الدكتور يسري أبوشادي كبير مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية السابق: مصر ستنجح في المجال النووي.. مفاعل كوريا صممنا فكرته منذ 70 عامًا ولم ننفذه "حوار"

«كان بإمكاننا الوصول لأبعد مما وصلت إليه الهند في المجال النووي لولا سلسلة الحروب التي خاضتها مصر»، بهذه الكلمات تحدث الدكتور يسري أبوشادي، كبير مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية السابق، عن المقارنة بين مصر وكوريا في المجال النووي.

وأضاف «أبوشادي»، في حواره لـ«أهل مصر»، أنه شارك منذ 70 عامًا في تصميم فكرة مفاعل، الذي أنشأته كوريا الجنوبية، وكان من الممكن أن تسبقها مصر بعشرات السنين، لولا الحروب التي خاضتها، والبرنامج النووي المصري من عمر البرنامج الهندي، ولكن الهند سبقتنا، وشيدت عشرات المفاعلات النووية.

وقال كبير مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية السابق، إن إنشاء محطة لضبعة النووية، دفعت الطلبة إلى الإقبال على قسم الهندسة النووية بكلية الهندسة، جامعة الإسكندرية من جديد، وبعض الجامعات الأخرى تفكر في استحداث قسم بها، وإلى نص الحوار..

لماذا ينجح المصريون في الخارج ويفشلون في مصر؟

هذا الموضوع يعود لعدة أسباب، من تعطل البرنامج النووي في مصر منذ عشرات السنين، ما جعل خريجي قسم الهندسة النووية بجامعة الإسكندرية، كل عام لا يجدون وظيفة لهم، ويلجأون لتغيير المجال؛ لعدم وجود مجال نووي في مصر، ثانيًا الفوبيا الموجودة لدى المصريين من الهندسة النووية والمجال النووي بشكل عام، ويخلط البعض بين المفاعلات النووية والأسلحة النووية، وهناك خوف وعدم ثقة في المجال النووي.لكنك عدت إلى مصر وكان لديك حلم!

عندما عدت من الخارج منذ 6 سنوات، كان لي حماس بأن أخلق جيلًا جديدًا من الهندسة النووية وبالفعل أخذت 10 طلاب من قسم الهندسة النووية بجامعة الإسكندرية، لكي أشركهم في مشروع تصميم وبناء نموذج لمحطة نووية حقيقية، وكان من ضمن هؤلاء الطلبة الباحث أحمد أمين، الذي أبدى تفوقه الآن في كوريا الجنوبية، ولكن فوجئنا بهجوم شديد علينا عندما قلنا "مفاعل نووي"، حتى من قسم الهندسة النووية جامعة الإسكندرية، وتم أخذ الفكرة بطريقة سطحية واتخذوها حجة لهم لانتقادنا بشكل سطحي ورفض المشروع، بالرغم من أن هدفنا الأساسي كان إثبات أن الصناعة المصرية استطاعت صنع أجزاء المفاعل النووي بشكل حقيقي على هيئة تطبيق مصغر.

وبرأيك ما سبب هذا الهجوم؟

الفوبيا، والتي هي بسبب السطحية لدى الجميع، وتخيل أن المفعل النووي قنبلة ذرية، ما جعل خريجي قسم الهندسة النووية يلجأون للخارج لعدم اعتراف مصر بالمجال النووي.ما الفرق بين مصر وكوريا في المجال النووي؟ 

إذا تحدثنا عن الفرق، من الأجدر أن نذكر الفرق بين مصر والهند؛ مصر أعلنت برنامجها النووي منذ تعاون الرئيس الراحل جمال عبد الناصر مع الهند في مجال الطاقة الذرية، ولكن مصر دخلت بعدها في مشاكل سياسية وحروب، وبالتالي لم نحقق أي نجاحات في المجال النووي، في الوقت الذي طورت الهند نفسها وصنعت عشرات المفاعلات النووية.

وماذا عن كوريا؟

كوريا الشمالية الآن تعد نموذجًا جيدًا للغاية في المجال النووي، لديها إصرار وبعد نظر، وبرغم من أن كوريا عدد سكانها 23 مليون نسمة فقط، إلا أن رئيسها الآن يجلس رأسًا برأس مع رئيس أمريكا، بسبب وجود التكنولوجيا النووية، والمفاعل الموجود في كوريا حاليًا، شاركت في تصميم فكرته بمصر منذ 70 سنة، وكان باستطاعتنا تنفيذه ولكن سلسلة الحروب التي مرت على مصر في تلك الحقبة، منعت تنفيذه.ماذا نحتاج كي ينجح أبناؤنا في بلدنا؟

نحتاج إلى الإيمان بالشباب والخبرات، وهناك العديد من المصريين لديهم خبرات في المجال النووي، ولكن يحتاجون من يشجعهم ويدعمهم لكي يستطيعوا تحقيق حلمهم وإفادة بلدهم، والطاقة النووية مهمة، خاصة في منطقة الشرق الأوسط، لأنها ثابتة ومستمرة، تعيش لمدة 60 سنة وأكثر، وتكلفتها محدودة للغاية، نظيفة ومازال لها مستقبل كبير خاصة في الدول النامية، ولابد لمصر أن تتخذ مسار الدول التي سبقتها في المجال النووي مثل الصين والهند وكوريا وإيران وغيرها.هل ترى أن مصر ستنجح في المجال النووي؟

أتوقع ذلك، خاصة بعد توقيع الاتفاقيات مع روسيا، وبدء الإقبال على قسم الهندسة النووية يزيد من جديد، قديمًا كان أقل طالب في القسم يحصل على تقدير جيد جدًا، أما بعد ما ضعف المجال في مصر بدأت الطلبة تدخل هذا القسم بالإجبار نظرًا لقلة مجموعهم وعدم وجود كلية أخرى تقبلهم، والوضع حاليًا بدأ يتحسن وأصبحت هناك جامعات أخرى تفكر في استحداث قسم الهندسة النووية بها، وأتمنى أن يعود القسم النووي من جديد في مصر لمساره الصحيح، بعد أن مر عليه فترة طويلة هو يخلو من دراسة المفاعلات النووية.نحن بصدد نظام تعليمي جديد كيف تراه وماذا ينقصه خاصة في المجال النووي؟

أرى أن الأفكار المطروحة جيدة للغاية، وأتمنى الاستمرار في النظام التعليمي الجديد وتطوير المنظومة ككل؛ لتنشئة جيلًا صالحًا يستطيع خدمة بلده في كل المجالات، أما فيما يخص دراسة المجال النووي في الجامعات المصرية، نحن لا يوجد لدينا تعليم هندسة نووية بشكل حقيقي، والدراسة في مصر بالمجال النووي تعتمد على الجانب النظري فقط، وبالتالي لابد من التطوير وإدخال التعليم التطبيقي في المجال النووي، عن طريق إنشاء معامل حتى يتمكن الطلبة من مشاهدة شكل المفاعل النووي وإجراء التجارب عليه ليستطيعوا العمل عليه بعد التخرج كما يتم في كل الدول المتقدمة.نقلا عن العدد الورقي.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
بايدن يُعلن تغيير موعد سريان وقف إطلاق النار في لبنان لفجر الأربعاء