اعلان

قرى الصف غارقة في الصرف الصحي.. والأهالي: «الأطفال عندها فشل كلوي يا حكومة»

فور وصولك إلى قرى الشرفا والمنيا والجمال بمركز الصف في محافظة الجيزة، تستقبلك رائحة مياه الصرف الصحي، التي تملأ الشوارع وتحيط بالمنازل من جميع الجهات، كما يستقبلك الأهالي بالشكوى من إصابتهم بأمراض أقلها الفشل الكلوي، والتهاب الكبد الوبائي، وشلل الأطفال نتيجة اختلاط مياه الشرب بمياه الصرف الصحي، بالإضافة إلى أن أعمدة الإنارة تحيط بها المياه مما يجعلها عرضة للسقوط.

بوابة «أهل مصر» تضع الملف على مكتب رئيس الوزراء، وزارات الري، والبيئة، والإسكان لإنقاذ أهالي هذه القرى.

في البداية، يقول الحاج ثابت حلمي من أهالي قرية الشرفا: «تقدمنا بشكاوى إلى مكتب الري بالمحافظة، ولم يهتم بنا أحد، فلم يأت أي مهندس لمعاينة ترعة الخشابي، كونها مسدودة دائما ومليئة بالحشائش، مما تسبب في غمر قيراطي أراضي على جانبي الترعة بامتداد طولها، وهو ما تسبب فى خسارة المحاصيل الزراعية للفلاحين». ويضيف: «لا توجد مياه شرب نقية نتيجة اختلاطها بمياه الصرف الصحي» مطالبًا المسؤولين بضرورة إنشاء صرف مغطى للترعة، أو تبطينها بالحجارة حتى لا يرتفع منسوب المياه، ويتسبب فى غمر الأراضي الزراعية.

ويقول حسن السيد من قرية الشرفا: «ترعة كومبو هى مجمع الصرف للقاهرة الكبرى، وترتفع 16 مترا عن قرى مركز الصف، ما يتسبب فى غمر هذه القرى وترشيح مياه الصرف الصحى إليها».

وأوضح أن خطورة المشكلة تكمن فى زراعة الخضراوات والفواكه والمحاصيل الزراعية من قبل الأهالي، بدلًا من زراعة الأشجار الخشبية على مياه الصرف، مما يتسبب في أمراض شتى للمواطنين.

وناشد «السيد» المسؤولين بالمحافظة ووزارات البيئة والري والإسكان بتنفيذ ما وعدوا به المواطنين بتحويل مجرى ترعة كومبو بعيدًا عن هذه القرى، واستكمال مشروع الصرف الصحي، وشفط المياه التي أغرقت القرى بالمعدات الحديثة، مهددًا باتخاذإجراءات تصعيدية من جانب الأهالي، الذين صبروا طويلًا على المسئولين، فى حال عدم الاستجابة لمطالبهم.

وتشكو حنان محمد -40 سنة ومقيمة بقرية المنيا- من أن مياه الصرف الصحي تحيط بمنزلها من جميع الجوانب، مما تسبب فى تآكل الحوائط وجعلها عرضة للسقوط على أطفالها، مشيرة إلى أن مياه الصرف الصحي غمرت مسجد بجوار المنزل، وأصبح غير صالح لأداء الصلاة، مؤكدة أن أن مياه الصرف تختلط بمياه الشرب ويتنظرون ثلاثة أيام حتى تطهر المياه مرة ثانية ليستطيعوا شربها، ووجهت حديثها للمسؤولين: «احنا عايشين لكن فى الحقيقة ميتين».

وأضافت أن الأهالي يقومون بردم الشوارع بالجهود الذاتية حتى يتمكنوا من السير،« كما أن الأطفال معرضون للغرق بمياه الصرف الصحي، إضافة إلى انتشارالحشرات والناموس بالمنازل والشوارع».

ويقول عبد الرحمن علي، ثلاثيني ومقيم بقرية المنيا، إن السبب الرئيسى لوجود المياه بالقرية ترعة كوم إمبو كونها يصب بها الصرف الصحى للقاهرة الكبري، بدلا من أن تذهب للصحراء لزراعة الأشجار الخشبية، وقد انهارت أجزاء منها وتسربت على القرى الأسفل منها فى المنسوب، مما تسبب فى غرق هذه القري، وكلما يتم شفط المياه بالمعدات تتكرر المأساة، مضيفًا: «سئمنا من تقديم البلاغات لوزارات الإسكان والبيئة والموارد المائية والري والمحافظة ولا مجيب». وتابع: «مشروع الصرف الصحي عبارة عن طرنشات خاصة بكل منزل على حدة، وليس مشروع صرف صحي متكامل ينتهى إلى محطة صرف، والمشروع بدأ منذ عام ولم يكتمل حتى الآن بسبب منسوب المياه المرتفع، والحكومة اكتفت فقط بتوصيل آلات شفط المياه التي لا تعمل حتى الآن».

وبدأ محمد عزت موظف بقرية الجمال حديثه لبوابة «أهل مصر» قائًلا «حسبى الله ونعم الوكيل» «إحنا هنموت من الماس الكهربائي، فأعمدة الإنارة المياه تحيط بها من كل الجوانب، مما يجعلها عرضة للسقوط بأسلاكها المكشوفة فى أى وقت فى مياه الصرف الصحي»، مضيفًا: «الحياة بالقرية غير آدمية بالمرة، نروح فين؟ ونعمل إيه؟».

ويكشف أحمد حسن 20عاما بقرية الجمال عن مشكلة خطيرة تتمثل فى أن معظم المنازل تصرف مخلفاتها على ترعة الحاجر والأراضي الزراعية بطريقة مباشرة، بالإضافة إلى إلقاء الحيوانات الميتة فى مجرى الترع، ثم يتم استخدامها في ري الأراضي الزراعية، مما يترتب عليه إصابة أكثر من 80% من أهالي القرية بالفشل الكلوي.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً