سيطرت وحدات الاقتحام في الجيش العربي السوري، أمس الثلاثاء، على مجموعة من التلال الحاكمة في عمق تلول الصفا بالبادية الشرقية للسويداء، وقضت على مجموعة من تنظيم "داعش" بكامل أفرادها حاولت خرق نقاط الجيش المحاصرة للتنظيم في المنطقة.
وقال مراسل "سبوتنيك" في بادية السويداء: مازالت وحدات الجيش العربي تتابع تقدمها في الجرف الصخري حيث قامت وحدات الاقتحام بالسيطرة على عدد من التلال الحاكمة ما أدى إلى قطع طرق إمداد ما تبقى من فلول تنظيم داعش الإرهابي (المحظور في روسيا) كما قضت وحدات من الجيش على مجموعة مسلحة مؤلفة من 15 إرهابيا حاولت التسلل إلى النقاط المتقدمة للجيش السوري بهدف خرقها وفتح طريق إمداد للتنظيم.
وأضاف مراسل "سبوتنيك" أن سلاح الجو السوري وجه، أمس الثلاثاء، ضربات مركزة استهدفت مقرات تابعة لتنظيم "داعش" في عمق تلول الصفا ما أدى إلى تدميرها بالكامل وإلى مقتل عشرات الإرهابيين الذين كانوا يتحصنون فيها.
ويحاصر الجيش السوري ما تبقى من تنظيم "داعش" داخل جيبين منفصلين في أقصى غرب الحدود الإدارية لبادية حمص المتاخمة لبادية السويداء، وتبلغ مساحة الجيبين المحاصرين مجتمعين نحو 200 كم مربع من البيئة البركانية القاسية.
وكان مراسل "سبوتنيك" في البادية الشرقية للسويداء أكد، الاثنين الماضي، استعدادات الجيش السوري لشن هجوم كبير باتجاه المعقل الأخير للتنظيم الإرهابي في منطقة تلول الصفا، لافتا إلى أن الجيب الداعشي المحاصر والمطوق بشكل تام فيما تبقى من تلول الصفا يلفظ أنفاسه الأخيرة، حيث انتقل من استراتيجية الهجوم المعاكس لكسر الحصار المفروض عليه والوصول إلى منابع المياه، ولجأ إلى محاولات الفرار باتجاه منطقة التنف، إلا أن ضربات سلاح الجو السوري، والسيطرة النارية على المنطقة، والحصار المطبق على التلول، أحبطت كل محاولات الفرار التي نفذها مقاتلو التنظيم حتى الآن.
وبدأت وحدات الجيش السوري العاملة في البادية الشرقية للمحافظة منذ أيام عملية اقتحام الجرف الصخري للتلول وتمكنت من شطر منطقة تلول الصفا الإستراتيجية إلى نصفين بعد التقاء القوات المهاجمة من الجهتين الغربية، والشمالية الشرقية عند "أرض البنات"، وقامت بتثبيت نقاط جديدة لها في المنطقة، مكنتها من صد عدة هجمات لمقاتلي تنظيم "داعش" في محاولة من التنظيم التكفيري المحاصر في الجيب الأخير له في البادية لفك الحصار المطبق عليه واستعادة النقاط التي خسرها، وخاصة برك الماء التي كان يعتمد عليها والتي تمكنت القوات السورية من بسط السيطرة عليها.
وكان الجيش السوري بدأ معركته لتحرير بادية السويداء بتاريخ 25 يوليو الماضي بعد هجوم شنه التنظيم الإرهابي على مدينة السويداء وبعض قرى ريفها الشرقي، وتمكنت وحدات الجيش خلال هذه العملية العسكرية من تحرير أكثر من 2700 كيلومتر مربع وتطهيرها من تواجد مقاتلي تنظيم داعش، وحصار من تبقى منهم في عمق تلول الصفا التي أطبق عليها خلال الأيام الأخيرة حصارا محكما.
وشن تنظيم "داعش"، في الـ 25 من شهر يوليو الماضي، هجوما على مدينة السويداء وعدد من القرى بالريفين الشرقي والشمالي في المحافظة، مستخدما انتحاريين مزودين بأحزمة ناسفة، إضافة إلى أعداد كبيرة من الإرهابيين المزودين بأنواع مختلفة من الأسلحة، هاجموا منازل المواطنين في قرى المتونة ودوما وتيما والشبكي بريف السويداء الشمالي، ما أسفر عن مقتل 215 مدنيا وإصابة نحو 175، واختطاف عشرات المدنيين معظمهم من النساء.