وصل صباح اليوم الثلاثاء، وفد وزاري سوداني إلى القاهرة، لبحث أوجه التعاون بين مصر والسودان في مجال الخدمات وتشجيع السياحة بين البلدين، بجانب الاستفادة من آثار حوض النيل ومنطقة البحر الأحمر لدعم مجال السياحة بين البلدين، وتبادل الخبرات وتدريب الكوادر وتنمية القدرات ومراجعة كافة القضايا التى تهم الجانبين.
وتنشر "أهل مصر" أبرز ما توصلت إليه المباحثات بين مصر والسودان، خلال زيارة الوفد السوداني، في مجالات والصحة والصناعة والزراعة والتعليم العالي والنقل على النحو التالي:
تسهيلات لإنشاء المنطقة الصناعية المصرية بالسودان:
عقد المهندس عمرو نصار وزير التجارة والصناعة، جلسة مباحثات مع حاتم السر علي، وزير التجارة السوداني والدكتور موسى كرامة، وزير الصناعة السوداني تناولت مستقبل التعاون الاقتصادي بين البلدين خلال المرحلة المقبلة، وتأتى هذه المباحثات على هامش فعاليات اجتماع اللجنة الوزارية المصرية السودانية المشتركة والتى تستضيفها وزارة الخارجية المصرية.
وقال الوزير إن اللقاء بحث سبل تطوير العلاقات المشتركة بين البلدين في مختلف المجالات خاصة التعاون التجاري والصناعي، مشيرًا إلى أن الجانبين أكدا حرصهما على إزالة كافة التحديات التي قد تقف حائلاً أمام انسياب حركة التجارة والاستثمارات المشتركة بين البلدين.
وأشار نصار إلى أنه تم الاتفاق على عقد اجتماعات اللجنة التجارية المصرية السودانية المشتركة منتصف شهر سبتمبر المقبل بالقاهرة لوضع خطة عمل مشتركة تستهدف تعزيز آليات التعاون الاقتصادى المشترك بين الجانبين فى مختلف المجالات الاقتصادية.
وأكد الوزير حرص القيادات السياسية في مصر والسودان على تعزيز العلاقات المشتركة بين البلدين لترقى لمستوى طموحات الشعبين الشقيقين، لافتاُ إلى أن القمة المقبلة بين الرئيسين السيسي والبشير والمقرر عقدها بالسودان خلال شهر أكتوبر المقبل تعد ركيزة أساسية لإحداث نقلة نوعية فى مستوى العلاقات التجارية والاقتصادية المشتركة بين البلدين.
- دعم منظومة الصحة:
بحثت وزيرة الصحة والسكان الدكتورة هالة زايد مع نظيرها السوداني بحر إدريس أبوقردة سبل التعاون والتنسيق لدعم منظومة الصحة، مؤكدة أن هناك علاقة وثيقة مع دولة السودان.
وناقشت زايد خلال لقائها اليوم الثلاثاء، مع نظيرها السوداني السياحة العلاجية بين البلدين وتوحيد معايير الدواء المصري السوداني وترخيص الأطباء في درجة الماجستير، حيث تم الاتفاق على زيادة المنح العلاجية وكذلك اشتراطات سلامة الغذاء.
وقالت: "إن هناك مجموعة عمل للسياحة العلاجية وتصنيع الدواء ومعرضا للأدوية والمستلزمات الطبية في السودان وورش عمل"، لافتة إلى أن ذلك يأتي ضمن الاجتماعات الوزارية للجنة المشتركة العليا المصرية السودانية لمناقشة سبل دعم منظومة الصحة وإعداد البرنامج التنفيذي لبروتوكول التعاون في مجال الصحة بين البلدين.
ومن جهته أكد وزير الصحة السوداني التزام البلدين بتحقيق وتنفيذ كافة الملفات المشتركة لمصلحة الشعبين ، مشيراً إلى عدد من اتفاقيات التعاون الصحي بين مصر والسودان والتي تشمل معاملة المرضى السودانيين معاملة نظرائهم المصريين وتنمية قدرات الكوادر الصحية السودانية عبر المؤسسات الصحية المصرية بالإضافة إلى تبادل القوافل الصحية وتنسيق المواقف في المحافل الدولية والإقليمية.
- تعاون العلمي والثقافي والبحثي مع السودان:
استقبل الدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالي والبحث العلمي، اليوم الثلاثاء، أزهري عمر عبد الباقي، وكيل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي السوداني، ممثلًا عن الدكتورة سمية أبو كشوة وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي السودانية؛ لبحث أوجه التعاون بين مصر والسودان في مجالي التعليم العالي والبحث العلمي، وذلك في إطار الزيارة التي يقوم بها الوفد السوداني حاليًا لمصر تمهيدًا للاجتماع الرئاسي المقرر انعقاده بالخرطوم في شهر أكتوبر المقبل.
