إلى الملك و"النمبر ون".. فيروس الرقص بالأسلحة البيضاء يدق أبواب الفتيات.. وطبيب نفسي يدعو لإنشاء وزارة قوية للإعلام (فيديو وصور)

كتب : محمد سعد

هل تخيل نجوم الفن والعمل الدرامي والمسرحي، أن يتحول فنهم الهادف إلى وسيلة هدم أجيال بالكامل؟، هل توقع "النمبر ون"، أو الملك، أن يتحول دوره الفني من بطل إلى شبح يطارد الأبرياء في الشوارع، فيجعلهم يتقمصون شخصيته ويسيرون على خطاه؟، هل يرى هؤلاء المُشار لهم أن يتحول دور البطولة الذين يسعون لإنجاحه بأية وسيلة ممكنة إلى مصدر ذعر للشارع وأولياء الأمور؟، بالطبع الإجابة ستكون لا سواء من البطل أو المخرج، أو حتى المنتج، صاحب "الكرمات"، لكن تبريرهم لم يخلى الشارع من مشاهد التقليد الأعمى.

أغرب ما يمكن للعقل تخيله، أن يكون التقليد الأعمى الذى تم ذكره من الشباب ذو الأعمار السنية الصغيرة والمتوسطة كما هو متوقع ، لكن ما هو تخيلك أن يصل هذا الفيروس إلى الصغيرات، وفتيات في مقتبل العمر؟!.

◄ الرقص بالأسلحة البيضاء

مع الساعات الأولى من صباح أمس، تداول نشطاء موقع التواصل الإجتماعي "فيس بوك"، مقطع فيديو، لطفلة صغيرة تبدع في الرقص بـ"سنجة ومطواه" على الأغاني الشعبية خلال أحد الأفراح، وسط ترحاب كبير من الحضور والأهل، الذين قابلوا تصرف الصغيرة بالتصفيق والزغاريط.

مع مشاهدة هذا المقطع، أعيد لذهني المقطع الشهير للفتاه التى لا تتخطى العشر سنوات بمنطقة الدويقة، حينما كانت ترقص ببراعة حاملة المطواة فى يدها تارة وفى فمها تارة أخرى، وهى تحاكى حركات فيلم "عبده موته"، فيما وقف أقارب الطفلة يشجعونها على مواصلة الرقصة "إياها"!!.

الأفراح الشعبية تصدر لنا مشاهدة متعددة لا يمكن أن تقف عند الحالتين السابقتين، وفي عمر متقارب إلى حد ما، التقطت عدة صور لفتاة ترقص بـ "سنجة" برفقة شاب في أحد الأفراح الشعبية، ليصبح الأمر أكبر من مشهد تشبيهي في مناسبة، لكنه يتحول مع الوقت لفيروس مُتفحش ينتشر تدريجًا بمساعدة الميديا والأعمال الفنية المقدمة مؤخرًا.

◄ إنشاء وزارة قوية للإعلام

تكرار المشهد دفعنا إلى مواجهة أطباء النفس، لمعرفة تعليقهم وطرق مواجهة هذه الظاهرة، البداية كانت مع الدكتور جمال فرويز أستاذ الطب النفسي، الذي فسر هذه المشاهد بأنها تقليد أعمي لتصرفات الكبار، مشيرًا إلى أن ما يذاع خلال أحداث المسلسلات والأفلام ناتج عن التردي الثقافي، على حد تعبيره، فالرجل يرى أن بعض الأعمال السينمائية والدرامية هى ما تسببت في ظهور هذه المشاهد واحدًا تلو الأخر.

"فرويز"، لاحظ أن أغلبية الأعمار التى تتأثر بهذه المشاهد السينمائية، تتراوح ما بين الأطفال والمراهقين، ما يدعو إلى سرعة السيطرة على الإعلام من مسلسلات وأفلام، ومراعاة الذوق العام في العرض، والذي يأتى عن طريق إنشاء وزارة قوية للإعلام والثقافة، تكون مسئولة عن الوعي القومي، علاوة على عودة التربية للتعليم.

◄ غياب الرقابة الأسرية

الظاهرة كانت تحتاج لعرض أكبر على المختصين في علم الإحتماع، لكن رأيهم لم يحتلف كثيرًا، بعد أن أوضح الدكتور محمد السيد، أستاذ علم الإجتماع بجامعة طنطا، أن غياب الرقابة الأسرية على المشاهد والأفلام التى يتم تشغليها ومتابعتها في المنزل أحد أهم أسباب ظهور هذه المشاهد، بالإضافة إلى وجود عائلات تشجع بناتهن على القيام بذلك كما هو متواجد في العديد من مقاطع الفيديو المُنتشرة.

"محمد" يرى أن الرقابة الأسرية لها عامل أكبر في نمو هذه الظواهر، والتى تتزايد أكثر في الأحياء الشعبية، ما يجعل المشهد متكررًا بمرور الوقت.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً