في تناقض مع سياساتها السابقة قررت تركيا تصنيف جبهة النصرة إحدى الفصائل السورية المسلحة التي تحارب في سوريا ضد نظام بشار الأسد، على أنها تنظيم إرهابي، واعتبر مراقبون أن الخطوة الأخيرة من جانب أنقرة جاءت على خلفية الغزل القائم بين تركيا وبين روسيا، وأن تركيا التي ترغب في الحصول على منظومات متطورة من الأسلحة الروسية، لا ترغب في تحدي الدب الروسي أو إثارة غضبه الجيش الروسي المتحفز للقتال في سوريا، كما ترغب تركيا أيضا في الحصول على موافقة روسية على بقاء قوات تركية بشكل دائم في مناطق شمال سوريا المتاخمة للحدود التركية لمواجه أى وجود مسلح محتمل للفصائل الكردية المناوئة لأنقرة.
وتضم جبهة النصرة عناصر متطرفة تمرست على القتال في حروب أفغانستان والعراق والشيشان، إلا أن الجبهة عددا كبيرا من المتطرفين العرب الهاربين من بلدانهم في الفترة الأخيرة ممكن يوصفون بأنهم أقل خبرة في القتال، ويقول محللون إن تركيا ترغب في أن تكون شريكا سياسيا وعسكريا للروس على الأرض في سوريا لضمان أن يلعبوا تحصل الشركات التركية على كعكة من أى مشروعات لإعادة الإعمار في سوريا بعد انتهاء الحرب، أو للحصول على اليد الطولى في شمال سوريا الذي تتواجد فيه أعداد كبيرة من القوات التركية التي لم تحرك ساكنا عندما تعرض مدنيون بينهم أطفال ونساء لمذابح وحشية على يد أطراف سورية متحاربة.