وفي بداية اللقاء أكد الوزير على عمق العلاقات التاريخية التى تربط بين مصر والسودان الشقيق، وخاصة في مجالي التعليم العالي والبحث العلمي، مشيرًا إلى حرص مصر على تقديم كافة سبل الدعم للأشقاء العرب وخاصة في مجالات التعليم العالي والتدريب والمنح الدراسية، وتقديم كافة أوجه الدعم للطلاب السودانيين الدارسين بالجامعات المصرية.
وأشار عبد الغفار إلى ضرورة التعاون بين الجامعات المصرية والسودانية من خلال تبادل الزيارات بين الأساتذة من الجانبين، والتبادل الطلابى، والتعاون فى البرامج التعليمية المشتركة، وكذلك الأبحاث العلمية فى المجالات ذات الاهتمام المشترك، بالإضافة إلى تنظيم المؤتمرات العلمية المشتركة فى التخصصات التى تخدم أهداف خطط التنمية وأولوياتها لدى البلدين ومنها: (الزراعة، والمياه، والطاقة، والعلوم الاجتماعية، والعلوم الإنسانية).
وخلال اللقاء بحث الجانبان الخطوات التنفيذية للبرنامج المقترح للتعاون بين مصر والسودان خلال العام 2019/2020، والذى يأتى في إطار الزيارة التى قام بها السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية في يوليو الماضي للخرطوم، وتم خلالها توقيع العديد من اتفاقيات الشراكة بين البلدين فى مختلف المجالات.
كما اتفق الجانبان على زيادة عدد المنح الدراسية المقدمة من الجانب المصري لطلاب الدراسات العليا السودانيين، وتشجيع تبادل الزيارات بين الأساتذة والطلاب من مختلف الجامعات في البلدين، فضلًا عن توفير فرص تدريبية قصيرة للكوادر المساعدة والمعلمين والتقنيين في مجالات الإدارة وريادة الأعمال والعلوم التطبيقية، وتشجيع الإشراف المشترك لطلاب الدراسات العليا بين مصر والسودان، وتنظيم ملتقى للجامعات المصرية والسودانية خلال العام المقبل؛ لمناقشة القضايا المشتركة بين البلدين، وكذا تنظيم مهرجان طلاب وادي النيل الذي يشتمل على العديد من الأنشطة الفنية والرياضية، بالإضافة إلى إنشاء صندوق بحثي مشترك بين البلدين، وتبادل الخبرات في مجال تسويق مخرجات البحث العلمي والابتكار، وربط الجامعات بسوق العمل.
ورحب الجانبان بعودة جامعة القاهرة فرع الخرطوم للعمل بالخرطوم، ومن جانبه وجه الجانب السودانى الشكر للجانب المصرى على دوره الرائد فى مساعدة طلاب السودان الدراسين بالجامعات المصرية ودعمهم، وحل المشكلات التى تواجههم، مؤكدًا حرص بلاده على توطيد أواصر التعاون مع مصر خلال الفترة المقبلة، معربًا عن تطلعه لزيادة أعداد الطلاب السودانيين الدارسين بالجامعات المصرية.
آفاق جديدة للتعاون الزراعي المصري السوداني:
بحث الدكتور عز الدين أبوستيت وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، والدكتور عبد الله سليمان عبد الله وزير الزراعة والغابات السوداني، سبل تكثيف التعاون المشترك من أجل إحداث انطلاقة جديدة للتكامل بين البلدين في مجالات الزراعة والثروة الحيوانية والسمكية بما يحقق مصالح الشعبين الشقيقين.
جاء ذلك خلال الاجتماع الذي عقد بديوان وزارة الزراعة بحضور، الدكتورة منى محرز نائب وزير الزراعة للثروة الحيوانية والسمكية والداجنة، والدكتور سعد نصار مستشار وزير الزراعة، والدكتور هشام علام المشرف على العلاقات الزراعية الخارجية والدكتور طارق سليمان رئيس قطاع تنمية الثروة الحيوانية والداجنة، فضلاً عن مستشار وزارة الخارجية السودانية المستشار أحمد عبد الرافع.
وأكد أبوستيت أن ذلك اللقاء يأتي ضمن نتائج الزيارة التي قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية، لنظيره السوداني الرئيس عمر البشير أواخر الشهر الماضي، لتنمية مجالات التعاون بين البلدين.
وأشار وزير الزراعة إلى عمق العلاقات التي تربط بين قطري وادي النيل على كافة المستويات الرسمية والشعبية، معرباً عن تطلعه لتحقيق التكامل الزراعي لرفع مستويات الأمن الغذائي في البلدين.
ومن جهته أكد وزير الزراعة والغابات السوداني، أن هناك إرادة سياسية مشتركة بالبلدين على تكثيف التعاون المثمر والجاد وإزالة كافة المعوقات من أجل العمل المشترك لوضع استراتيجيات واضحة للعلاقة بين الجانبين.
واتفق الجانبان على تفعيل مذكرات التفاهم الموقعة بين البلدين في مجالات الزراعة والثروة الحيوانية والسمكية وتعزيز التعاون في مجالات البحوث الزراعية والحيوانية، فضلاً عن تذليل جميع العقبات التي تواجه الشركة السودانية المصرية للتكامل الزراعي، من خلال توفير مواقع جديدة للعمل يقترحها الجانب السوداني.
