"ذا ويك": هل نحن على شفا الحرب العالمية الثالثة؟

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب
كتب :

تحت عنوان " هل نحن على شفا الحرب العالمية الثالثة؟" ، تساءلت مجلة "ذا ويك" البريطانية عن المصير المجهول الذي يواجه العالم ، في ظل تصاعد التوترات حول سوريا وإيران وقطاع غزة إلى جانب الحشود العسكرية في بحر الصين الجنوبي وهو ما يغذي المخاوف من اندلاع حرب عالمية ثالثة تأكل الاخضر واليابس علي ظهر الكرة الارضية ، خاصة مع وجود ترسانات نووية جاهزة للاطلاق في الدول التي قد تتورط في هذه الحرب ومن بينها كوريا الشمالية وايران والولايات المتحدة وروسيا .

وقالت المجلة في تقرير نشرته عبر موقعها علي شبكة الانترنت ان الضربة الوشيكة ، لتي يستعد النظام السوري لتوجيهها الي المسلحين والعناصر الارهابية في ادلب ، سوف تثير ردود فعل انتقامية من الولايات المتحدة وحلفائها كما ان روسيا وحلفيتها ايران لن تقفا مكتوفتي الايدي في حالة توجية اي ضربة غربية الي سوريا .

ورصدت المجلة التحذيرات المتعددة التي وجهتها الادراة الامريكية الي سوريا ، من خلال تصريحات الرئيس "دونالد ترامب" ووزير خارجيته " ما يبك بومبيدو "و نقلت عن مصادر امريكية قولها :" أن "خبراء الاستخبارات الأمريكية والعسكريين أعدوا قائمة بمرافق الأسلحة الكيميائية السورية التي يمكن ضربها إذا قرر ترامب الدخول في جولة جديدة من الضربات الجوية في سوريا ".

وكان مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون قد اصدر تحذيرا الي سوريا خلال وجوده في اسرائيل قال فيه:" إذا استخدم النظام السوري الأسلحة الكيميائية ، فسوف نرد بقوة. ويجب عليهم التفكير في هذا الأمر قبل أن يتخذوا أي قرار لأنه لا يوجد غموض في موقف الولايات المتحدة بشأن هذه النقطة".

وقالت المصادر الامريكية :" انه لم يتخذ اي قرار بشأن الضربة الجوية الجديدة ضد سوريا حتي الان،لكن وزارة الدفاع "بنتاجون" وقيادة الجيش الامريكي قد تستجيب علي الفور "اذا شنت سوريا هجوما بالاسلحة الكيماوية .

حرب بالوكالة في سوريا

ونقلت المجلة عن محللين سياسيين قولهم ان ما يحدث في سوريا هو" حرب بالوكالة " بين روسيا وايران من جهة والولايات المتحدة وحلفائها علي الجه الاخري ، واشاروا الي ان الحشد الحربي الروسي في شرق البحر المتوسط ، ربما يكون استعدادا لما يعتقدون انه "ضربات امريكية محتملة " ضد سوريا .

ويعتقد خبراء عسكريون امريكيون وغربيون ان منظومات الرادرات المتطورة وصواريخ اس 400 التي وضعتها روسيا علي اهبة الاستعداد في سوريا مؤخرا ، ربما تلعب دورا مهما في اسقاط الصواريخ الامريكية الموجهة الي الاراضي السورية ، وتمثل تهديدا خطيرا للطائرات القاذفة الامريكية التي قد تشارك في توجيه الضربة ، وهو ما قد يشعل حربا عالمية جديدة تتورط فيها اكبر قوتين نوويتين في العالم .

ووصف الخبراء قرار الرئيس الامريكي "ترامب" بالانسحاب من الاتفاق النووي مع ايران ،بأنه الاسواء في تاريخ السياسة الخارجية الامريكية منذ حرب العراق ، وهو ما دفع "المتشددين الإيرانيين" الي إعادة إطلاق برامج الأسلحة ، الامر الذي يرجح اندلاع مواجهة عسكرية بين الولايات المتحدة وإيران داخل سوريا ".

