يعتبر وسط البلد – الحي الذي أسسه الخديو إسماعيل ليكون واجهة مشرفة لمصر في افتتاح قناة السويس – من أقدم وأهم أحياء القاهرة، والذي لا يتميز بالمعمار الأوروبي فحسب ولكن معظم ميادينه وشوارعه تحمل أسماء مشاهير المجتمع القديم مثل شارع شريف وميدان طلعت حرب وشارع علي الكسار.
وعلى الرغم من أن الشارع سمي باسم الفنان الراحل علي الكسار تيمنًا باسم مسرحه الذي يحمل اسم الطليعة الآن، إلا أنه يغلب عليه الطابع التجاري، وفقًا لما يقوله محمد عبد الرحيم صاحب أحد المحلات التجارية في الشارع، والذي يضيف: "معظم اللي بيشتغلوا في الشارع ده ساكنين في شارع نجيب الريحاني والذي يوازي شارع علي الكسار"، كما أن الشارع حمل اسم شارع "الجنينة" لأنه سمي باسم جنينة الأزبكية سابقا.
من أهم معالم شارع علي الكسار هي الكنيسة الإنجيلية، ومبنى النجدة، ومكتب مرور العتبة، ويتميز الشارع أيضا بالمباني القديمة التي يعود تاريخها إلى القرن التاسع عشر، كما أن المباني مشيدة من الأحجار التي استخدمت في بناء أهرامات الجيزة، ويبرز أهمية الشارع في أنه يربط بين ميدان العتبة وميدان الأوبرا وشارع الجمهورية وشارع 26 يوليو.
تم تغيير اسم الشارع في وقت سابق إلى شارع الجنينة، الأمر الذي دفع نجل الفنان الراحل إلى التقدم بأكثر من شكوى إلى إدارة حي عابدين لتغيير اسمه مرة أخرى إلى "شارع على الكسار".
الفنان "علي الكسار" أو عثمان عبدالباسط ، هو رائد المسرح الكوميدي الغنائي في مصر، ويعشقه الكبار والصغار، ويمتميز أداء على الكسار بأن له الطابع الخاص، حيث لا يوجد شبيه له حتى الآن.
وعرفه الجمهور بأنه الفنان الذي كان يمثل بطل شعبي كوميدي في السنيما، من خلال تقديمه لتلك الشخصية في العديد من الأعمال الكوميدية التي حققت نجاحات كبيرة .
وقدم الكسار أكثر من 200 أوبريت للمسرح، بالإضافة إلى 37 فيلمًا سينمائيًا، ومن أبرزها "على بابا والأربعين حرامي وعثمان وألف ليلة وليلة" واشتهر بتقديم شخصية عثمان عبدالباسط التي قدمت في أدوار عديدة ومنها البواب والخادم.
واشتهر الكسار بالعديد من الجمل والأفيهات، التي تعيش بيننا حتى الآن، ولم يمحوها الزمن، حيث ارتبط بها الجمهور منذ عرضها حتى وقتنا هذا، وبشكل خاص المشاجرات التي كانت تقع بينه وبين حماته في العديد، بالإضافة للمشاجرات التي كانت تقع مع العديد من الشخصيات بشكل كوميدي ومن أبرزها "بقى دي حمى دي حمة والعياذ بالله".