يبدو أن زعيم تنظيم داعش الإرهابي تحول الي أسطورة إعلامية منذ ظهوره، حيث سلطت كل وسائل الاعلام الأضواء عليه منذ بداية ظهور، سواء وسائل إعلامية عالمية أو حتي عربية، المدهش في تلك الأنباء هو تكرار مرات وفاته حتي وصلت الي سبع مرات.
وفي هذا الاطار زعم موقعي "ذي ميرور" و"دايلي ميل" وغيرهما من وسائل الإعلام ببيان قالت إنه صادر عن الذراع الإعلامية للتنظيم، وكالة أعماق، زعم بأن البغدادي قتل بغارة للتحالف الدولي في معقل التنظيم مدينة الرقة السورية، في الخامس من شهر رمضان، أي يوم الجمعة 10 يونيو، أي في نفس يوم صدور تقارير عن إصابته.
إلا أن شكل ومضمون البيان المزعوم الذي اعتمد عدد كبير من وسائل الإعلام عليه، يطرح تساؤلات حول صدقية هذا البيان.
فمن خلال المقارنة بين البيان أعلاه وأي بيان آخر صادر عن الولاية المزعومة للتنظيم، يمكن بسهولة ملاحظة اختلافات عدة في شكل البيان وتصميمه، بالإضافة إلى الطريقة المتبعة في كتابة البيان.
ففي البيان الذي ينسب إليه مقتل زعيم التنظيم، يمكن ملاحظة الإختلاف في نوع الخط المستخدم في الكتابة، حيث يختلف خط العنوان عن ذلك المعتمد في الآية القرآنية، التي يختلف الخط فيها بدوره عن عبارة "صدق الله العظيم" وبدورها تختلف عن عبارة "الأحزاب 23".
بينما إذا قمنا بمقارنة أحد البيانات السابقة المؤكدة مع البيان المذكور، فيمكن تبيان حجم الخط المختلف في مصدر البيان والعنوان وتاريخ النشر، ونسق النص بأجمعه، وهذا دون التطرق إلى مسألة استعمال آية قرآنية والتعابير المستخدمة في وصف زعيم التنظيم.
كما تجدر الإشارة إلى أن التصاميم المتبعة لدى وكالة أعماق الإخبارية تختلف كليًا عن ما ينشر من بيانات عن الولايات، إذ تعتمد على جملة واحدة أو اثنتين فقط، وتتميز باللون الأزرق والأبيض والأسود فقط.
وكانت وزارة الدفاع الأمريكية، التي تقود التحالف الدولي، نفت الأربعاء علمها بمقتل البغدادي، حيث أكدت أنه "لا يوجد أي تأكيد يتعلق بالشائعات حول مقتل البغدادي".
الكثير من الانباء تم تناولها عن مقتل زعيم داعش ففي عام 2014 ترردت أنباء عن وفاته عندما ذكرت وسائل اﻹعلام أنه قتل في قصف لقوات التحالف الدولي في الرقة بسوريا ولكنها كانت شائعة.
وقالت الصحيفة “أبو بكر البغدادي قتل" مرة أخرى عدة وسائل إعلام غربية ومنها صحيفة "الديلي ميل" البريطانية نقلت، الثلاثاء 14 يونيو، معلومات كاذبة جديدة حول وفاة "الخليفة” وزعيم منظمة الدولة الإسلامية.
وفي نفس العام 2014 بعد الإعلان عن شن التحالف عدة ضربات ضد قادة داعش، تجددت الشائعات حول وفاة زعيم المنظمة. لكن داعش نفى ذلك بنشر تسجيل صوتي منسوب للبغدادي.
أما في يناير 2015 انتشرت شائعة اخري بثتها اﻷنباء العراقية "عراق نيوز" تبين فيما بعد زيفها، مفادها أن البغدادي توفى متأثرا بجراحه.
أما في ابريل 2015 تداول راديو إيران" يبث شائعة أخرى حول مقتل البغدادي، تناقلتها وسائل الإعلام اﻷجنبية، وفي أكتوبر من نفس العام هذه المرة الشائعات مصدرها عراقي، حيث أعلنت القوات العراقية أنها قتلت البغدادي، لكن فيما بعد أكدت مصادر طبية أن البغدادي ليس من بين ضحايا الغارة الجوية.
وفي عام 2005 أعلن الجيش الامريكي مقتل أبو دعاء "لقب البغدادي" في غارة جوية على الحدود السورية، وفقا لصحيفة "لوموند" وبعد خمس سنوات قبل احد عشر عاما.
وأوضحت الصحيفة الفرنسية أنه بعد هذه الشائعات فإن أفضل المصادر التي يعتمد عليها بشأن مقتل قادة الجماعات الإرهابية، هي الولايات المتحدة التي تتريس كثيرا قبل إعلان وفاة أحد قيادات القاعدة من عدمه.