قطاع غزة

وقالت المجلة ان الاحداث والاحتجاجات الدامية التي يشهدها قطاع غزة منذ فترة ، قد تكون سببا لاندلاع انتفاضة ثالثة خاصة بعد اعتراف الرئيس الامريكية "ترامب " بالقدس عاصمة لدولة اسرائيل ، الامر الذي يعيد " الصراع إلى جذوره" ، والقضاء علي حل الدولتين الذي كان يمثل "الصيغة السحرية "للسلام في منطقة الشرق الاوسط ويدفعها الي هاوية حرب جديدة .

ونقلت الصحيفة عن عن الكتاب الامريكي "هيثر هورلبرت" في مجلة نيوزويك الامريكية قوله :" انه حتي المتفائلون يرون ان الوضع "الراهن ناقص " ويخاطر بزيادة المعاناة الفلسطينية وعزل اسرائيل علي المستوي الدولي ، وتقويض السلطة الفلسطينية ، وتفجير الوضع في المنطقة وهو ما قد يؤدي الي احتشاد الجماعات " المتطرفة " وتجميعها في غزة بعد طردها من سوريا والعراق وأشعال حرب جديدة قد تتطور الي حرب عالمية ثالثة اذا تطورت فيها بعض القوي الاقليمية والدولية .

بحر جنوب الصين

وذكر المجلة ان الوضع في بحر الصين الجنوبي لا يقل سوءا عن الاوضاع في سوريا وقطاع غزة ، في ظل الحشود العسكرية التي تشهدها المنطقة المشتعلة اصلا بالنزاعات الدائرة حول ملكية بعض الجزر بين عدة دول من بينها الصين واليابان ، بالاضافة الي الوضع المتدهور في شبه الجزيرة الكورية .

ونقلت المجلة عن تحليل اجراه مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية الامريكي قوله :"أن الصين اقامت منشآت عسكرية تبلغ أربعة أضعاف مساحة قصر باكنغهام في الجزر المتنازع عليها" في بحر الصين الجنوبي ، بينما تواصل الولايات المتحدة الامريكية حشد سفنها الحربية بالقرب من الجزر المتنازع عليها ، وهو ما يغضب الصين ويدفعها الي اجراء العديد من المناورات والتمارين العسكرية وسط مخاوف من اندلاع نزاع مسلح قد يتطور الي حرب عالمية ثالثة بانضمام حلفاء الجانبين اليه .

لكن استاذ التاريخ في الاكاديمية البحرية الامريكية "ماوتشون يو " يري إن المواجهة العسكرية في بحر الصين الجنوبي غير محتمة"، مشيرا الي ان الاولية الجيوسياسية والجيوستراتيجية للصين ، هي تغيير " او مراجعة" النظام الدولي الذي يستند الي قواعد وقوانين واعراف ، لا تحافظ علي مصالحها الحيوية في بحر الصين الجنوبي ، وقد تسعي الي تحقيق ذلك من خلال الدبلوماسية لكنها لن تتورط في مواجهة عسكرية مدمرة لجميع الاطراف المشاركة فيها.وهو عكس ما يراه "ستيف بانون " المستشار السابق للرئيس الامريكي "ترامب " الذي اكد في مارس الماضي ان المواجهة في بحر الصين الجنوبي حتمية وقال: "سنخوض حربًا في بحر الصين الجنوبي خلال خمس إلى عشر سنوات ... لا شك في ذلك".

و ختمت المجلة بالقول ان الاوضاع المتلهبة حاليا في سوريا وقطاع غزة و بحر الصين الجنوبي ، مرشحة للتطور خلال الفترة المقبلة وقد تكون سببا لاندلاع الحرب العالمية الثالثة وهو ما يثير مخاوف الخبراء والمحللين العسكريين .

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
بث مباشر مباراة ليفربول وباير ليفركوزن في دوري أبطال أوروبا (لحظة بلحظة) | استراحة