مع اقتراب بدء موسم المدارس في محافظة بني سويف، يتذكر الكثير من الطلاب مأساة كل عام، وهي عدم وجود عدد كاف من عمال النظافة للاهتمام بفناء المدرسة والفصول، هم يعرفون ما يجب أن يقوموا به، ينتظرون أمرًا من مدرس أو ناظر المدرسة، لينتشروا في الفناء وبين الفصول وتحت "التخت" ينظفون "القمامة"، وهي أزمة ليست جديدة على مدارس المحافظة، التي - وفق ما يؤكد - عدد من العاملين بالتربية والتعليم بالمحافظة، نتيجة عدم الإعلان عن مسابقات جديدة لتعيين عمال جدد، بدلًا ممن يخرجون عن الخدمة، سواء بالإحالة للمعاش أو الوفاة أو أي أسباب أخرى كالفصل من الخدمة.
شركات نظافةيقول سيد بهنساوى، ولى أمر، أن مديري المدارس يتعاملون مع أزمة نقص العمال بإجبار الطلاب على تنظيف المدرسة وقد تتسبب هذه المهمة الإضافية للتلاميذ في حدوث مشاكل صحية لبعض منهم خاصة الذين يعانون من الحساسية، مطالبًا المستشار هانى عبد الجابر، محافظ بني سويف، بحل أزمة نقص عمال المدارس عن طريق تعيين عمال جدد أو ندب بعض العمالة الزائدة من مصالح حكومية إلى التربية والتعليم لتوزيعها على المدارس لتغطية العجز، الذى يؤثر سلبًا على سير العملية التعليمية.
عمال المقاولةوقال أيمن بدران، مدرس إعدادى، إن هذا العجز موجود بالمدارس منذ سنوات طويلة وكل مسئولي وزارة التربية والتعليم بلا استثناء يعلمون بذلك ولم يحركوا ساكنا وإذا مر مسئول كبير أو صغير على المدارس تدور عينه على ورقة ملقاة أو كومة من القمامة بالمدارس لتنهال بعدها قرارات الجزاء على جميع العاملين بالمدرسة، لذلك لجأ أغلب النظار والمديرين إلى حيلة استئجار عمال من الخارج باليومية أو بنظام المقاولة ويحصلون على أجورهم بشكل ودي والتي يدفعها المدرسون أنفسهم خاصة أولئك الذين يعملون بالدروس ومجموعات التقوية.
عاملين على 24 فصل
أما "س.ع.م" عامل بإحدى المدارس الإبتدائية، طلب عدم الإفصاح عن أسمه، خشية تعرضه للمسألة القانونية، فأكد أن أنه وزملائه يعانون الأمرين من كثرة الأعباء الملقاة على كاهلهم وعدم حصولهم على حقوقهم الوظيفية، شاكيًا من تحملهم أعمال إضافية، تكون فوق طاقاتهم أحينًا، نتيجة نقص العمال: "أقوم يوميًا أنا وزميل لى بتنظيف 24 فصل و6 غرف اجتماعات ومكاتب وفناء المدرسة ودروات المياه" وأحيانًا نقوم ببعض أعمال الصيانة كإصلاح الأعطال البسيطة بالسباكة والكهرباء ومقاعد الطلاب.
ثلاثة عاملات وراجلوقال عبد الله بدوى حسنين، عامل بمدرسة الديار الابتدائية بالفشن: "أعمل بمدرسة عدد فصولها 40 فصلا بالإضافة إلى الغرف المساعدة الأخرى من معامل ومكاتب، ولا يوجد بالمدرسة سوى 4 عمال ثلاثة منهم نساء وأنا الرجل الوحيد لذلك أقوم بأعمال عديدة منها حراسة المدرسة واستلام العهدة بالإضافة إلى نظافة المدرسة" .
المعلمون ينظفونوقال سامي محمد سامي، مدير مدرسة بسمسطا، إن مدارس المحافظة تعاني نقصًا شديدًا في عمال الخدمات، لافتًا إلى أن المعلمون لهم دورًا كبيرًا في تنظيف وتجميل المدارس التي يعملون فيها، للتغلب على العجز ونقص العمال، لافتًا إلى أن بعض المعلمون بدأوا منذ أسبوع فى تهيئة المدارس وتنظيفها وتجميلها، استعدادًا لبدء الدراسة.