سوق المحلة الكبرى.. "من الإبرة للصاروخ".. "الروبابيكيا" ملاذ الغلابة من نار الأسعار.. الأنتريه بـ 1000 جنيه والبنطلون الجينز بـ50 (صور)

سوق المحلة الكبرى
سوق المحلة الكبرى

«للبيع»، عنوان أي سوق، ولكن في سوق الجمعة بقلب المحلة الكبرى، محافظة الغربية، الأمر مختلف؛ لأنه مكان لـ«روبابيكيا»، كل شيء قديم للبيع، من الإبرة للصاروخ كما يقولون، بدءًا من الملابس للأجهزة الكهربائية، مرورًا بالخردة وقطع غيار السيارات «أصلية ومضروبة»، كما يشهد سوقًا مكانًا لتجارة الحيوانات «كلاب، طيور»، حتى الأثاث له ركنه الخاص به.

«بنجيب تمنها»

لأن السوق للمستعمل فقط، فدرجة جودة السلعة تحدد سعرها ومدى الإقبال عليها، ولكن هذا السوق ليس ببرئ كليًا من السرقة، والسمة السائدة ككل الأسواق هي العرض والطلب، والاعتماد الأساسي على بائعي الروبابيكيا والملابس المستعملة، تبدأ دورة القطعة المباعة من أول أستغناء لصاحب المنزل عنها وصولا للسوق، كما أن رواده لا يختلفون كثيرًا عن البضائع المصفوفة على الأرصفة، معظمهم ينتمون إلى طبقة اجتماعية أقل ما يقال عنها مطحونة بين رحى الأسعار والحاجة.

تقول "ناجية أسعد"، السيدة الخمسينية، التى تفترش الطريق وأمامها قطعة من القماش المتهالك ووضعت عليه عجلات الغسلات المستعملة، "أنا وولادى طوال الأسبوع بندور عن الخردة وقطع الغيار القديمة، وقد يتصادف أن تبيع أحد السيدات بعض قطع الغيار القديمة والتى عفى عليها الزمن لكنها جديدة ولم تستعمل كمواتير المراوح وعجل الغسالات وسيور الكاوتش، وبعدها نبدأ فى فرزها وفرشها فى السوق، ومن ثم يتهافت علينا الزبائن من محدودى الدخل لإصلاح أجهزتهم، وقد يتكلف سعرها فى المحل 100 جنيه أما فى السوق، لا تتخطى الـ25 جنيه، وأهي بترزق، بنجيب تمنها وفوقها اتنين ولا ثلاثة جنيه".

موبيليات «الغلابة»

وعلى الطرف الآخر من الرصيف يجلس "محمد خميس" بائع أثاث ومراتب، شاب ثلاثيني، ظهرت على وجهه آثار الشمس والتعب، بدأ كلماته لـ"أهل مصر" قائلًا: "إحنا معرض موبيليات الغلابة، تشترى من عندنا أوضة نوم وسفرة وأطفال بأقل من ألفين جنيه"، تعودت أن أتجول طوال الأسبوع فى الأحياء الراقية؛ لأن الطبقات التى تسكن تلك المناطق اعتادت على تغيير الأثاث بصورة مستمرة والاستغناء عنه على عكس المناطق الشعبية، وهنا يأتى دورى فى شرائه، وبعدها يدخل مرحلة التلميع والترميم، ثم آتى كل يوم ثلاثاء وجمعة لعرضه هنا فى السوق.

وأضاف "خميس": "كثيرًا ما يأتى إلينا لصوص ببطاطين ومفروشات مستعملة مسروقة من أحبال الغسيل، ولكن بتختلف من تاجر لآخر منا من يخالف ضميره ويشترى تلك المسروقات والبعض يرفض، وفى أحد المفارقات المضحكة، اشترت منى عروس أحد البطاطين المستعملة ولكن أعادتها بعد يومين بحجة أنها مسكونة، وكلما تغطت بها سحبت وألقيت فى الأرض وعلمت بعدها أنها كانت لرجل مات محروقًا".

وتابع: "يأتى العريس والعروس لشراء أثاث عش الزوجية، وهذه الأيام الغلابة لا يستطيعون شراء الغرف وتجهيز بيت الزوجية، وبالأرقام الخيالية التى نسمعها، غرفة النوم يبدأ ثمنها من 750 جنيه وحتى 1300جنيه"، على حسب حالة الغرفة، أما سرير الأطفال يبدأ من 200 جنيه وحتى 450، أما الأنتريه لا يتخطى 1000 جنيه".

البنطلون الجينز بـ50 جنيه

يختلف رصيف الملابس عن غيره، رصت الملابس بصورة مهندمة على شماعات بينما جمعت البنطلونات على طاولة امتدت لأكثر من 2 متر، جميع الأشكال والألوان بين الأطفال والحريمي والرجالي، تقول " ناديه فريد" بائعة ملابس مستعملة: "يأتى الكثيرون مع أطفالهم للسوق هاربين من الغلاء، كي يشتروا الملابس المستعملة ذات الحالة الجيدة، خاصةً في مطلع فصلي الصيف والشتاء".

وأضافت: "الملابس هنا ليست مستعملة كلها، فالكثير من البائعين تخصصوا في بيع الملابس الجديدة، ولكن من دون إضافة ما تفعله المحال الكبرى من ضرائب ومصاريف تشغيل ونقل، لذلك تقل عن سعرها بالخارج أكثر من 40%، وتأتي الأسر إلى هنا باحثة عن "بنطلونات الجينز" للأطفال والكبار، البنطلون فى المحل يبدأ ثمنه من 100 جنيه وحتى 300 جنيه، أما داخل السوق لا يتجاوز الـ50 جنيهًا، "ويتقيف على مقاس الزبون".

السيراميك بـ38

أما تجار السباكة يشغلون مساحة شاسعة من السوق، تراصت قطع السراميك والبانيوهات والأحواض والأدوات الصحية، فيما يروج البائع لبضاعته، "بضاعة فرز تانى بنص التمن، سيراميك كيلوباترا أرخص بسعر التلتين"، بتلك الكلمات بدأ "عبده القط" تاجر أدوات صحيه كلماته: "نأتى كل يوم جمعة للمحلة لعرض بضاعتنا فهو أحد أهم الأسواق التى تؤثر فى تجارتنا، الفقير والغنى يأتى إلينا لرخص الأسعار، متر السيراميك الفرز الثانى لا يتخطى 38 جنيهًا بينما فى المحلات قد يصل لـ65 جنيهًا أو أكثر، وطقم الحمام لا يتخطى الـ500 جنيه، بينما أصحاب المحلات يطلبون فى نفس الطقم 1000 جنيه، الفرق الوحيد بيننا أني باتعامل مع المصنع مباشر وأراعى حالة السوق، وأحرص دائما على تقديم أفضل خدمة للزبون لأن السوق سمعة".

أما أحد أهم قوانين السوق هو طرح أي صفقة على زائر السوق، إذ يمكن أن يستوقفكم أحدهم ليعرض عليكم شراء نظارتك أو الموبايل أو حتى ساعة يدك، فذلك السوق من الإبرة للصاروخ.

نقلا عن العدد الورقي.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
برلماني متهمًا الحكومة بالتخبط: قسمت الشعب لطبقتين «نجيب ساويرس ونجيب منين»