قادت الظروف الأسرية طفلًا لم يبلغ من العمر عدة أشهر، في أن يُسجل مرتين بسجلات الدولة، الأولى عندما ذهب والده لقيده بالصحة والمرة الثانية عندما سجلته نفس الجدة باسم زوجها الجديد.
كبر الطفل الرضيع وسط بيئة دفعته للانحراف، مستغلًا أنه مقيد مرتين بسجلات الدولة، حيث قام باستخراج بطاقتين باسمين مختلفين، وبدأ حياة النصب والتزوير بتلك المستندات.
لم يستمر كثيرًا في مجال نصبه، فقد كشفت مباحث الأزبكية جريمة التزوير في محررات شخصية بعد قرابة 33 عامًا من وقوعها، حيث قامت سيدة بنسب حفيدها لها بعد تخلي والدته عنه، وقامت الجدة بالزواج من شخص آخر بعد وفاة جد الطفل واتفقت معه على نسبه باسميهما.
وأشارت تحريات الأجهزة الأمنية بالقاهرة، بإشراف اللواء محمد منصور مساعد وزير الداخلية، مدير أمن العاصمة، إلى أن الجريمة تم الكشف عنها عندما توجهت قوة أمنية من قسم الأزبكية لإلقاء القبض علي هارب من عدة أحكام جنائية يحمل اسم "أسامة. ح" وتبين هدم منزله وعدم تواجده بالمنطقة وتوصلت التحريات إلى مكان عمله بمحل ملابس بمنطقة السيدة زينب فتم إعداد مأمورية لضبطه وأثناء القبض عليه قدم لرجال المباحث بطاقة رقم قومي تحمل اسم "تامر. ع" نافيًا أن يكون ذات الشخص الذي يبحثون عنه وأنه غير مسجل جنائيًا.
اقرا ايضا ..السجن 3 سنوات لسكرتير عام محافظة السويس في قضية الرشوة
وبعد إجراء تحريات سرية عن المتهم بقيادة المقدم محمد رضا رئيس مباحث قسم الأزبكية توصلت إلي حقيقة الواقعة حيث تبين أن المتهم يحمل بطاقتي رقم قومي لشخصين مسجلين بالأحوال المدنية وأن الواقعة تعود الي تاريخ مولد المتهم بعد تسجيل شهادة ميلاده باسم "تامر" ثم انفصل والديه وتوجهت والدته إلي جدته لوالده وتركت له مهمة تربيته والإنفاق عليه، أضافت التحريات أنه عقب تولي الجدة تربية الطفل البالغ عمره حينها شهرين تزوجت رجلًا آخر وحاولا تبرير وجود طفل رضيع برفقتهما فقامت بقيده بشهادة ميلاد جديدة باسم "أسامة" ونسبته لزوجها الجديد ليتحول الطفل إلي شقيق لوالده من الأم علي الأوراق الرسمية، وتبين أن المتهم تورط في عدة أعمال إجرامية، تم حبسه علي ذمة بعضها وتصويره بقسم الشرطة لإضافته للسجل الإجرامي بها وصدرت ضده أحكام ما دفعه لاستخدام شهادة ميلاده القديمة التي حررتها له والدته لإصدار بطاقة رقم قومي جديدة وقام بتغيير مظهره ب "حلق شعره" هربًا من الملاحقات الأمنية.
وعندما خرجت قوة لتنفيذ الأحكام وضبط المتهم طبقا للصورة المسجلة بقسم الشرطة، قدم هويته الأخرى لنفي الأحكام عنه، والتي بالاستعلام عنها تبين صحتها ومع تطوير مناقشة المتهم روى ما قامت به جدته منذ 33 عامًا بتسجيل شهادة ميلاد أخرى له باسم جديد.