تعددت الشكاوى التي رددها أهالي دمياط بشأن الصرف الصناعي من أناس لم يكن لهم طلب سوى حياة كريمة بدون روائح كريهة.
لم تعد المساحات الخضراء بقرى دمياط كسابق عهدها، أيضا صمتت البحيرات بعد توقف الصنادل الصغيرة عن صيد الأسماك، وباتت الحياة مهددة واحتل التلوث تلك المناطق ليكون هو إكسير الحياة لهؤلاء المساكين.
تجولت ''أهل مصر'' بين أهالي عزبة 6 التابعة لمركز كفر سعد محافظة دمياط، منذ أن وطأت أقدامنا تلك القرية حدثنا الأطفال عن معاناتهم مع روائح الصرف الصناعي، قائلين ''نفسنا نعيش زي الناس''، استكملنا جولاتنا بالقرية فاكتشفنا الآتي..
''الروائح دي هتنهي حياتنا'' بهذه العبارة بدأ "أحمد . ع" فلاح حديثه لنا، لافتا إلى أنه يعانى من دمار المحصول كل عام بسبب مياه الري الممزوجة بالصرف الصناعي.
وأشار قائلا: بيتي اتخرب والأرض هتبور، ده غير إن الزرعة أما بتموت أو بتطلع مصابة وسعرها بيقل'' لينهي حديثه متسائلا: لو فضل الحال على كده نعمل إيه نبطل شغل ولا نموت من الجوع؟.
استكملنا جولتنا وسط انبعاثات غريبة اقتربنا بناء على دعوة الأهالى من مقر الصرف، كلما اقتربت منه تزداد الانبعاثات والتى بلغت بوصولنا إليه لحد يفوق الاحتمال.
تقابلنا مع أحد الصيادين وإذا روى لنا مأساته مع مياه الصرف الصناعى قائلا: ''السمك بيموت ومابقاش فيه صيد، ولو اصطادنا السمك بيطلع عيان وبينقل لنا المرض'' .
وسرد عم صبري قصته مع البحيرة ليقول: "طول عمري صياد، والبحيرة دي بيتي، لكن من وقت ما بدأت المصانع تصرف عندنا، لا فى شغل ولا أي حاجة والمرض انتشر''.
واستكمل روايته ليقول: إحنا خايفين على عيالنا الولاد مريضة لأنهم بيتنفسوا سموم، نفسنا في هوا نضيف عشان خاطر عيالنا.
لم تنتهى رحلتنا إلى هذا الحد، انفردنا بمياه البحر التي لم تسلم هى الأخرى من سموم الصرف الصناعي، مياه سوداء ملوثة، روائح لم يتحملها كائن حى فوجدنا أسماك ميتة، بينما على جانب الشاطئ علقت الصنادل البسيطة عملها خوفا من الموت.