"يوم الدين".. حكاية فيلم مصري ينافس على "أوسكار": لم يٌعرض في السينمات

على الرغم من أن فيلم "يوم الدين" المرشح لجائزة أوسكار، للمخرج أبو بكر شوقي لم يُعرض في السنيمات المصرية بعد، إلا أنه حقق نجاحاً كبيراً في المهرجانات العالمية، ومن المقرر عرض الفيلم يوم 23 سبتمبر الجاري في محافظة المنيا كعرض أول، ووقع الاختيار على محافظة المنيا تحديداً لأنها مسقط رأس بطل الفيلم راضي جمال والذي يحرص على حضور العرض في المنيا، ذلك قبل إطلاقه في جميع محافظات مصر وعرضه في دور السنيما ابتداءً من يوم 26 سبتمبر.

فيلم "يوم الدين" هو أول فيلم روائي طويل للمخرج أبو بكر شوقي والذي تدور أحداثه حول رحلة على الطريق عن رجل مسيحي يُدعى "بشاي" في منتصف عمره يعمل فى جمع القمامة، ترعرع داخل مُستعمرة للمصابين بالجُذام (مرض مزمن ومُعدي يؤثر على الجلد، والأعصاب الطرفية، والعيون، والغشاء المخاطي المبطن للجهاز التنفسي العلوي)؛ وبعد وفاة زوجته المصابة هي اﻷخرى بالجُذام، يُغادر هذه المستعمرة بحثاً عن جذوره وينطلق برفقة صديقه النوبي اليتيم "أوباما" وحماره خلال رحلة بحث عبر أنحاء مصر في محاولة لمعاودة الاتصال بعائلته من جديد، وسرعان ما ينطلق الاثنان خارج المستعمرة لأول مرة ليكتشفا الحياة بكل ما فيها ويبحثا عن بعض الأمل والإنسانية والانتماء وذلك في إطار درامي كوميدي.

الفيلم من إنتاج المصرية الأمريكية دينا إمام بمشاركة زوجها المخرج أبو بكر شوقي، كان أول جزء من تمويل الفيلم جاء من المنحة التي حصل عليها مشروع الفيلم من جامعة نيويورك مما ساعد فريق العمل على التغلب على بعض العثرات، ثم أطلق صناع الفيلم حملة على الإنترنت لدعم تمويل المشروع، وحصلوا كذلك على تمويل من الأصدقاء وأفراد العائلة وأشخاص لا يعرفونهم، قبل أن يُنهي رحلة تمويله بالحصول على منحة العمل قيد الإنجاز من مهرجان الجونة السينمائي في دورته الأولى، لينضم المنتج محمد حفظي لقائمة المنتجين ويمول مراحل ما بعد الإنتاج، قبل حصول شركة "وايلد بانش" الفرنسية (إحدى أكبر شركات التوزيع في العالم) على حقوق الفيلم، ويقوم بتوزيع الفيلم في العالم العربي شركة "Film Clinic" لتوزيع الأفلام المستقلة برئاسة محمد حفظي.

الفيلم بطولة راضي جمال وأحمد عبد الحفيظ وشهيرة فهمي وشهاب إبراهيم ومحمد عبد العظيم وأسامة عبد الله وعادل عبد السلام، والإخراج والتأليف قام بهما سوياً الموهوب المبدع أبو بكر شوقي، وتعاون فيه شوقي مع مدير التصوير الأرجنتينى "فدريكو سيسكا"، المونتيرة "إيرين غرينويل"، والموسيقى عمر فاضل الذى ألف الموسيقى التصويرية للفيلم، كما تم تصوير الفيلم في بعض المناطق داخل القاهرة، منها قرية الحرانية بطريق سقارة، ومبنى الجذام في أبو زعبل.

وكان للفيلم الفضل في عودة السنيما المصرية لمهرجان "كان" بعد غياب دام 6 سنوات، وحجز مكانا لها في الدورة الـ71 من مهرجان "كان" السينمائي الدولي، حيث نافس الفيلم على جائزة السعفة الذهبية وفاز بجائزة فرانسوا شاليه "Francois Chalais" للأعمال التي تكرس قيم الحياة والصحافة، ويبدو أن الفيلم حاز إعجاباً كبيراً؛ إذ كتبت الممثلة المصرية "بشرى"، على حسابها الرسمي بموقع "إنستجرام" إن السعادة غمرت الحضور بعد مشاهدة الفيلم، حتى أنهم استمروا في التصفيق 15 دقيقة دون انقطاع؛ ومن ثم شارك الفيلم فى مهرجانات عده كمهرجان "ميلبورن" ومهرجان "بوخاريست"، ومن المقرر عرضه فى مهرجان إنجلترا "BFI"، مهرجان "ميل ڤالى" بأمريكا، مهرجان "ڤانكوفر" بكندا ومهرجان "هامبورج" بألماني، كما أنه من المقرر عرضه فى مهرجان "الجونة" السينمائى، الأسبوع المقبل.

واستقرت لجنة ترشيح الأفلام المصرية المرشحة للأوسكار المكونة من 42 عضوا على قائمة قصيرة تضم 5 أفلام، من بين 38 فيلمًا تم عرضها تجاريًا فى الفترة من أكتوبر الماضي وحتى نهاية سبتمبر الجاري، واستبعدت اللجنة خلال مراحل التصويت عددًا من الأفلام التجارية. واختارت اللجنة العام الماضي فيلم "شيخ جاكسون"، لتمثيل السينما المصرية فى سباق أوسكار أفضل فيلم ناطق بلغة أجنبية، لكنه لم يصل للقائمة النهائية؛ وما حدث بعد ذلك أن الفيلم الذى تم الاستقرار عليه لتمثيل مصر هو "يوم الدين" للمخرج أبو بكر شوقي، حيث حصل على 24 صوتا من أعضاء اللجنة، بينما حصل فيلم "أخضر يابس" للمخرج محمد حماد على 12 صوتاً، وفيلم "تراب الماس" للمخرج مروان حامد على 3 أصوات، وفيلم "زهرة الصبار" للمخرجة هالة القوصى على صوتاً واحداً، وفيلم "فوتوكوبي"، للمخرج تامر عشرى على صوتين فقط.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً