قال مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية، إن تنظيم داعش الإرهابي نجح في تكوين تنظيمات عنقودية صغيرة منتشرة في عدة دول حول العالم، مستفيدًا من حالة التشرذم والتفكك التي أصابت جماعة الإخوان المسلمين، والتي شكَّلت القاعدة الخصبة لإعداد وتصدير العناصر الإرهابية المنضمة إلى تنظيم داعش الإرهابي.
وأوضح مرصد الإفتاء، أن تنظيم داعش الإرهابي استغلَّ الأفكار التي أسس لها منظور جماعة الإخوان المسلمين، كالخلافة والدولة الإسلامية والحاكمية وجاهلية المجتمعات، من أجل إقناع الأفراد بالانضمام إليه، بهدف تحقيق ما فشلت فيه الجماعات التي أطلقت على أنفسها جماعات "الإسلام السياسي"، وهي الأفكار التي تستثير حماسة البعض وتؤثر على الشباب الصغير، الذي تجذبه حماسية شعارات براقة ظاهرها نصرة الإسلام والمسلمين، ولكن في باطنها التدمير والخراب لكل ما هو إنساني، وكافة الأديان منها براء.
وتابع مرصد الإفتاء: أن مواجهة التنظيمات الإرهابية كداعش والقاعدة تتطلب في البداية مواجهة أفكار ومشاريع جماعة الإخوان التي رُوِّج لها على مدار عشرات السنين، وأسس لها حسن البنا وزاد عليها سيد قطب، لتخرج لنا في الأخير أفرادًا يحملون أفكارًا قاتلة لأصحابها وللمجتمعات كافة.
وشدد المرصد على أن خطابات تنظيم داعش الأخيرة التي رصدها المرصد وُجِّهت بشكل أساسي نحو تشكيل وتجنيد الأفراد من بقايا تنظيمات الإخوان وغيرها، باعتبارهم حاملين للأفكار الهدامة والقاتلة، ومن ثم يمكن استثمارهم بشكل سريع وفعال في الأعمال الإرهابية وتشكيل الخلايا العنقودية، التي تشكل خطورة بالغة كونها تكمن في عملها تحت الأرض وترويجها لأفكارها الهدامة لجذب المزيد من العناصر لتنفيذ عملياتها التفجيرية المدمرة.
وأضاف المرصد، أن خطر تنظيم داعش سيستمر حتى إن تم القضاء عليه بشكل كامل في العراق وسوريا، خاصة في ظل وجود مثل هذه التنظيمات العنقودية التي تحرص على انتشار الأفكار الظلامية والمتطرفة والوحشية التي روَّج لها التنظيم الإرهابي.
ولفت المرصد إلى أن هزيمة تنظيم داعش الإرهابي في العراق وسوريا، وتضييق الخناق عليه في أنحاء العالم، أدى إلى استثمار التنظيم لخلاياه النائمة وتنظيماته العنقودية لخلق أجواء للعمل الإرهابي خارج العراق وسوريا، في محاولة منه للتغلب على هزائمه المنكرة في معاقله الرئيسية.
وأستطرد: أن "الخلايا النائمة" المرتبطة بالتنظيم الإرهابي ستحاول أن تبذل جهودًا متزايدة في تنفيذ عمليات انتحارية في مختلف دول العالم لإرباك الوضع الأمني، وللتعويض عن الخسائر الفادحة التي مُنِيَ بها التنظيم، محذرًا من أن هذا النوع من العمليات الانتحارية التفجيرية لن يقتصر على منطقة بعينها، بل سيحاول التنظيم الإرهابي وخلاياه النائمة تنفيذها في العديد من دول العالم.