اتفقت مصر وتونس على تعزيز العلاقات التجارية المشتركة وإزالة كافة التحديات التي تعترض انسياب حركة التبادل التجاري والاستثمارات المشتركة بين الجانبين، وذلك بهدف إحداث طفرة في مستوى العلاقات التجارية المشتركة بما يحقق صالح البلدين الشقيقين.
جاء ذلك خلال فعاليات اجتماع اللجنة التجارية والصناعية المصرية التونسية المشتركة في دورتها الخامسة، والتي اختتمت أعمالها اليوم السبت بالقاهرة، وترأسها عن الجانب المصري المهندس عمرو نصار وزير التجارة والصناعة، وعن الجانب التونسي المهندس عمر الباهي، وزير التجارة التونسي، حيث تم التوقيع على محضر اجتماع اللجنة والذي تضمن عدد من البنود المتعلقة بأهمية تسهيل وتيسير الإجراءات المرتبطة بحركة التجارة بين البلدين، وقد شارك في فعاليات اللجنة عدد من قيادات الوزارتين، بجانب الأسعد لعجيلي، القائم بأعمال سفير تونس بالقاهرة، وترأس لجنة الخبراء عن الجانب المصري الدكتورة أماني الوصال، رئيس قطاع الاتفاقات التجارية والتجارة الخارجية وعن الجانب التونسي سعيدة حشيشه.
وقال المهندس عمرو نصار إن انعقاد اللجنة التجارية استهدف التنسيق المشترك بين حكومتي البلدين لتيسير حركة التجارة وتفعيل دور القطاع الخاص بالجانبين إلى جانب تعظيم الاستفادة من الموارد المتاحة بكلا البلدين لتحقيق التكامل الاقتصادي والشراكة الفاعلة بين الجانبين، مشيرًا إلى أن الفترة المقبلة ستشهد مزيدًا من التطور والنمو في التعاون الاقتصادي بين الجانبين خاصةً في ظل توافق الرؤى بين المسؤولين في البلدين للدفع بالعلاقات المشتركة إلى آفاق أرحب.
وأشار الوزير إلى أن العلاقات المصرية التونسية تشهد زخمًا كبيرًا في الوقت الراهن، حيث استضافت القاهرة خلال شهر نوفمبر الماضي اجتماع اللجنة العليا المصرية التونسية في دورتها السادسة عشر والتي عقدت برئاسة رئيسا الوزراء بالبلدين حيث ساهمت وبشكل كبير في إزالة العديد من التحديات التي تواجه انسياب حركة التجارة والاستثمارات بين الجانبين، لافتًا إلى أن العلاقات التجارية بين مصر وتونس شهدت تطورًا ملحوظًا في الآونة الأخيرة، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين الجانبين خلال الستة أشهر الأولى من العام الجاري 214 مليون دولار منها 176 مليون دولار صادرات مصرية و38 مليون دولار واردات من تونس.
ولفت نصار إلى أن اللجنة قد اتفقت على تفعيل نقاط الاتصال بالبلدين للرد على الاستفسارات المتبادلة والخاصة بشهادات المنشأ لتسهيل الإفراج عن الشحنات ومنع التكدس بالمنافذ الجمركية، وتعزيز التعاون المشترك في مجال تبادل المعلومات وتنمية الصادرات والمشاركة في المعارض العامة والمتخصصة، فضلاً عن تنمية التعاون المشترك في مجال التنمية الصناعية، وتبادل فرص الاستثمار الصناعي المتاحة بكلا البلدين لتشجيع إقامة مشاريع شراكة بين القطاعات الواعدة وبصفة خاصة في مجالات الصناعات الإلكترونية والصناعات المغذية للسيارات والغزل والنسيج والملابس الجاهزة.
كما تم الإتفاق على أهمية تفعيل دور مجلس الأعمال المصري التونسي المشترك وتكثيف لقاءات تجمعات رجال الأعمال في كلا البلدين، فضلاً عن دراسة توقيع بروتوكول تعاون بين المراكز التكنولوجية المصرية والمراكز الفنية التونسية في مجالات الصناعات الغذائية واالزراعية والجلود والأحذية والمنسوجات ومواد البناء وكذا الصناعات الكيماوية والهندسية والأثاث والتعبئة والتغليف، كما تضمن الاتفاق عقد الاجتماع الحادي عشر لفريق العمل المصري التونسي المشترك في مجال الاعتراف المتبادل بشهادات المطابقة بين الجانبين خلال شهر أكتوبر المقبل بالقاهرة.
وأوضح الوزير أن الاجتماع قد أكد أيضًا على أهمية تعزيز التعاون المصري التونسي المشترك في دول القارة الأفريقية خاصة في ظل الحضور المصري القوي في منطقة شرق ووسط أفريقيا والتواجد التونسي البارز في غرب أفريقيا، وفي هذا الإطار وجه الوزير التهنئة للجانب التونسي على انضمام تونس مؤخرًا لتجمع دول الكوميسا، الأمر الذي سيتيح إقامة مشروعات مصرية تونسية مشتركة في العديد من دول القارة السمراء.
ومن جانبه أكد المهندس عمر الباهي وزير التجارة التونسي، أن زيارته للقاهرة تأتي تأكيدًا على حرص الحكومة التونسية على تعزيز علاقاتها التجارية والاقتصادية مع الشقيقة مصر، مشيرًا إلى ما تم الاتفاق عليه خلال فعاليات اللجنة التجارية يمثل ركيزة أساسية لتوسيع العلاقات القائمة والتي لا تعكس الامكانات الكبيرة المتوافرة بالبلدين.
وأشاد وزير التجارة التونسي بالتنسيق الكبير بين مسؤولي وزارتي التجارة بالبلدين لمواجهة أي عقبات تعوق حركة التجارة البينية من خلال التدخل السريع لعلاج أي مشكلات والسعي لحلها بما ينعكس إيجابًا على معدلات التبادل التجاري، مشيراً في هذا الإطار إلى سعي الحكومة التونسية لزيادة معدلات الصادرات التونسية إلى السوق المصري خاصةً وأن الميزان التجاري بين البلدين يميل بشدة لصالح مصر.
ولفت الباهي إلى أن انضمام تونس إلى تجمع الكوميسا سيسهم في إحداث نقلة نوعية في مستوى العلاقات التجارية بين تونس ودول التجمع وبصفة خاصة مصر باعتبارها أحد أهم الدول المحورية في التجمع.