تظل جثة أحد تجار محافظة الدقهلية لغزاً أمام رجال الأمن، وفى السطور القادمة نبدأ بعرض تفاصيل هذا اليوم.
فشل في دفع قرض بنكى فقتل حماته
9000 جنيه فقط إجمالى دين "مجدى أ" 35 سنة، نجار ومقيم بمنطقة "الأعصر" وسط دمياط، والذى أقدم على التخلص من والدة زوجته وتدعى آمال البطال 55 سنة معلمة، بعد أن طاردته الديون، بدأت القصة جينما توجه إلى مقر سكنها مطالباً إياها التفريط فى إحدى أساورها الذهبية من أجل قضاء دينه، ولكنه تفاجئ برفضها وطردها له.
فما كان أمامه سوى محاولة الاستيلاء على مشغولاتها الذهبية بالقوة وبالفعل أقدم التخلص منها حيث قام بطعنها عدة طعنات متفرقة بواسطة آله حادة "سكينا" بعدها قام بذبحها وفر هارباً.
لم يشعر أحد من جيرانها أية اضرابات وقت وقوع الجريمة، ربما لم تتمكن الضحية من الاستغاثة، ظلت غارقة فى دمائها حتى عاد الزوج من عمله ليكتشف جثمان زوجته، وتلقت قوات الأمن بلاغاً من شخص يدعى محمد حواتر أفاد عثوره على جثمان زوجته قتيلة بمسكنها، وعلى الفور توجهت قوة من قسم شرطة ثان دمياط برئاسة المقدم أحمد الدمرداش رئيس مباحث قسم ثانى دمياط، حيث تم تشكيل فريق للبحث لكشف ملابسات الواقعة بينما تم نقل الجثمان لمستشفى دمياط التخصصى لاتخاذ الإجراءات اللازمة حيالها.
بدأت أصابع الاتهام تشير نحو الجانى عقب قيامه بالفرار وعدم الذهاب لموقع عمله على مدار يومين، كما أكد شهود عيان أن الجانى كان آخر من زار الضحية قبل موتها، وبتقنين الإجراءات تمكنت قوات الأمن من إلقاء القبض عليه أثناء قيامه ببيع المشغولات الذهبية بإحدى المحال التجارية.
وأكد الجاني ارتكابه للواقعة قائلا: "أنا ماكنش قصدى أقتلها طول عمرى بعاملها زى أمى، بس أنا كنت خايف أدخل السجن والبنك يشتكينى".
هذا وقد أمرت نيابة بندر دمياط حبس المتهم 15 يوماً على ذمة التحقيقات.
قتل زوجته بسبب شكه فى سلوكها وتخلص من أبنائه وقتل نفسه
كانت تلك الجريمة الثانية التى شهدتها محافظة دمياط فى نفس اليوم، ففى قرية شرمساح التابعة لمركز الزرقا، تفاجأ الأهالى بقيام سائق توك توك يدعى "السيد ف"، بقتل زوجته ووضع السم لأبنائه الأربعة عقب قيام بعض الجيران بالتشكيك فى سلوك زوجتة.
بدأت تفاصيل الواقعة حينما ورد بلاغاً إلى مقر قسم شرطة الزرقا أفاد عثور الأهالى على جثمان سيدة وأبنائها بمسكنهم، وعلى الفور تحركت القوات نحو موقع الجريمة، حيث تم نقل الأطفال لمستشفى الزرقا المركزى والذى قام بتحويلهم لمركز السموم بعد أن تم إكتشاف تناولهم حبات الغلة المسممة، بينما تم نقل جثمان الزوجة إلى مستشفى دمياط التخصصى لاتخاذ الإجاءات اللازمة وانتداب الطب الشرعى.
بدأت الشهود تروى تفاصيل أكثر عن الواقعة، حينما أكد أحدهم أن الجانى هو الزوج، بعد أن قام بعض أصدقائه بالتشكيك فى سلوك زوجته، بينما أكد آخر أن الجانى كان قد أقدم على ارتكاب واقعة مماثلة منذ ثلاث سنوات وأنه غير سوى.
بدأت القوات فى تكثيف التحريات حتى تم القبض عليه مختبأ بأحد مساكن عائلته بمحافظة الدقهلية، وتم اقتياده لمقر قسم شرطة الزرقا تمهيداً لاتخاذ الاجراءات اللازمة حياله، ولكن فجر الزوج مفاجئات عديدة أثناء التحقيق معه بمقر القسم، حيث أكد قائلاً: "زوجتى لم تعيننى على ظروف الحياة، ودايما تشتكينى لأهلها"، وأضاف أيضاً: "أنا شكيت فيها بعد ما كتير من صحابى شافوها ماشية بطال، حبيت أخلص نفسى منها ومن عارها".
أكد لنا مصدر مطلع أن الجانى صمت قليلاً وبدأ يظهر عليه علامات الإرهاق والإعياء، ليكشف عن تناوله حبات الغلة المسممة محاولاً الانتحار، لافتاً إلى أنه قد ارتكب واقعة مماثلة من ثلاث سنوات قائلاً: "قتلت ابنى من ثلاث سنين وصورته مافرقتنيش أبداً ومش عارف وأنا رايحله دلوقتى هيسامحنى ولا لاء".
اللافت أن أهالى القرية اختلفوا فى أداء صلاة الجنازة الخاصة به، فكثير من الأهالى رفضوا أداء صلاة الجنازة بل واختلفوا أبضاً فى تشييعه فكان أغلب المواطنين رافضين المشاركة فى تشييع جثمان الزوج الجانى.
أسدلت الستار على تلك الواقعة فتوفى الزوج الجانى بعد أن تخلص من زوجته وثلاثة من أبنائه.
جثمان الحاج عبد المعطى لغزاً أمام رجال الأمن
تفاجأ أهالى قرية الوسطانى التابعة لمركز كفر سعد بوجود جثمان متفحم بجوار شركة الوسطانى للبترول، وعلى الفور تم استدعاء قوات الأمن والتى قامت بنقل الجثمان لمستشفى طوارئ كفر سعد لاتخاذ الاجراءات الازمة، فيما أمر العميد السعيد شكرى مدير إدارة البحث الجنائى بدمياط، بتكثيف البحث والتحريات حول ملابسات الواقعة.
أيام قليلة وتوصلت القوات لهوية القتيل، وذلك عقب ورود بلاغاً أفاد تغيب أحد تجار الحبوب بمدينة شربين بمحافظة الدقهلية، وبالعرض على النيابة العامة أمرت بإجراء تحاليل الـ dna لكشف هوية القتيل والتى أثبتت أن الجثمان كان لتاجر يدعى عيد عبد المعكى تاجر حبوب بمدينة شربين ، وأنه قام بالتوجه إلى القرية للتعاقد على صفقات حبوب .
الجدير بالذكر أن أبنائه أنكروا أن الجثمان لوالدهم فى بادئ الأمر، ولكن عقب إجراء التحاليل تبين هوية القتيل، ومازالت قوات الأمن تكثف جهودها للتوصل إلى مرتكبى الواقعة خاصة وأن المجنى عليه كان يجمل مبلغاً من المال يبلغ 350 ألف جنية كان ينوى دفعها لابرام صفقات الحبوب الخاصة به.