سعودية تثير الجدل بعد خلع النقاب والمغردون بين مؤيد ومعارض

صورة ارشيفية
كتب : وكالات

أثارت فتاة سعودية تُدعى ترف العسيري موجة من الجدل الواسع على مِنصات التواصل الاجتماعي بعد خلعها النقاب، في خطوة تمثل تمردًا جريئا على تقاليد المملكة المحافظة، صاحبها لغط بين مؤيدّين اعتبروا الأمر حرية وأنه عادة جاهلية ومُعارضين وقفوا ضد هذه الخطوة واصفينها بالانفلات، فأعلنت ترف العسيري يوم الجمعة الماضي عن مقطع فيديو تخلع فيه النقاب تحت هاشتاج #عشان_تعيش_بسعاده وتُعرّف نفسها على تويتر أنها "نسوية، حرة، لا دينية".

وغرّدت العسيري قائلة "قّصيت شعري وشلت النقاب..كل هالفترة كنت مغطية وجهي بنقاب ليش؟ عشان عادات وتقاليد سخيفة، كذا اتنفس الحرية بدونه وعقبال الهجرة"، وحاز الفيديو على إعجاب أكثر من ألفيّ شخص، وتمت مُشاركته 521 مرة، مصحوبًا بأكثر من 5 آلاف تعليق، وتحت هاشتاج #تضامن_مع_ترف_العسيري، الذي تصدّر تويتر في السعودية، شاركت سعوديات تجاربهن في خلع النقاب بنشر صور ومقاطع فيديو لهُن دون نقاب أو حجاب، لتعود من جديد نقاشات السعوديين الجدليّة حول النقاب إلى الظهور.

المؤيدات

نشرت إحداهن صورتها بدون نقاب مُرفقة تعليق "me too"، وأعربت أخرى عن تضامنها مع العسيري، مُعتبرة الحجاب أنه "عادة جاهلية وصبغة ذكورية تهدف لقمع المرأة وعزلها وحرمانها من الحياة"، وصفته سعودية بأنه "عادة سيئة تلغي هويتها كأنثى"، مُغرّدة "أنا غزل الزهراني شلت النقاب وأعلن حربي على كل عادة سيئة تلغي هويتي كأنثى" ،ونشرت سعودية أخرى صورتها بدون حجاب، مُعلّقة "أنا معك يا ترف وسحقا للعادات الي حرمتنا نتنفس حرية .طول حياتي وأنا نفسي اكشف وجهي والآن تحقق حلمي".

المعارضات

وعلى النقيض، هاجمت سعوديات هذه الخطوة ودافعن عن النقاب مُعتبرين أنه "شرف المرأة". وكتبت إحداهن "سيبقى الحجاب والنقاب للأبد"، وأكّدت أخرى "سأبقى أغطي وجهي ما حييت، فالحجاب حجابا لي من النار وجنة لي في الدنيا والآخرة وبه أرضي رب العالمين"،وربطت أخرى بين ظاهرة خلع الحجاب أو النقاب بعدم تطبيق عقوبة على من تُقدِم على هذه الخطوة، قائلة "خالف تُعرف. ومن امن العقوبة أساء الادب".

والجدير بالذكر أن كشف المرأة السعودية لوجهها يمثل محل خلاف فقهي قديم بين المذاهب الأربعة، لكن لم يقل أحد بتحريمه لأنه لا يستطيع أن يأتي بالدليل الصريح الذي هو مناط الحكم والتشريع، وإنما هو اجتهاد غلبت عليه مصالح ومقاصد شرعية أخرى.

وفي فبراير الماضي، أثار عضو هيئة كبار العلماء الدينية السعودية، عبدالله المطلق، جدلًا بعد أن رد على سؤال عن حكم الشرع في ارتداء النساء للعباءة، قائلًا "لا نلزم الناس بالعباءة، فالعباءة هي الستر... إذا سترت المرأة نفسها سواء كانت بعباءة على الرأس أو الكتف أو بغير ذلك فالحمد لله، المقصود الستر".

وفي حين وردت تقارير تزعم إلقاء القبض على السعودية المثيرة للجدل، نفت العسيري صحة هذه المزاعم، وكتبت ترف العسيرى تستنكر"صحيت على خبر يقال إني انمسكت خبر عاجل برضو لازم التحريف والكلام الكذب مدري متى هالإعلام يصير كويس لو مرة".

في خِضم ذلك الجدل، أكدت النيابة العامة في السعودية أن أي رسائل أو صور أو مقاطع مرئية تنطوي على مدلول جنسي، وتمس عرض شخص أو تخدش حياءه، باستخدام مواقع التواصل الاجتماعي، أو أي وسيلة تقنية، تعد "جريمة تحرش"، مؤكدة من خلال حسابها الرسمي عبر تويتر أن "من يمتلك تلك الرسائل أو الصور أو المقاطع، فإنه يعاقب بالسجن مدة تصل إلى سنتين، وبغرامة مالية تصل إلى 100 ألف ريال (26,667 دولار)، أو بإحدى هاتين العقوبتين".

وأشارت إلى أن المادة الأولى من نظام مكافحة التحرش، تنص على أن التحرش يقصد به كل قول أو فعل أو إشارة ذات مدلول جنسي، تصدر من شخص تجاه أي شخص آخر، تمس جسده أو عرضه، أو تخدش حياءه، بأي وسيلة كانت، بما في ذلك وسائل التقنية الحديثة.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً