"يوم أسود" كانت الكلمة التي تترامي بين أفواه الزوجين وأهل الزوجة، تصحبها ترانيم الألم النابعة من قلوب كل من شاهدوا تلك الجريمة التي لا توصف بغير المخوفة، ترانيم حاملة دعاء الجميع بأن ينتهي تلك اليوم سريعا، طالبين من الله فقدانهم ذكريات الساعات الأخيرة، التى كانت الشاهد الأكبر في بشاعة ما حدث، بعدما أفقد الشيطان عقل الجاني ليشعل النيران في زوجته وأهلها.
"يوم أسود" تعكس الكراهية التي كانت بين الطرفين، فقد بدأت تترامي بين أفواه الزوجين وأهل الزوجة، بعدما نشبت العديد من المشاكل بينه وبين زوجته، لتقرر الزوجة الذهاب إلى بيت أهلها غاضبة، حتى قام المتهم بقتل زوجته، ووالديها، وشقيقتها وأطفالها، وزوج شقيقتها، وتمر أيام قليلة بعد تلك الكلمة، ويتحول الزوج إلى" قتال قتلة".
انتقل محررا "أهل مصر" إلى مسرح الجريمة التي وقعت في شارع الإدارة التابع لمنطقة "كوتسيكا" بالمعادي، والتي راح ضحيتها 8 أفراد من أسرة واحدة، بعدما قرر الزوج إشعال النيران في زوجته وأهلها داخل الشقة، و يتبادل الجيران حكاية "البنزين والزوج المجنون".
أهل مصر في "محرقة المعادي"وشهود العيان يروون تفاصيل لحظات الرعب والموت
قال محمد مرتضى شاهد عيان عن واقعة إشعال زوج النيران في زوجته وأهلها بالمعادى أن المتهم صعد إلى الشقة لأخذ أولاده من زوجته بالقوة وبعد فترة قليلة لمحت الزوج قبل قيامه بالواقعة يخرج من باب العمارة مصطحبًا أبنائه الاثنين، ثم عاد مرة أخرى ويحمل 2 عدد جركن بنزين، الأمر الذي انتابتني دهشة قائلاً "كنا مستغربين من موضوعه".
وأضاف الشاهد في حديثه لـ"أهل مصر"، أن المتهم انتظر عند خروج حارس العقار التي تقيم به زوجته وأهلها ثم دخل ليصعد الشقة وعليه علامات الغضب وقام بثقب "جركن البنزين" على الأرض ثم اشعل النيران مستغلاً وجود زوجته وأهلها في الحجرة الموجودة في نهاية الشقة" قائلاً:" لا البرة عارف يدخل واللي جوه عارف يخرج من شدة النار".
وأمسك الشاب محمود الوكيل أحد جيران الواقعة والذي أنقذ أحد أشخاص الأسرة بعد اقتحامه للشقة لاخماد النيران طرف الحديث قائلا: "أنا كنت ماشي في الشارع وسمع صوت صراخ والدخان خارج من البلكونة فسرعت عشان الحق الناس جوه الشقة".
وأوضح:"كسرت الباب ومن شدة النار تعرضت للحرق في بعض أنحاء جسدي، في الوقت الذي دخل كل الجيران في حالة من الخوف والهلع قائلا:"الناس كانت بترمي نفسها من الشقة الناس كانت بين الحيا والموت.. كانوا في فرن كله لهب"، وطالب الشاب القصاص من المتهم قائلا:" الناس دي ماذنبهاش حاجة ولازم يرجع حقها وانا بطالب انه يتعدم زي ماعزبهم بالنار".
كما قال "صدام . ع" حارس العقار الذي شهد الواقعة، إنه رصد المتهم قبل الواقعة بوقت قليل يصعد إلى الشقة بصحبة "عديله" وسط مشادات كلامية بينهم لأنه كان على خلاف بينه وبين المجني عليها قائلا: "كان ضاربها في عينها" مضيفا وبعد دقائق لمح المتهم يصطحب أبنائه الثلاثة مغادرا العمارة مستقلا توك توك ثم عاد مرة آخري حاملاً "جيركن وقود" فتوقف قليلا ناحية العمارة فلم اتوقع انه يفعل شئ.
كما أوضح حارس العقار في حديثه لـ"أهل مصر"، أنه عند مغادرة العمارة لشراء بعض الطعام عاد وصدم بالواقعة قائلا:" أنا نفسي أعرف ليه عمل كده، لو مشاكل بيني وبين زوجتي أحلها مش أولع فيهم واعزبهم بالشكل ده".
وقال الشاب "طارق ف" والذي شهد واقعة "محرقة المعادي" إنه كان جالسا أمام منزله ليري المتهم يستقل توك توك ومعاه شخص آخر يعمل كاندورجي يراقب له الطريق أسفل العمارة وعند إشعال النيران المتهم في الشقة التي تقطن بها زوجته وأهلها قام بغلق الباب لكي لايتمكن أحد من الخروج قاصداً حرقهم والقضاء عليهم جميعا، وأكمل بنبرة حزينة: "المشهد كان مرعب من شدة النار ماكناش عارفين نسيطر عليها عشان الناس اللي جوه".
كان قد تلقى رجال مباحث قسم شرطة المعادى، بلاغا من شرطة النجدة بنشوب حريق بشقة بمنطقة "كوتسيكا"، وتمكنت قوات الحماية المدنية من السيطرة على الحريق وإخماده.
ومن خلال التحريات تبين أن العقار مكون من 3 طوابق، ونشب الحريق بشقة بالطابق الأول، مما أدى لاحتراق محتويات الصالة بالكامل وإصابة قاطنيها كل من "م.ب" 36 سنة، عامل رخام، "مالك الشقة"، مصاب بحروق متفرقة بالجسم، وزوجته "س.م" 32 سنة، ربة منزل، مصابة بكسر بالفقرة القطنية الأول والحوض، ووالدها "م.أ" 60 سنة، بالمعاش، توفى إثر إصابته بحروق متفرقة بالجسم، ووالدتها "ه.م" 52 سنة، ربة منزل، "مصابة بحروق بالقدمين"، توفيت في اليوم التالي للواقعة متأثرة بجراحها، و"ع.م" 8 سنوات، طالب، مصاب بحروق بالقدمين، "نجل الأول والثانية".
وأكدت "س.م" 30 سنة، ربة منزل، شقيقة المصابة الثانية، والتى قررت بأنها أثناء تواجدها صحبة والديها بشقة شقيقتها فوجئت بحضور زوجها "ر.ق" 38 سنة، حداد كريتال، لحل خلافات زوجية قائمة بينهما وأثناء ذلك حدثت بينهم مشادة كلامية قام على أثرها الأخير بالانصراف وعاد مرة أخرى وبحوزته جركن بداخله سائل البنزين وسكب كمية منه على باب الشقة وأضرم النيران به وأثناء محاولة المصابين فتح الباب قام بسكب كمية أخرى بالصالة محدثًا التلفيات والإصابات المشار إليها والتى أودت بحياة الثالث، وفر هاربًا.
وعلى الفور تم إعداد الأكمنة اللازمة بالأماكن التى يتردد عليها المتهم، تم ضبطه وحرر المحضر اللازم تجاه الواقعة، تم عرضة على النيابه، عقب تحقيقاتها أمرت بحبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيقات.