اعلان

في ذكرى استشهاده.. تفاصيل جديدة في مقتل "محمد الدرة".. أين ذهب مصور "رويترز" الذي احتمى معه من رصاص الإسرائيليين؟

محمد الدرة
كتب : سارة صقر

تشبث بيد أبيه صارخا من تبادل إطلاق النار، بعد احتمى هو ووالده خلف برميل أسمنتي لم يمنع عنهم سيل من الطلقات النارية المتبادلة بين قوات الاحتلال وقوات الأمن الفلسطينية .

18 عاما مروا على استشهاد الطفل "محمد الدرة" الذي لم يستكمل عامه الـ13، حتى اغتالته يد الإحتلال الغاشم، ليسجل اسمه وسط قائمة طويلة من شهادة الإنتفاضة الفلسطينية .

وقعت الحادثة في قطاع غزة في الثلاثين من سبتمبر عام 2000، في اليوم الثاني من انتفاضة الأقصى، وسط احتجاجات امتدت على نطاق واسع في جميع أنحاء الأراضي الفلسطينية.

تجمع المتظاهرين الفلسطينيين من مختلف الأنحاء في تمام السابعة من صباح يوم 30 سبتمبر، وألقوا الحجارة وقنابل المولوتوف، فأطلق الجيش الإسرائيلي لرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع، وتواجد هناك العديد من المصورين، ومن بينهم مصورو وكالة رويترز، و وكالة أنباء أسوشيتد برس، والتقط مصورو الوكالتين مشاهد للدرة وأبيه، ولكن التقطت عدسة أبو رحمة فقط اللحظة الحاسمة التي وقعت فيها الحادثة.

اتخذ جمال ومحمد (الدرة)، سيارة أجرة إلى المنزل، ووصلا إلى مفترق "نتساريم" عند الظهر تقريبًا، وذلك وفقًا لمجلة تايم، على الرغم من التشكيك في ذلك التوقيت.

وذكر أبو رحمة أن"إطلاق النار الكثيف" بدأ عند الظهر تقريبًا، و إن ما استرعي انتباهه في ذلك الوقت إلى جمال ومحمد، هو تواجد شمس عودة وهو مصور رويترز الذي احتمى معهما لفترة وجيزة وراء البرميل الإسمنتي.

عندما رأى سائق السيارة الأجرة المتظاهرين، رفض الذهاب إلى أبعد من ذلك، أو أوقفه أحد رجال الشرطة، وعندما كان جمال ومحمد على وشك عبور التقاطع سيرًا على الأقدام، بدأ مسلحون فلسطنيون إطلاق الرصاص، فتبادل الجنود الإسرائيليون إطلاقه. وانتظرا إلى أن توقف إطلاق الرصاص، ثم عبرا الطريق.

وبدأ إطلاق النار مرة أخرى، فانحنى جمال، ومحمد، وعودة مصور وكالة رويترز،خلف الجدار الخرساني في الجانب الأيسر العلوي/ جنوب شرق الربع من مفترق الطرق، قطريًا من البؤرة الاستيطانية الإسرائيلية.

واستخدموا برميل إسمنتي طوله ثلاثة أقدام (0.91 م)، كان ملقى تجاه الحائط، ليحموا أنفسهم من الرصاص، وكانت هناك حجرة رصف كبيرة فوق البرميل، فأتاحت لهم مزيدًا من الحماية، وانتقل بعد ذلك مصو وكالة رويترز بعيدًا، بينما ظل جمال ومحمد هناك وحدهما.

في بادىء الأمر، أعلنت قوات الدفاع الإسرائيلية تحمّلها المسؤولية، كما أبدت إسرائيل في البداية، أسفها لمقتل الصبي، ولكنها تراجعت عن ذلك، عندما أشارت التحريات إلى أن الجيش الإسرائيلي ربما لم يطلق النيران على الدرة، وعلى الأرجح أن الفتى قتل برصاص القوات الفلسطينية.

وذكر ثلاثة من كبار الصحفيين الفرنسيين الذين شاهدوا لقطات خام في عام 2004، أنه لم يتضح من اللقطات وحدها أن الصبي لقي حتفه، وأن قناة فرانس حذفت عدداً قليلاً من الثواني الأخيرة، والتي يظهر فيها الصبي وهو يرفع يده عن وجهه.

وفي عام 2005، صرّح رئيس تحرير غرفة الأخبار بالقناة أنه لا يمكن لأحد أن يحدد على وجه اليقين من الذي أطلق النيران، ولكن ذهب معلقون آخرون من بينهم مدير مكتب الصحافة الحكومي الإسرائيلي إلى القول أن المتظاهرين الفلسطينين قاموا بتنظيم هذا المشهد.

وبعد إجراءات قانونية مطولة، أُدين فيليب كارسنتي، المعلق الإعلامي الفرنسي، بالتشهير بقناة "فرانس2"، واتهامها بالتلاعب في مادة الفيلم.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
للمرة الأولى.. القاهرة تجمع رؤساء مصر وتركيا وإيران