"خلاص زهقت بعد ما فقدت الأمل أنه يبعد عن المخدرات.. باع أوضة نومنا علشان مزاجه".. بهذه العبارة الممزوجة بدموع الندم على ما فات من العمر، وقفت "داليا م.م" 33 سنة، عاملة بأحد المصانع، أمام رئيس محكمة الأسرة ببني سويف، تبرر أسباب طلبها الخُلع من زوجها "سيد م.أ" 38 سنة، سائق، متهمتة اياه بالمدمن، مؤكدة لرئيس المحكمة أن كل محاولاتها معه لترك المخدرات باءت جميعها بالفشل .
بداية القصة
ووقفت "داليا" أمام رئيس المحكمة، تسرد حكايتها، قائلة: تعرفت على زوجي في حفل زفاف أحدي صديقاتي، فكان معرف بإخلاقه وطيبة قلبه، التي جذبتني إليه، ووافقت عندما جاء لتقدم لي، إلا أن مصاحبته لإصدقاء السوء وجلوسه المستمر معهم، أصبح مدمن مخدرات، فسرعان ما تغيرت معاملته، وبدء يتغيب عن عمله حتى تم رفضه، ورفض بعد ذلك أن يعمل في أي مكان أخر، مما تحولت الحياة معه إلى جحيم".
عدم الإنجاب
وأكدت "داليا" لرئيس المحكمة، أنها حاولت أكثر من مرة أن تجلس معه وتقنعه بأن سبب رغبتها في عدم الانجاب منه بسبب شربه لتلك المواد، وأنه في حالة تركها سوف تنجب منه وتعيش معه، إلا أن باءت كل محاولاتها معه بالفشل.
راحت رجولته
وأستطردت، قائلة: وفي ذات ليلة تعرضت إلى مضايقات من أحد الزملاء له في العمل، فعادت إلى البيت حزينه تحاول أن تشكو له لكي تأخذه رجولته فيذهب معه ويوقف ذلك الرجل عن تصرفته، فلم تجد منه سوي أن سبها واتهامها بأن السبب في ذلك بسبب الهزار معه، بكت وظلت تتوسل إليه بأن لا تذهب إلى العمل مرة أخري، إلا أنه رفض بسبب عدم قدرته على العمل وتعوده على شراء المواد المخدرة.
علقة ساخنة
وتابعت: أصبح لا يشتهي من الدنيا سوي شرب المواد المخدرة، ودائم التعدي عليها بالسب والقذف في كل يوم، أخرها علقة ساخنة، أمام جيراننا، كُسرت خلالها ذراعي اليمني، غير مبال بما تحملته معه لمواجهة الغلاء وظروف المعيشة، ونزولها بشكل يومي لكي تجلب له لقمة العيش في عملها وسط الرجال بأحد المصانع بعد أن تدهورت صحته بسبب كثرة شربه للمواد المخدرة، وأصبح لا يستطيع أن يعمل وينفق عليها أو يساعدها على أمور الحياة.
دعوى خُلع
وأختتمت: حاولت أن أخرجه من بئر الادمان لكي يسترد صحته وعافيته ونعيش سويًا مثل أي زوجين، إلا أننى عجزت أمام أصدقاء السوء ممن يحيطون به من كل الإتجاهات، ووسط إستسلامه لتلك الظروف وإحساسي بإستحالة تقويمه، حركت ضده دعوى خُلع حملت رقم (338) لسنة 2018 بني سويف، بعد أن أصبحت غير قادرة على المعيشة معه، مفتقدةً الأمن والاستقرار.