وبحث اللقاء إقامة منتدى للاستثمار الزراعي خلال العام المقبل، لتشجيع الشراكات بين المستثمرين المصريين والسودانيين، مع اعداد دليل استثماري بالمشروعات الزراعية المقترحة التي يتم عرضها على المستثمرين من الجانبين.
واتفق الجانبان على البدء في اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة من أجل زيادة فرص التبادل التجاري للحاصلات الزراعية والمنتجات الحيوانية بين البلدين، وتذليل العقبات أم حركة الصادرات والواردات بما يحقق التكامل في هذا المجال.
وأكد الجانبان على أهمية دعم الجهود المشتركة بين البلدين في مجال مكافحة التصحر من خلال التعاون بين مركز بحوث الصحراء في مصر، والمجلس القومي للتصحر بالسودان، نظراً لما تمثله مشكلة التصحر من تهديد للقطاع الزراعي في البلدين، الأمر الذي يحتاج الى تضافر الجهود للحد منها والاستفادة من الدعم العربي والدولي في هذا المجال.
واتفق الجانبان على أن يشمل التعاون المشترك أيضاً تبادل الخبرات في مجالات انتاج التقاوي، ومكافحة الآفات، والأمراض الحيوانية، فضلاً عن مجال التدريب للنهوض بمجال البحث العلمي الزراعي.
وزيرا النقل المصري والسوداني يحددان خطة مصر والسودان لربط النقل السككي والنهري:
اتفق وزير النقل المصرى ونظيره السوادني، والوفد المرافق له على تفعيل العلاقات بين البلدين من خلال الربط السككي والنقل النهري، بهدف زيادة التبادل التجارى ونقل الركاب فيما بينهما فضلا عن التباحث فى مجال التدريب، جاء ذلك في الاجتماع الذى عُقد اليوم بمقر وزارة النقل.
وتضمن الاجتماع بحث سبل وآليات التعاون بين الجانبين في مجالات النقل المختلفة واستعراض أهمية تفعيل الربط السككي بين البلدين والخطة المستقبلية للربط بين شبكة السكك الحديدية السودانية مع شبكة السكك الحديدية المصرية، وتم الاتفاق على عقد لجنة فنية مشتركة بين البلدين بالخرطوم.
كما تم التباحث حول التعاون في مجال التدريب حيث أوضح الجانب المصري بأنه تم الانتهاء من تطوير معهد وردان ويمكن القيام بالدورات التدريبية اللازمة لمهندسي وفني السودان في برامج هندسة السكة والإشارات والاتصالات والوحدات المتحركة والتشغيل وإدارة التسويق والمبيعات والحركة والنقل خاصة وأن المعهد يحتوي على جميع الخدمات اللازمة للإعاشة، وأبدى الجانب السوداني ترحيبه الشديد بمقترح الجانب المصري الخاص بالتدريب على أن يقوم الجانب السوداني بإعداد مقترح بروتوكول تعاون في مجال التدريب للسكك الحديدية.
بعد ذلك ناقش الطرفان سبل عقد اللجنة الفنية المشتركة للنقل البري وفقًا لبروتوكول النقل البري الموقع بين البلدين، وأوضح الجانب المصري أن اللجنة المشار إليها تعقد تحت مسمى لجنة المنافذ البرية وفقًا لذات التشكيل الوارد بالبروتوكول، وتقوم هذه اللجنة بحل كافة المعوقات لتيسير التعاون المشترك بين الجانبين في هذا المجال.
وفي مجال النقل النهري أعرب الجانبان الترحيب بالتعاون في مجال النقل النهري والتدريب، واتفقا على عقد اللجنة الفنية الدائمة المشتركة بين مصر والسودان في مجال النقل النهري والملاحة النهرية وذلك في الأسبوع الثاني من شهر سبتمبر 2018، وأشار الجانب السوداني إلى أنه سيتم مخاطبة الجانب المصري ببرنامج احتياجات التدريب الخاصة؛ كما أكد الجانبان على أهمية التعاون في مجال النقل البحري.
وفي ختام الاجتماع تباحث الطرفان حول تدعيم هيئة وادي النيل للملاحة، حيث تم مناقشة تحديث الاتفاقيات الخاصة بالهيئة وتحديث الهيكل التنظيمي والوظيفي، ورفع خطة الهيئة لتحديث الأسطول لزيادة العوائد المادية وكذلك بحث آليات تنفيذ الخطة الموضوعة للنهوض بالهيئة لكي تتمكن من القيام بعمليات التشغيل وتطبيق خطط التطوير الخاصة بها، وكذلك استكمال دراسات بشأن التنظيم والتطوير والتشغيل ورفع مستوى الكوادر البشرية.
وأكد الوزيران على أن الهيئة تجسد التعاون المشترك بين الشقيقتين مصر والسودان، وأن لها أهمية كبيرة في منظومة التبادل التجاري الدولي ونقل الركاب بين مصر والسودان.