يعد مرض بتكيّس المبيض حالة هرمونيّة تؤثر على 8% إلى 20% من النساء في سن الإنجاب حول العالم، وفقاً للمعهد الوطني الأمريكي للصحّة،وتشمل أعراض هذا المرض الذي يقلل فرص الإنجاب أحياناً تكيّس المبايض، والطمث غير المنتظم، ووجود مستويات عالية من هرمونات الذكورة، ونموّ الشعر الزائد، وحبّ الشباب، وزيادة الوزن، ورغم أنّه يمكن التحكّم بهذه الأعراض عبر الأدوية؛ بما في ذلك أدوية تحديد النّسل لتنظيم الهرمونات والميتفورمين لتنظيم نسبة السكّر في الدم، إلّا أنّ أبرز طريقة للسيطرة على تكيّس المبايض هي من خلال تغيير نمط الحياة: أي بالنّوم، ومحاولة الحد من الإجهاد، والتمارين الرياضيّة، والنّظام الغذائيّ.
فنظراً لكون أنّ العديد من النساء المصابات بتكيّس المبيض المتعدد الكيسات عندهنّ أيضاً مقاومة للأنسولين، يتطلّب علاج هذه الحالة إحداث توازن صعب عبر تناول الأطعمة المناسبة في الأوقات المناسبة، لكن لسوء الحظ، تعتبر متلازمة المبيض المتعدّد الكيسات حالة معقّدة لا تلتزم بنهج واحد يناسب جميع السيّدات.
وكشف موقع "بوب شوجر" نقلاً عن مارثا ماكيتريك، وهي أخصّائيّة تغذية معتمدة، وأستاذة حاصلة على شهادة بأمراض السكّري، التي فقالت: "يُنصح بإدارة نمط حياة السيّدة كعلاجٍ رئيسيٍّ لمتلازمة المبيض المتعدّد الكيسات، لكن لم تثبت الدراسات أيّ نوع من الأنظمة الغذائيّة هو الأفضل"، وأضافت: "يعود ذلك على الأرجح إلى حقيقة أنّ كلّ امرأة هي عبارة عن حالة خاصّة بحدّ ذاتها فلها جينات وعمليّات أيض، وحالات طبيّة".
-وازني الكربوهيدرات مع البروتين والدّهون:
تقول ماكيتريك بأنّه يمكن للوجبات المتوازنة التي تحتوي على البروتين والدّهون بالإضافة إلى الكربوهيدرات أن تسيطر على نسبة السكّر في الدم، وتمنع الارتفاع المفاجئ للأنسولين، وتحدّ من الرغبة الشديدة لتناول الكربوهيدرات، على سبيل المثال، ستشبعكِ شريحة من الخبز المحمّص مع زبدة الفول السوداني الطبيعيّ،مع ذلك، تؤكّد ماكيتريك على أنّ هذه إرشادات عامّة وليست قاعدة عليكِ الالتزام بها بنسبة 100% من الوقت؛ ففي بعض الأحيان قد ترغبين فقط بأكل تفاحة وحدها أو شريحة لحم مع سلطة بدون أيّ كربوهيدرات.
-تناولي الأطعمة مغذية:
مثل الفواكه، والخضراوات، البطاطا، والخبز الأبيض، والأرز، والسكّر المكرّر، حيث سيمنع تناول الأطعمة الغنيّة بالألياف من ارتفاع السكّر في الدم وسيحافظ على امتلاء بطنكِ لفترة أطول كذلك.
-اعتمدي على الدّهون الصحيّة:
ستجعلك الدهون الصحيّة؛ مثل المكسّرات، وزبدة المكسّرات، والأفوكادو، وزيت الزيتون، تشعرين بالشّبع أكثر ويمكنها أن تساعدكِ على إنقاص وزنكِ، كما قد تُقلّل دهون الأوميجا 3؛ كتلك الموجودة بالأسماك الدهنيّة، والجوز، وزيت الكانولا، من خطر الإصابة بأمراض القلب، وتحسّن مقاومة الأنسولين، وتحدّ من الالتهابات.
-قلّلي من الأطعمة المسبّبة للالتهابات:
عادة ما تحتوي الأطعمة المصنّعة على كميّات كبيرة جدّاً من السكريّات، والكربوهيدرات المكرّرة والسعرات الحراريّة الفارغة التي يمكن أن ترفع نسبة السكّر في الدم بشكلٍ مفاجئ، لذا "أفضل ما يمكنكِ فعله هو محاولة الالتزام بتناول الطعام الأقرب إلى ما يمكن من حالته الطبيعيّة".
ترتبط متلازمة المبيض المتعدّد الكيسات أيضاً بالالتهابات، لذا فهي تنصحكِ بالحدّ من الأطعمة المسبّبة للالتهاب؛ مثل السكريّات المضافة، والدّهون غير المشبعة، والكربوهيدرات المكرّرة. تميل الأطعمة المصنّعة إلى إثارة الالتهابات كذلك، لذا يجب اللإكثار من الأطعمة المضادّة للالتهاب؛ مثل الأسماك الدهنيّة، والخضراوات ذات الأوراق الداكنة، والتوت، والزنجبيل، والثوم، والكركم.
-زيدي كميّة الخضروات والأطعمة الصحيّة للأمعاء
لا تقتصر فائدة الخضروات على خواصّها المضادّة للالتهابات، بل يمكنها مساعدتكِ في إنقاص الوزن أيضاً. فهي قليلة بالسعرات الحراريّة لكنّها غنيّة بالألياف، لذا فإن إغناء طبق طعامكِ بالخضراوات سيملأ معدتكِ دون تدخّل السعرات الحراريّة المضافة الموجودة بالأطعمة الأُخرى ذات السعرات الحراريّة العالية. تحتوي الخضروات كذلك على نسبة مرتفعة من المغذّيات الدقيقة، والفيتامينات ومضادات الأكسدة.
وفقاً لدراسة أجريت عام 2016، كما تقول ماكيتريك إنّ صحّة القنوات الهضميّة قد تكون مرتبطة أيضاً بمتلازمة المبيض المتعدد الكيسات – ففي نهاية المطاف، إنّ الجهاز الهضمي الصحّي يمكن أن يساعد بتحسين عمليّة الهضم، وتوازن الهرمونات، وتعزيز المناعة، لذلك، أكثري من الأطعمة الغنية بالبروبيوتيك لدعم أمعائك؛ مثل شاي الكمبوتشا، ولبن الزبادي غير المحلّى، والأطعمة المخمّرة.
اختاري اللّحوم ومنتجات الألبان الخالية من الهرمونات
باعتبار أنّ هرموناتكِ بحدّ ذاتها تفقد توزانها مع متلازمة المبيض المتعدّد الكيسات ، فمن الأفضل لكِ الابتعاد عن أي مصادر خارجيّة أُخرى تحتوي على الهرمونات؛ كاللّحوم ومنتجات الألبان مثلاً. بالنّسبة لشراء المنتجات الحيوانيّة، يفضّل دائماً انتقاء الأنواع العضويّة؛ ممّا يعني أنّها لم تتعرّض للمضادّات الحيويّة أو هرمونات النمو، بحسب إرشادات وزارة الزراعة الأمريكيّة.